عارضات الأزياء السعوديات.. بين فوبيا «الكاميرا» وهاجس «الخطوط الحمراء»

كشفن همومهن مع نظرة المجتمع.. في «كواليس» عرض للأزياء بالخبر

جانب من عرض الأزياء الذي أقيم بمدينة الخبر مساء أول من أمس ضمن «معرض العروس» الثاني ولم يكن ممكنا تصوير أي من العارضات السعوديات («الشرق الأوسط»)
TT

لا يزال وقوف عارضات الأزياء السعوديات على منصة العرض خجولا ومحاطا بالمخاوف، فعند تغطية «الشرق الأوسط» عرض الأزياء الذي أقيم في معرض الظهران الدولي بمدينة الخبر مساء أول من أمس الثلاثاء، جاء طلب منظمة العرض بعدم تصوير العارضات السعوديات تحديدا، والاكتفاء بالعارضات الأجنبيات، وهو ما أكدته بإلحاح العارضات السعوديات اللاتي بررن ذلك بالرغبة في احترام عادات المجتمع، والتخوف من انعكاسات عملهن على حياتهن الشخصية.

إيمان أحمد، عارضة أزياء سعودية، جاءت مشاركتها أول من أمس لتمثل المشاركة العاشرة لها في عالم عروض الأزياء، الذي اقتحمته قبل نحو 3 سنوات، وهو ما يجعلها تزهو بكونها من العارضات السعوديات القلائل اللاتي يملكن خبرة جيدة في هذا المجال، إلا أن المفاجأة تكمن في كونها تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات، وهو ما تبرره بالقول: «عرض الأزياء بالنسبة لي مجرد هواية وليس مهنة، فأنا أستمتع بمزاولتها، سواء في مشاركاتي التي في السعودية أو البحرين».

وتعتقد إيمان خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن المنطقة الشرقية فيها 5 عارضات أزياء سعوديات من المعروفات بين شركات ومصممي الأزياء، أما البقية فيمثلن العارضات الأجنبيات، مضيفة: «جميعنا - كعارضات سعوديات - نخاف من التصوير، فالكاميرا ترعبنا، ولا نرغب في الظهور في الإعلام، ونتوتر عندما نرى بعض الحاضرات يقمن بتصويرنا عبر الكاميرا أو الهاتف الجوال، وهو ما نرفضه؛ احتراما لعادات المجتمع وخصوصيتنا الأسرية، رغم أننا نعلم أن تصوير الملابس جزء لا يتجزأ من طبيعة عملنا».

ويبدو من اللافت وجود عدة عارضات أزياء سعوديات ممن يعملن بأسماء ناقصة أو مستعارة، كما تفضل العارضة التي اختارت لنفسها اسم «سميرة»، والتي تؤكد أن مشاركتها في عرض أزياء أول من أمس هي الثالثة في مشوارها، بعد مشاركتها في عرضين سابقين؛ الأول أقيم في «شاطئ الغروب» والثاني لصالح دار «بريسم» للأزياء، مضيفة بالقول: «أخي لا يعلم أني أمارس هذه المهنة، ووالدتي لا تعلم أن هناك صحافة وصخب وكاميرات، هي تعتقد فقط أني أعرض الملابس أمام النساء!».

ولا تختلف مواصفات «إيمان» و«سميرة» وغيرهن من عارضات الأزياء السعوديات عن نظيراتهن من الأجنبيات، من حيث مقاييس الطول والوزن، وهو ما يجعل خلود، وهي المسؤولة عن العارضات، تشير إلى «أنهن في الطريق للاحتراف، فقط يحتجن بعض الوقت»، في حين تعود العارضة إيمان لتؤكد أن العارضة السعودية يوجد لديها العديد من «الخطوط الحمراء» بخلاف العارضات الأجنبيات، من ذلك «رفض الظهور بلباس البحر أو التعامل المباشر مع المصمم الرجل».

وينبغي الإشارة هنا إلى أن عروض الأزياء المقامة في السعودية تقام في جو نسائي بنسبة 100 في المائة، ووفقا للضوابط المعمول بها داخل البلاد، وهو ما يجعل العارضات يؤكدن خلال حديثهن لـ«الشرق الأوسط» على أن مهنتهن «لم يفهما المجتمع بالشكل الصحيح حتى الآن، رغم الخصوصية التي تتم بها»، في حين ما زالت العارضات السعوديات يعملن بشكل حر، اعتمادا على تلقي الاتصالات من الشركات أو مصممي الأزياء عبر هواتفهن الجوالة، ودون وجود وكالة أو جهة تنظم عملهن وتنسق بينهن وبين الجهات المستفيدة، كما هو معمول به في الخارج.

وعودة لعرض الأزياء الذي بدأ في السابعة مساء وامتد حتى التاسعة، بحضور جمع غفير من النساء، فقد ضم 12 اسما ما بين مصممات سعوديات وشركات محلية ووكلاء ماركات عالمية في عالم الموضة والأزياء، في حين جاء العرض مرافقا لـ«معرض العروس الثاني» الذي افتتح مساء الأحد الماضي، بحضور نحو 5 آلاف زائرة ومجموعة من سيدات أعمال المنطقة الشرقية.

ويجمع المعرض 85 شركة محلية و3 شركات دولية، على مساحة 4 آلاف متر مربع، فيما يفيد القائمون على هذا المعرض بأن السوق السعودية المتخصصة في قطاع منتجات المرأة «تشكل أهم الأسواق التي تستهدفها السوق العالمية، خاصة أن معدل إنفاق السعوديات على مواد الزينة يزيد على 31 مليون دولار سنويا، بزيادة 33 في المائة عن بقية نساء الخليج العربي».

وذكر مدير معارض الظهران عادل العومي، أن «هذا الحدث يعد الوحيد الذي تنظمه شركة معارض الظهران الدولية بحضور نسائي فقط، سواء من حيث العارضات أو الزائرات»، وذلك حسب ما جاء في البيان الصحافي للمعرض، في حين شهدت أركان المعرض تنافسا شديدا بين استوديوهات التصوير ومراكز الأزياء ومحلات بيع العطور ومستحضرات التجميل، بهدف جذب أكبر شريحة ممكنة من السيدات، خاصة مع كون هذا المعرض يأتي بالتزامن مع فترة التحضير للأعراس والإجازات، وهو ما يمثل الموسم الذهبي للجهات المستفيدة».