فنيون مصريون يستنسخون آثار المصريين القدماء

بينها كنوز «الفرعون الذهبي» وتمثالان لـ«جميلة الجميلات»

نموذج مقلد لصورتين من كرسي العرش للفرعون الذهبي «توت عنخ آمون»
TT

في محاولة لتأكيد أحقيتها الفكرية في إنتاج النماذج الأثرية، وقطع الطريق على محاكاة البعض منها في دول العالم، بدأت وحدة إنتاج النماذج الأثرية بوزارة الآثار في مصر باكورة إنتاجها الجديد الذي تم التعاقد عليه مع إحدى الشركات السياحية والفندقية لإنتاج 130 قطعة فنية من النماذج الأثرية التي تعبر عن مجموعة من تماثيل الملك «توت عنخ آمون» بتكاليف 2.3 مليون جنيه ويتم توريدها على مدار 18 شهرا.

علاوة على ذلك، فإن هذه النماذج تستهدف تنمية موارد وزارة الآثار، كونها وزارة وليدة تم استحداثها في أواخر شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد انفصال المجلس الأعلى للآثار عن وزارة الثقافة.

الوحدة الإنتاجية يعمل بها قرابة 40 فنيا في مجالات النحت والتلوين والنقوش الجدارية من خريجي كليات ومعاهد بالجامعات المصرية، ومنهم خريجو المدارس الفنية الذين يقومون بصب وعمل النماذج وتشكيل الخزف والفخار وأشغال المعادن مثل الحفر والنقش عليها وهم من العمالة الفنية المدربة.

زاهي حواس، وزير الدولة لشؤون الآثار، يرصد أسانيد عمل هذه الوحدة بأنها تعمل تطبيقا لقانون حماية الآثار وتعديلاته الجديدة، التي صدرت في العام الماضي، وشهد جدلا واسعا بين أعضاء «البرلمان» آنذاك، «حيث نصت المادة 36 من القانون على سريان جميع حقوق الملكية والعلامة التجارية وحماية استغلالها لصالح الآثار ويطبق ذلك على النماذج الأثرية وصور القطع الأثرية التابعة للآثار، وأن القانون الجديد ولائحته التنفيذية أتاح للوزارة إنشاء وحدات إنتاجية ذات طبيعة خاصة لزيادة موارد الآثار».

وتابع حواس قائلا: «إن المادة 142 من اللائحة التنفيذية من القانون أكدت على حق مؤسسة الآثار في إنتاج نماذج حديثة للقطع الأثرية مطابقة تماما للأثر الأصلي وختمها بخاتم أو شعار الآثار بما يكفل تميزها عن غيرها من النماذج أو الآثار الأصلية.

كان أول عقد لتدشين عمل النماذج الأثرية في فبراير( شباط) الماضي، فيما بدأ الإنتاج الفعلي مع بداية الشهر الحالي أبريل (نيسان)، على أن يتم إنتاج 130 قطعة مستنسخة من تماثيل لمجموعة الملك توت عنخ آمون ونماذج العجلة الحربية والقناع والأسرّة الخاصة به، وغيرها من القطع المقلدة، ومنها تمثالان للأميرة ميريت آمون، جميلة الجميلات». ويوضح الأثري عمرو الطيبي، المدير التنفيذي للوحدة الإنتاجية، أن التعاقدات مع العاملين بالوحدة الإنتاجية الجديدة تخضع لقواعد أجور العاملين بالوحدات الإنتاجية بالدولة، ويرتبط فيها الحافز بمقدار الإنتاج. لافتا إلى أن «هذه الأنشطة ستسهم في زيادة دخل الوزارة من عائد بيع تلك النماذج سواء بالتعاقد مع الشركات أو الأفراد الراغبين أو تصديرها إلى الخارج، وعرضها مع معارض الآثار التي تتم الموافقة على إقامتها بالخارج».

وعن طبيعة العاملين بالوحدة. يضيف أن «هناك رغبات لكثير من الفنيين العاملين بمركز إحياء الفن القديم بضاحية الزمالك للانضمام إلى الوحدة الجديدة لإنتاج النماذج الجديدة، حيث تقدم ثمانية من الفنيين العاملين بقسم التلوين بطلب لالتحاقهم بالوحدة الجديدة وتمت الموافقة عليه نظرا لتميزهم الحرفي. كما أن هناك مجموعة من خريجي الأقسام غير الفنية قد انضموا للعمل بالوحدة لمهارتهم الفنية وموهبتهم في أعمال الحفر والنقش والتلوين والتصميم وهي تخصصات نادرة وتمثل خبرات متراكمة من العمل اليدوي الفني».