الألمان يتجهون إلى تعلم الحياكة والنسيج

عودة الاهتمام بالحرف اليدوية

TT

ظلت نيكولا باومان تعمل في مجال الخياطة على مدار 11 عاما بأحد المسارح ودور الأوبرا في مدينة إسن الألمانية قبل أن تستقيل وتقرر أن تتخذ حياتها مسارا جديدا.

وقالت باومان (41 عاما): «سئلت عما إذا كان باستطاعتي تدريس برامج لتعليم الحياكة تعلم الناس كيف يصنعون الملابس، وهو أمر ليس بالسهل وغير عملي». ومنذ ستة أشهر، قررت باومان تحويل الاقتراح إلى فكرة تجارية، حيث أسست حانة «كانتين هايمفيرك» في إسن.

وتعمل باومان يوميا في الحانة حيث ترتدي بلوزتها البيضاء ومريلتها المصنوعة من القطن والصوف. ويمكن للزبائن أن يحصلوا على فنجان من القهوة مع شطيرة التفاح منزلية الصنع أثناء حضور دورات الحياكة التي تعقد يومين أسبوعيا.

وتقول باومان إن «المدارس لم تعد تدرس النسيج والحياكة كما ينبغي.. يمكنني إعطاء دورات في الحياكة على مدار الساعة إذا أردت». وقد عادت الأمهات الشابات إلى الاهتمام بالملابس عالية الجودة المصنوعة يدويا.

وبعد الاتجاه إلى «حفلات الحياكة» في برلين، تعتزم باومان إقامة تجمعاتها الخاصة يوما كل شهر حيث يمكن للمشاركين ممارسة المهارات التي يكتسبونها.

وقالت باومان إن الصورة القديمة المرتبطة بالحرف اليدوية تبددت شيئا ما خلال العامين الماضيين في ألمانيا، وجزء كبير من الفضل في هذا يرجع إلى الاتجاهات القادمة من الولايات المتحدة وإنجلترا، حيث يقوم طلاب جامعيون أميركيون وبريطانيون بممارسة حرفة الحياكة من آن إلى آخر من أجل جمع النقود للتبرعات.

ويطلق على ممارسة تزيين الأشياء في الأماكن العامة باستخدام منسوجات محلية الصنع الـ«غوريلا نيتينغ». وقد أصبح لإسن مجموعة خاصة بها من ممارسي هذه الحرفة وانضم إليهم عدد من المشاهير مثل عارضة الأزياء كلوديا شيفر.

ليست مفاجأة إذا ما فعلت محلات تصميم الموضة المزيد من أجل تلبية احتياجات المتحمسين للحرف اليدوية، فقد طرح محل «بترا تويفل» في هامبورغ مجموعات من أدوات الحياكة على أرففه لبعض الوقت، إلى جانب دليل للمستخدم وإبر حياكة وأصواف.

وتقول جوديث كلار، وهي مديرة متجر، إن هذه المجموعات أصبحت «شعبية جدا». ومن بين العملاء الذين يقبلون على هذه المعروضات سيدات شابات وأمهات وطلاب في مجال التصميم.

وتقول كلار إن «الاتجاه نحو أشياء دخلت إلى حد ما في طي النسيان.. يمكنك أن تسترخي بينما تقوم بممارسة الحياكة والإحساس بتحقيق إنجاز في الوقت ذاته».