أصبح معرض الزهور الدولي في العراق الذي يقام في بغداد للعام الثالث على التوالي تقليدا سنويا يترقبه عشاق تنسيق الزهور والأشجار والحدائق المنزلية باهتمام لاقتناء أنواع مميزة من الزهور والأشجار، الكثير منها جاء من مواطن أجنبية، أوروبية وآسيوية، تتلاءم والأجواء العراقية والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال.
ويقام المعرض الذي افتتح قبل أيام في حدائق متنزه الزوراء الواسع بالعاصمة العراقية، تحت إشراف أمانة بغداد وبمشاركة دولية من سورية ولبنان والسودان ومصر والإمارات وهولندا وألمانيا وإيطاليا وتركيا والصين، إضافة إلى شركات وجهات وجمعيات ومكاتب عراقية متخصصة في محال تنسيق الزهور والأشجار، حسبما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وقال عبد الحسين المرشدي وكيل أمانة بغداد إن «هذا المهرجان يحمل رسالة مهمة إلى العالم عنوانها أن بغداد تبقى عاصمة الحضارة والإبداع والجمال ومشاركة الدول في هذا المهرجان واستعدادها للتعاون في مجالات متعددة دليل على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين العراق ودول العالم». وأشار إلى مشاركة دولية واسعة في المعرض من سورية ولبنان والكويت والسودان وهولندا وإيطاليا وإسبانيا والولايات المتحدة والهند ومصر والصين وألمانيا والإمارات وشركات «إيفان» الزراعية وشركات من شنغهاي وباريس والصين و«دوابارك» التركية والتقنيات اللبـنانية والذهب الأخضر وجمعية النحالين العراقيين، إضافة لمشاركة الدوائر البلدية في المحافظات العراقية.
وأصبح لهذا المعرض، رغم قصر عهده، عشاق ورواد يحرصون على متابعته وزيارة أجنحة الدول والشركات والمكاتب المشاركة للاطلاع على الأشكال والنماذج الجميلة لتنسيق الزهور، فضلا عن اقتناء أنواع مميزة منها للحدائق المنزلية والأشجار للمنازل والشقق والمكاتب من النوع المميز والنادر في السوق العراقية من دول أوروبية وآسيوية إضافة للاستفادة من طرق العرض وتنسيق الحدائق والمبيدات المستخدمة في الحفاظ على حيوية الأراضي الزراعية.
وحرص المشرفون على إقامة المعرض اعتماد تصاميم مميزة في تنسيق الزهور والأشجار ذات دلالات ترمز إلى تاريخ وتراث وحضارة العراق على مدى العقود والعصور الماضية.
ورغم محدودية إقامة هذه المعارض في العراق، فإن الجمهور العراقي كان حاضرا بشكل لافت في أجنحة الدول والشركات والمكاتب بشكل كبير، فضلا عن شراء ما يحتاجه من أنواع المعروضات بشكل يعكس عشق العراقيين لإقامة مثل هذه الأنواع من المعارض وعدم الاقتصار على إقامة معارض متخصصة في مجالات الصناعة والتجارة والنفط. وقالت ناهدة سعدي (48عاما)، موظفة «أجواء معارض الزهور لها خصوصية مميزة لأنها تبعث الأمل والحياة، وخاصة في بلد مثل العراق الذي يعيش أجواء غير مستقرة جعلت من العراقيين لا يفكرون إلا بالوضع الأمني والحالة السياسية». وأضافت «لدي حديقة صغيرة في المنزل أهتم بها كثيرا وحرصت اليوم على زيارة المعرض لاقتناء أنواع مميزة من الزهور والأشجار والاستفادة من تجربة المشاركين في مجال تنسيق الزهور وديكورات تنظيم الحدائق، فضلا عن اقتناء أنواع غريبة من الأشجار من مواطن أوروبية وآسيوية». وأضافت «أتمنى على القائمين على هذا المعرض جعله سوقا دائمة للشركات والمكاتب تباع فيها الزهور والأشجار بشكل يومي، أو موسمي والاستفادة باستمرار من تجارب الشعوب في هذا المجال، لأن العراقيين معروف عنهم الاهتمام بالحدائق المنزلية وتنظيمها بشكل مميز».
وقال ماجد سعيد (36عاما)، صاحب مزرعة لبيع الزهور «إن إقامة معارض متخصصة بالزهور والأشجار بمشاركة دولية حدث مهم ومحطة لتبادل الخبرات والاستفادة من تجارب الآخرين ومواكبة التطور في هذا المجال». وأضاف «رغم حداثة إقامة هذه المعارض في العراق، فإنها خطوة تستحق الثناء وبحاجة إلى تطوير وزيادة رقعة المشاركة ومساحة المعرض لأن هذه المعارض تحظى بإقبال كبير من المواطنين والمهتمين بالزهور والنباتات».
تعد حديقة الزوراء التي أقيم على أرضها المعرض في دورته الثالثة أكبر حديقة عامة خضراء في بغداد وقد شيدت عام 1974 وهي تضم مدينة ألعاب وحديقة للحيوانات تحتوي على نحو 900 نوع من الحيوانات من مواطن أميركية وأفريقية وآسيوية وعراقية، ومسطحات مائية ومساحات خضراء واسعة ومرافق ترفيهية وبرج الزوراء الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 54 مترا، فضلا عن نصب ونافورات.