فنانات سعوديات وهنديات يجسدن حوار الثقافات في معرض تشكيلي

الأميرة عادلة بنت عبد الله لـ «الشرق الأوسط»: معرض «نساء في الفن» يهدف لتعزيز إبداع وابتكار المرأة

يحتوي المعرض على أعمال فنية متنوعة تشمل لوحات الرسم والفن الرقمي ومنحوتات وتصويرا فوتوغرافيا («الشرق الأوسط»)
TT

تعتزم السعودية تعميق حوار الحضارات الذي انتهجته منذ سنوات مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قيادة البلاد، ودعم الحوار بينها وبين الشعوب، في الوقت الذي تنظم فيه الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني في السعودية معرضا ثقافيا فنيا بعنوان «نساء في الفن.. انعكاسات»، بالتعاون مع السفارة الهندية، في 30 من أبريل (نيسان) الحالي.

ويهدف المعرض إلى تطوير الأعمال الإبداعية السعودية من خلال عرض نماذج لتجارب ثقافية دولية مميزة.

ويحتوي المعرض على أعمال فنية متنوعة تشمل لوحات الرسم، والفن الرقمي، ومنحوتات، وتصويرا فوتوغرافيا، إضافة إلى محاضرة فنية متخصصة تعقد أول أيام المعرض، وورش عمل فنية للطالبات السعوديات. وقالت الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز رئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني، إن المعرض يهدف إلى تعزيز مواطن الإبداع والابتكار لدى المرأة السعودية، وأضافت أن المرأة السعودية لديها مقومات ثقافية تنافس على المستوى العالمي، وتابعت: «نحن مجتمع لديه تراث فني عريق، ودور المرأة فاعل خلال مراحل تطور مجتمعنا، ولدينا من الفنانات الموهوبات والمبدعات ما يدعو للاعتزاز والفخر، ولقد قدمن الإنتاج المتميز في المجالات الثقافية كافة بشكل عام، والفنية بشكل خاصة؛ بل وساهمن بامتياز في المجالات العلمية والابتكار».

وقالت الأميرة عادلة خلال مؤتمر صحافي عقد أمس إن «الفنانات المشاركات منهن من حصلن على جائزة عالمية ومحلية، ونطمح أن يتعرف علينا الآخر من خلال هذه اللقاءات الثقافية ونقل الصورة الصادقة للمرأة الإيجابية المنتجة والطموحة»، مضيفة: «لمثل هذه اللقاءات أثر إيجابي على الارتقاء بالحس الثقافي للمجتمع، وتعزيز العلاقات السعودية بالمجتمعات الأخرى. ما يحدث نقلة نوعية على مستوى الأداء الثقافي. لدينا لما يخلقه الحراك الثقافي من بيئة محفزة وتنافسية وتفاعل بناء، وهو ما يعزز دورنا الحضاري ويعرف العالم بالإبداعات الحضارية السعودية».

وأضافت الأميرة عادلة أن السعودية تسعى إلى إرسال رسائل ود والتقاء، ونعرف العالم على السعودية، متمنية أن يسهم هذا المعرض في مد جسور ثقافية مهمة، وأضافت: «الفعاليات المصاحبة للمعرض اشتملت على ورش عمل فنية متنوعة من رسم وخزف وزجاج تنفذ بأيد نسائية محترفة من دولة الهند لطالبات الكليات الفنية في جامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن لتعريف الطالبات على مهارات وإبداعات فنية من الهند أملا في نقل هذه المعارف والمهارات لطالباتنا لتطوير المهارات الفنية والحرفية من خلال التلاقح والتبادل الثقافي في توسيع المدارك».

وأوضحت رئيسة الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني أن أهداف التطوير ظلت حاضرة خلال مسيرة الهيئة الاستشارية ولم تخل سنة من وجود حزمة من برامج التدريب والحرف الفنية والعلمية، حيث إن تقارير الدورات التي عقدت ونفذت في المتحف الوطني أو مع جهات متخصصة سعودية وعالمية كانت تحمل حجما كبيرا من البرامج والمعارض الموجهة للمرأة العاملة في المتحف أو لجمهور المتحف من النساء، الأمر الذي يدلل على أن المرأة السعودية احتلت المكانة الأولى في أولويات عمل الهيئة الاستشارية في مجال التطوير ورعاية منتجها الثقافي والرفع من مستوى الوعي المعرفي وتطوير قدرات الأداء لديها سواء في مجال العمل المكتبي أو الإرشاد المتحفي أو على المستوى الثقافي بشكل عام.

وأوضحت الأميرة عادلة أن السنوات الأخيرة شهدت تغيرا نوعيا في المشهد الثقافي ودور المرأة النشط والإيجابي في المساهمة في الحركة الثقافية، وزادت: «إننا نشيد ونقدر كل المساهمات التي حققتها المرأة السعودية ونطمح للمزيد لثقتنا بقدراتها الإبداعية»، وأضافت أن «المرأة السعودية ساعية في الأخذ بكل ما أتيح لها من فرص العلم والعمل، ولقد هيأت قيادتنا الحكيمة للمرأة السعودية سبل التعليم والتدريب كافة ، ولذلك فإنه من واجب وطننا علينا أن نعمل جاهدين للمساهمة في التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا الغالية». من جهتها، قالت سونياتا ميني أحمد، حرم السفير الهندي لدى السعودية إن المعرض نتيجة لجهد مشترك لعدة شهور بذلته مع الأميرة عادلة بنت عبد الله، والنساء الأعضاء في الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني.

وأضافت: «سيتم عرض أعمال نحو 18 فنانة هندية و36 فنانة سعودية، والأعمال تعتبر من الأعمال النوعية والمتنوعة في المحتوى، وتغطي الصور والمناظر الطبيعية وأعمال الألوان والظل، وإضافة إلى اللوحات الرسمية، سيتضمن المعرض الصور والنحت والأعمال الزجاجية من المشاركات السعوديات والهنديات»، لافتته إلى إن المعرض سيقدم استجابة النساء في السعودية والهند لبيئتهن، سواء كانت الجمال أو لون المنظر الطبيعي أو التعليق الاجتماعي والثقافي كما شاهدنها بعيونهن الحساسة.