إيران وإسرائيل ومعركة لكسب القلوب والعقول في أفريقيا

في الفيلم الوثائقي «أفريقيا.. المعركة القادمة»

TT

تعرض قناة «بي بي سي» باللغة العربية فيلما وثائقيا بعنوان «أفريقيا: المعركة القادمة» ضمن سلسلة «ما لا يقال» يدور حول صراع القوى في غرب أفريقيا وسعي كل من إيران وإسرائيل لكسب معركة القلوب والعقول في القارة السمراء، إضافة إلى ارتباط اسم اللبنانيين في غرب أفريقيا بتمويل حزب الله.

الصحافي وسام الصايغ يبحث في هذا الفيلم عن أسباب الصراع الخفي بين إسرائيل وإيران في أفريقيا وجمع شهادات للبنانيين وإسرائيليين وأفريقيين عن طبيعة الصراع والعلاقة بين الإسرائيليين واللبنانيين والإيرانيين، كما زار مناجم الماس في سيراليون والمصانع الإيرانية في السنغال.

وكان عدد من التقارير الأميركية والإسرائيلية قد اتهم اللبنانيين في سيراليون بأنهم يهربون الماس الذي يسيطرون على قطاع التنقيب والتجارة فيه من أجل تمويل حزب الله. ووصفت بعض الصحف الإسرائيلية سيراليون بـ«دولة حزب الله» وتمت ملاحقة عدد من اللبنانيين وجمدت أموال عدد آخر.

ويقول أحد اللبنانيين لـ«بي بي سي» الذي اشترط إخفاء هويته، إن «معظم اللبنانيين هنا في غرب أفريقيا هم من الشيعة وهم يرسلون أموالا إلى لبنان.. ليس من السهل إرسال المال مباشرة إلى حزب الله.. لكن المقاومة تعمل بسرية».

فإلى أي حد يعد حزب الله متورطا في تهريب الماس والاتجار به من أجل شراء الأسلحة؟ وكيف أثرت هذه التقارير على حياة الجالية اللبنانية في سيراليون والسنغال؟ وما معالم الصراع الإسرائيلي - الإيراني في المنطقة؟

التقارير أشارت أيضا إلى سعي إيران إلى كسب دعم حكومات دول غرب أفريقيا عبر إقامة مشاريع اقتصادية وإنمائية. أما إسرائيل فلم تدخر جهدا لإثبات وجودها في المنطقة.

هذه المنطقة التي تحولت من منطقة تعاني من الفقر والجوع إلى أرض تستقطب الاستثمارات من مختلف دول العالم. وأصبحت ساحة صراع بين القوى المختلفة لكسب العقول والقلوب ومنطقة تشهد تحديا إيرانيا - إسرائيليا لإثبات الوجود.

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وقبل الأزمة الأخيرة مع السنغال وصفها بأنها بوابة إيران إلى أفريقيا. وقد مولت طهران مصنعا لتجميع السيارات في السنغال فباتت السيارات الإيرانية تملأ شوارع دكار. كما قامت ببناء مصانع تكرير مياه وتوليد طاقة. أما إسرائيل فأرسلت عددا من حيوانات المها لتحميها من الانقراض في السنغال ولتعميق العلاقات كما قال السفير الإسرائيلي. كما قامت بتمويل عدد من المشاريع الزراعية والتنموية لمساعدة الفلاحين السنغاليين.

أما في سيراليون، فلإسرائيل جمعية صداقة تروج لدورها «الإيجابي». أما اللبنانيون فيسيطرون على اقتصاد البلاد.

«بي بي سي» التقت الرئيس السنغالي، والسفير الإسرائيلي لدى السنغال، وسيراليون، والخليفة العام لأهل البيت في غرب أفريقيا، واستمعت لكل هذه الروايات وغيرها التي تشاهدونها على شاشة «بي بي سي» ضمن سلسلة وثائقيات «ما لا يقال».

الفيلم من إعداد الصحافي وسام الصايغ، تصوير وإخراج ديمتري كولنغريدج، وإشراف مارك بيركنز، وتولت إدارة التحرير فيه نجلاء العمري. وسيبث مساء غد الجمعة 29 أبريل (نيسان) الحالي بعد موجز أنباء الثامنة مساء بتوقيت غرينتش. وسيليه نقاش يستمر حتى العاشرة مساء بمشاركة عدد من الضيوف.