بيضة عنقاء تحط في معهد العالم العربي بتوقيع زهاء حديد

معرض عن المهندسة العراقية الأصل داخل الجناح الذي صممته لدار «شانيل»

زهاء ديد
TT

مثل بيضة كبيرة لطائر العنقاء، حط في الساحة الخارجية لمعهد العالم العربي في باريس، الجناح الانسيابي المتنقل الذي كانت المهندسة العراقية زهاء حديد قد صممته بناء على طلب من دار «شانيل» الباريسية للأزياء، عام 2007، وأصبح منذ ذلك الحين «فرجة» ومتعة للبصر، وهو يتنقل في المحافل المعمارية العالمية. واعتبارا من نهار أمس وحتى نهاية أكتوبر (تشرين أول) المقبل، يمكن للزوار أن يدلفوا إلى داخل البيضة العملاقة لمشاهدة المعرض المخصص لنماذج من تصاميمها الباهرة الموزعة في أرجاء العالم، من بريطانيا، بلد إقامتها الحالي الذي منحها جنسيته، وحتى الصين.

هذا المعرض الباريسي لا يقدم لزواره وجها فائق الحداثة في ميدان التصميم المعماري، بل يلفت انتباههم، أيضا، إلى الإنجاز الاستثنائي لامرأة عربية تفوقت، بمخيلتها الجريئة وامتلاكها لزمام مهنتها، على معماريين كبار من الشرق والغرب. وكانت زهاء حديد، المولودة في بغداد قبل 60 عاما، أول امرأة تحصل على جائزة «بريتزكر» المرموقة، عام 2004، والتي تعتبر بمثابة «نوبل» للعمارة. وهي، رغم دراستها وعملها في لندن، عانت لسنوات طوال من الحصول على فرصة لتنفيذ تصاميمها المبتكرة رغم فوز الكثير من تلك التصاميم بجوائز مهمة. لكنها سرعان ما فرضت نفسها وبدأت مبانيها الزجاجية وأبراجها الراقصة تتوالد تحت النور وتجعل منها واحدة من رواد ما بات يعرف بالمدرسة التفكيكية في العمارة.

في العام الماضي، قدمت دار «شانيل» هذا الفضاء المجوف هدية إلى معهد العالم العربي. وطوال الأشهر الماضية، كان المارة من أمام بناية المعهد المطلة على نهر «السين» في الدائرة الرابعة من باريس، يشاهدون عمالا منهمكين بتركيب قبة بيضوية غريبة ويتساءلون عن كنهها. وبعد اكتمال نصبها في الباحة الخارجية المفتوحة على الشارع، بدا جناح زهاء حديد منسجما خير ما يكون الانسجام مع التصميم الحداثي الزجاجي للمعهد، وكأنه جزء مكمل للتكوين الذي صممه المعماري الفرنسي جان نوفيل. فهل تبقى بيضة العنقاء في مكانها بشكل دائم أم تسافر لتحط في مواقع أخرى، وبلاد أخرى؟