العلماء الألمان يجربون بنجاح بخاخ أنف ضد البدانة

أثبت نجاحا أوليا حسب تقرير الأطباء

تناول المتطوعين البدناء للإنسولين بواسطة بخاخ الأنف على مدى عدة أسابيع نجح في تقليل البدانة بين الرجال والنساء («الشرق الأوسط»)
TT

ضرب العلماء الألمان من جامعة لوبيك (شمال) عصفورين بحجر حينما تمكنوا من الاستفادة من الإنسولين كبخاخ أنف في مكافحة البدانة المتفشية في المجتمع، فالطب يحاول، منذ سنوات، تطوير طريقة سليمة وفعالة لتناول الإنسولين عن طريق الأنف في علاج داء السكري.

وإذا كانت معالجة داء السكري بالإنسولين عن طريق الأنف، بهذه الطريقة وهذه المواصفات، مشكوكا بنتائجها، فإن معالجة البدانة المفرطة بها قد أثبتت نجاحا أوليا حسب تقرير الأطباء. ويبدو من النتائج الأولية للتجارب التي أجريت على متطوعين بدناء أن العلاج ببخاخ الإنسولين في الأنف أفاد النساء أكثر مما أفاد الرجال، وهو ما يعد بمكافحة البدانة التي صارت تتسلل من الأم الحامل إلى الأجنة، وصار العالم الغربي يعاني ولادة الأجنة «العملاقة» الناجمة عن ظاهرة البدانة بين النساء.

وذكر الباحث سيباستيان شميدت، من جامعة لوبيك، أن تناول المتطوعين البدناء للإنسولين بواسطة بخاخ الأنف، على مدى عدة أسابيع، نجح في تقليل البدانة بين الرجال والنساء، لكن تأثير العلاج «الهرموني» على النساء كان أفضل. وربما تفتح هذه النتائج الباب أمام معالجة أنواع البدانة الناجمة عند النساء عن الاضطراب الهرموني ما بعد الحمل أو ما بعد سن اليأس.

وعرض شميدت هذه النتائج في المؤتمر الألماني حول البدانة ومضاعفاتها، خصوصا أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والأمراض السرطانية، الذي يُعقد هذه الأيام في مدينة فيسبادن (غرب). وتتواصل جلسات المؤتمر، بحضور 8500 طبيب مختص، حتى اليوم (الثلاثاء) وسيستمع إلى عشرات التقارير والدراسات المختصة بالموضوع.

وحسب تقرير الباحث فإن هرمون الإنسولين المأخوذ عن طريق الأنف يؤثر بشكل مباشر على المنطقة الدماغية المسؤولة عن حفظ واستهلاك الطاقة في جسم الإنسان. ومن غير المعروف بعدُ ما إذا كان تعاطي الهرمون بالطرق الأخرى سيؤدي إلى نتائج مماثلة. من غير الواضح أيضا سبب تفوق النساء على الرجال من ناحية الاستفادة من الهرمون، ومن المحتمل أن يتعلق ذلك بالتركيبة الهرمونية في الدم وبعادات التغذية وبالتفاعل المتبادل بين الهرمون والدماغ.

يأتي نجاح العلاج الهرموني للبدانة في وقت يبحث فيه الأطباء عن علاج سهل لا يتطلب الكثير من الحمية وبرامج التغذية المتشددة. ويبدو أن العلاج بالإنسولين واعد كسلاح ضد البدانة في المستقبل، إلا أن الباحث شميدت حذر من أن البخاخ وحده لن يكفي لتقليل أوزان شديدي البدانة، ولا بد أن يترافق ذلك مع برامج غذائية مناسبة والكثير من الحركة.

ويركز مؤتمر أطباء الباطنية المنعقد في فيسبادن على مكافحة البدانة، وعلى الأمراض «الشعبية» الأخرى مثل السكري وضغط الدم وأمراض القلب، لكنه يركز أيضا على دراسة سبل تقليل نسب الأمراض السرطانية، خصوصا في الأمعاء والمعدة.

يُذكر أن الرشيقين جدا، أو لنقُل الذين هم من مؤشر جسد - كتلة يقل عن 18.5، أصبحوا قلة في ألمانيا ولا تبلغ نسبتهم غير 3.4% من السكان (11.5% في اليابان). أما ذوو الأوزان المعتدلة (الرشيقون) من مؤشر جسم - كتلة 18.5 - 25 فتبلغ نسبتهم في ألمانيا 46.5% بينهم 39.2% من الرجال و53.8% نساء (70% في اليابان و35.7% في الولايات المتحدة). ويشكل البدناء 36.6% من الشعب الألماني، وشديدو البدانة 14.7%، علما بأن شديدي البدانة في اليابان لا يشكلون سوى نسبة 3.1% من السكان، وترتفع نسبتهم في الولايات المتحدة إلى 33.9%.