مجوهرات النبلاء وثراء القصور الملكية في مزاد «سوذبيز» القادم

نجومه تاج من الزمرد وماسة وردية

تاج زمرد يعود للأميرة الألمانية كاثرينا من صنع «دار شوميه» (تصوير: حاتم عويضة)
TT

في مزادها للمجوهرات النفيسة وطبقة النبلاء تقدم «دار سوذبيز» نحو 500 قطعة متنوعة تتنافس في براعة صنعها وندرتها أو في خلفيتها التاريخية. ولكن وسط فلاشات كاميرات المصورين وأضواء كاميرات التلفزيون التي حضرت للقاعة لتصوير المعروضات برز عدد من القطع التي نجحت في خطف الأبصار وتحولت إلى ما يشبه المغناطيس لكل من يدخل إلى تلك الغرفة الصغيرة بمقر الدار بشارع نيوبوند ستريت بوسط لندن، حيث أعاد مزيج من التيجان الماسية والعقود المزينة بحبات الزمرد والياقوت خلق أجواء القصور الملكية في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.

من تلك القطع، التي تضعها الدار في مقدمة قائمتها للمزاد، تاج من الزمرد البيضاوي والماس، لا تخطئ العين التاج البديع المعروض في مقر الدار، الزمردات الخضراء ينعكس لونها بجلال تحت الأضواء وتنافسها الماسات التي اصطفت تحتها معتمدة على ما يشبه الضفيرة الماسية. يقول ديفيد بينيت، رئيس مجلس إدارة قسم المجوهرات بـ«سوذبيز» لأوروبا والشرق الأوسط، إن التاج «غير عادي، ربما أهم تاج يدخل سوق المجوهرات منذ ثلاثين عاما». ويتابع بينيت حديثه مع «الشرق الأوسط» قائلا إن صف أحجار الزمرد الذي يعلو التاج «نادر للغاية، نحن أمام 500 قيراط من الزمرد المستخرج من كولومبيا تمت صياغتها في الهند في القرن السابع عشر ثم صممت لتعتلي تاجا ماسيا في نهاية القرن التاسع عشر». يتذكر بينيت المرة الأخيرة التي طرح فيها التاج للمزاد في عام 1979 ويقول إنه القطعة التي خطفت الأبصار وقتها وحققت سعرا قياسيا.

التاج قدرت له الدار سعرا يتراوح ما بين 10 إلى 15 مليون دولار أميركي، ويشير الكتالوج المصاحب للمزاد بأن التاج قد يكون من صنع «دار شوميه» للمجوهرات وصنع بناء على طلب خاص من فون دونرسمارك الأمير الألماني لإهدائه لزوجته الأميرة كاثرينا.

ويشير بينيت إلى القطعة الثانية المهمة في المزاد وهي ماسة وردية مثبتة على فص خاتم تأخذ شكل الزمرد الكلاسيكي، وهو عبارة عن نوع من التشكيل الماسي يرى عادة في الأحجار الكريمة ذات اللون الأبيض وقلما يرى في قطع الماس ذات الألوان النادرة مثل الوردي والأزرق. ويقول بينيت إن الماسة الوردية (9 - 16 مليون دولار أميركي) تعد من القطع النادرة على عدة مستويات؛ أولها الحجم 10.99 قيراط، والميزة الثانية هي تشكيلها على طريقة الزمرد الكلاسيكي.

ويذكر أن «سوذبيز» قد حققت رقما قياسيا منذ فترة في عالم الماس الملون ببيعها ماسة «جراف بينك»، التي اعتبرت الأغلى في تاريخ المزادات العلنية على الإطلاق، إذ حققت 46 مليون دولار أميركي. ويضيف بينيت «في الحقيقة فإن المبلغ الأسطوري الذي بيعت به ماسة جراف قد جعل مالك الماسة الوردية المعروضة للبيع حاليا يقرر عرضها للبيع».

وفي رد حول سوق الأحجار الثمينة الملونة يقول بينيت «أعتقد أنه جيد حتى الآن فهناك ندرة في الأحجار الملونة ولهذا فنحن متفائلون بهذا المزاد».

وتجدر الإشارة إلى أن الأحجار الكريمة الوردية حظيت بأعلى التصنيفات في عالم الماس والمجوهرات منذ استخراجها قبل عدة قرون من مناجم الماس الهندية وذلك نظرا لجمال شكلها وندرتها في العالم.

مجوهرات طبقة النبلاء تمنح بعدا تاريخيا جذابا للمزاد، فكل قطعة تحمل وراءها تاريخا وقصصا تدور في بلاط قصور الأمراء والنبلاء في أوروبا. ولم يخلُ هذا المزاد من عامل جذب إضافي، إذ ضم عددا من القطع التي تعود ملكيتها إلى دوقة وندسور واليس سيمبسون بطلة قصة الحب التي هزت بريطانيا في بدايات القرن العشرين وانتهت بتخلي الملك إدوارد الثامن عن العرش. وهنا كان لا بد من التساؤل عما إذا كانت الخلفية التاريخية تكفي لجذب المشتري أو تكون هي العامل الرئيسي لتحديد السعر. «التاريخ يساعد في بيع القطع بالتأكيد، ولكن القيمة الفعلية وجودة الأحجار الثمينة هي العامل الرئيسي في السعر» ويشير بينيت إلى أن مجوهرات دوقة ويندسور استطاعت جذب المشترين وحققت أسعارا قياسية بناء على قصة الحب وراءها، وأيضا حرص الدوقة على نوعية المجوهرات التي تقتنيها.

من القطع التي يضمها المزاد من مجوهراتها ساعة من صنع دار «فان كليف آند اربلز» (49.900 - 68.500 دولار) اشترتها بمناسبة ذكرى زواجهما الثالث، ثم أهدتها إلى الكونتيسة رومانونيس وأقراط من الزفير والماس من صنع كارتييه (37000 - 55000 دولار).