أجواء ثورة 25 يناير تهيمن على معرض طلائع الفن التشكيلي في مصر

افتتح دورته الـ51 بمشاركة أكثر من مائة فنان وفنانة

TT

بمشاركة أكثر من مائة فنان وفنانة افتتح وزير الثقافة المصري الدكتور عماد أبو غازي هذا الأسبوع الدورة الحادية والخمسين لمعرض الطلائع، الذي يعد من أقدم معارض الفن التشكيلي في مصر، وتنظمه جمعية محبي الفنون الجميلة بمقرها بحي جاردن سيتي بالقاهرة، بهدف دعم الفنانين التشكيليين تحت سن الثلاثين وتشجيعهم بعرض أعمالهم وإدخالهم في مسابقات سنوية. تنوعت أعمال المعرض الذي يستمر لمدة شهر، بين استلهام الحياة المصرية في المدن والريف وبين تناول قضايا بعينها كقضايا المرأة وحرية التعبير، بينما طغى موضوع ثورة 25 يناير على عدد كبير من الأعمال المعروضة.

نادين جلال، إحدى الفائزات بجوائز هذا العام، التي قدمت عملين؛ أحدهما بعنوان «السقوط» والآخر بعنوان «الرحيل»، تقول إنها رمزت لسقوط الطاغية من خلال رسمها لبعض القطع من أدوات الحياة اليومية الممتزجة ببعض قطع الشطرنج وقد سقطت أكبر قطعة على الأرض بقوة دفع من باقي القطع التي تمثل فئات الشعب المختلفة، مع وجود قطعة ضخمة بدلا من القطعة التي وقعت تعبيرا عن اختيار الشعب لحاكم جديد يرتضيه، وهي من اللوحات التي استلهمت الثورة، وجاءت بشكل رمزي مخالف لأسلوب التناول المباشر لهذه القضية.

وبالأسلوب ذاته في التعبير الرمزي فازت ياسمين حسن بجائزة أخرى من خلال عمل يعبر عن مطلب الحرية، جاء بسيطا وغير مباشر في الوقت ذاته، حيث قدمت فروعا منسدلة تملأ الجزء الأكبر من اللوحة في خلفيتها مجرى مائي، تاركة التفسير للمتلقي حول دلالة الماء والفروع كرمزين للحياة والحرية أيضا.

وقبل تغيير اسم محطة مبارك في مترو الأنفاق رسميا جاءت إحدى لوحات المعرض معبرة عن الرغبة الشعبية العارمة في هذا التغيير، حيث قدم الفنان صورة فوتوغرافية للمحطة من الداخل، وقام بعمل تغيير من خلال الشطب بالأسود، وكتابة اسم «الشهداء» الذي صار رسميا الآن لهذه المحطة.

كما برزت المرأة المصرية من خلال الكثير من اللوحات، وكانت المشاهد الريفية أكثر المشاهد الحياتية حضورا فيها، فنجد رسما لوجه (بورتريه) لامرأة في منتصف العمر تلبس الملابس الريفية البسيطة، ونجد مشهدا لبعض النسوة يجلسن أمام فرن المنزل البلدي لعمل الخبز، وغيرها من المشاهد التي تؤكد التواصل المستمر بين الفنان وواقعه.

حول أهمية وخصوصية المعرض هذا العام، يقول الفنان التشكيلي الدكتور أحمد نوار رئيس جمعية محبي الفنون الجميلة: إنه الأول بعد ثورة 25 يناير، كما تعاظمت فيه المجالات الفنية وقدمت بشكل متواز ومتوازن، فنجد تنوعا وتعددا في الكثير من أنواع الفنون مثل الغرافيك، والرسم، والخزف، والنحت.

أضاف نوار أنه تشجيعا للأجيال الجديدة من الفنانين التشكيليين أعلن أن مجلس إدارة الجمعية عن مسابقة جديدة في النقد الفني للنقاد التشكيليين تحت سن الثلاثين عاما تطلق هذا العام لأول مرة بشكل مواز لمسابقة المعرض. كما قررت الجمعية أيضا تقديم فنان جديد كل شهر من الفنانين الشباب في معرض مستقل لكل منهم، خاصة أولئك الحاصلين على جوائز، بدءا من الدورة الجديدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وأكد نوار أنه من الأشياء الجديدة في دورة هذا الهام ما أقره وزير الثقافة الدكتور عماد أبو غازي بتخصيص منحة سفر وإقامة في مقر أكاديمية الفنون المصرية بروما لمدة شهر للفائزين بالجوائز بدءا من دورة المعرض المقبلة، وذلك من أجل زيادة تثقيفهم فنيا من خلال زيارة المتاحف والمعارض الفنية في إيطاليا والتعرف على فنانين من مختلف أنحاء العالم. وكان قد منح الفائزين جوائز بعد تقييم أعمالهم من قبل لجنة تحكيم مكونة من بعض أعضاء مجلس إدارة الجمعية ونقاد الفن المعروفين.