الشبكات الاجتماعية تقدم تطبيقات جديدة للتواصل مع الأصدقاء

تحدد عددهم وتحصرهم في دائرة صغيرة

TT

هناك أوقات تريد فيها إخبار أصدقائك بشيء ما، لكن ليس بالضرورة جميع أصدقائك الموجودين على صفحة «فيس بوك» الخاصة بك.

ويمكن سؤال بيكا أكرويد عن ذلك.. فعندما أرادت أكرويد، وهي محامية تبلغ من العمر 29 عاما في سكرامنتو بولاية كاليفورنيا، أن تطلع أصدقاءها على صورة لحديقة الخضراوات الجديدة الخاصة بها، فإنها لم تتجه إلى موقع «فيس بوك». وبدلا من ذلك نشرت الصورة على خدمة «باث»، التي تسمح بتبادل الصور ومقاطع الفيديو والرسائل مع مجموعة صغيرة من الأفراد.

وتقول أكرويد «الأشخاص الموجودون معي على خدمة (باث) يهتمون بالأحداث المتنوعة اليومية في حياتي، مثل هل قام كلبي بشيء مثير للضحك؟»، وأضافت «على صفحتي بموقع (فيس بوك)، يوجد زملائي وأفراد العائلة الذين لن يكونوا بالضرورة مهتمين بهذه الأشياء - ولا أريد بالضرورة عرض هذه الأشياء عليهم».

وتأتي خدمة «باث»، التي تحصر مجموعات الأصدقاء في 50 فردا، بين مجموعة جديدة من خدمات الإنترنت تسمح للأفراد بالتواصل مع الأصدقاء عبر مجموعات خاصة. ويمكن أن يستفيد المستخدمون من المشاركة من دون الشعور بالغرابة مثلما قد يحدث على موقع «فيس بوك». وتوجد خدمات أخرى ناشئة في هذا المجال، منها «غروب مي» و«فرنزي» و«رالي أب» و«شيزلر» و«هودلل» و«بابلا».

ويعترف موقع «فيس بوك» بأن الناس لا يرغبون في تبادل الأشياء مع كل «الأصدقاء». ولذا توجد على الموقع إعدادات خصوصية تحدد من يستطيع رؤية الأشياء، لكن يرى عدد كبير تحديا في استخدام ذلك. ولذا في فصل الخريف الماضي، قدم موقع «فيس بوك» خدمة «Groups» (مجموعات)، لتبادل الأشياء مع مجموعات فرعية من الأصدقاء على الموقع. وفي مارس (آذار)، استحوذت الشركة على «بلوغا»، وهو كيان ناشئ يسمح بتبادل الصور والرسائل مع مجموعة صغيرة خاصة.

والشهر الماضي، قال موقع «فيس بوك» إن مستخدميه أنشأوا 50 مليون مجموعة تحتوي على متوسط ثمانية أعضاء. كما تم طرح زر «الإرسال»، الذي تستخدمه المواقع الإلكترونية لتتيح للناس تبادل الأشياء مع مجموعات «فيس بوك».

ويقول بيتر دينغ، مدير المنتج بمجموعات «فيس بوك»: «أدركنا أنه لا توجد وسيلة لتبادل الأشياء مع مجموعات الأصدقاء الموجودة بالفعل في حياتنا الحقيقية - أفراد العائلة وأصدقاء أندية الكتب والأصدقاء داخل الفرق الرياضية». وأشار إلى أن هذه التطبيقات «أحد أسرع المنتجات نموا داخل (فيس بوك)، وهناك طفرة استثنائية في الاستخدام».

ويعمل موقع «غوغل» أيضا على وسائل لتبادل الأشياء مع مجموعة محدودة من الأشخاص، بحسب ما أفاد به شخص على اطلاع بخطط الشركة وغير مخول بالحديث علنا. وقامت «سلايد»، التي اشتراها موقع «غوغل» وتعد تطبيقات شبكات اجتماعية، بالكشف عن تطبيق لأجهزة «آي فون» يدعى «ديسكو»، ويسمح بتبادل الرسائل مع مجموعات صغيرة. وربما تناقش «غوغل» خططها في هذا المجال خلال مؤتمر للمبرمجين الأسبوع الحالي. ورفضت المتحدثة كاتي واتسون التعليق على ذلك.

ولا يتوقع أحد أن الكيانات الناشئة في هذا المجال - ومعظمها جديد ولديه عدد من المستخدمين صغير نسبيا - ستحل محل «فيس بوك» أو «تويتر». لكن يقول معدو الخدمات إنهم يقومون بمحاكاة العلاقات الاجتماعية خارج الشبكة الإلكترونية، وإنهم يمثلون مجموعة جديدة من الشبكات الاجتماعية التي تدور حول مهمات محددة، مثل تبادل الصور أو تنسيق الخطط لقضاء المساء.

وأعد خدمة «شيزلر»، على سبيل المثال، طالبان درسا إدارة الأعمال في جامعة كونيتيكت بعد إدراكهما أنه من المستحيل ترتيب خطط على موقع «فيس بوك».

وقال نيك جاينش، الذي صمم «شيزلر» مع كيث بيست «تتحدث عن خطط قضاء العطلة الأسبوعية، وفجأة تجد خالك يعلق بأنه يريد الخروج في جولة معك ومع أصدقائك». وبعد قيام المستخدمين بدعوة عدد قليل من الأصدقاء إلى مجموعة على «شيزلر»، تحصل الخدمة على قائمة بالفعاليات القادمة من «يلب» و«غوغل» و«فيس بوك»، وتترك الأعضاء يناقشون خياراتهم. وأقصى عدد للمجموعة هو 20 فردا.

وخلال الأشهر الثلاثة الماضية، قام قرابة 3600 بتحميل التطبيق، ويعد ذلك عددا صغيرا جدا بالمقارنة مع أعضاء موقع «فيس بوك» الذين بلغ عددهم 600 مليون شخص. لكن يقول يانش إنه غير مهتم بمنافسة موقع «فيس بوك». وأضاف «الأشخاص الذين اتصلت بهم خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الماضية هم الأشخاص الذين لديك تواصل معهم».

ولا تزال خدمة «شيزلر» في مرحلة البدء، لكن جذبت بعض الخدمات الأخرى في هذا المجال انتباه مستثمرين بارزين. وحصلت خدمة «باث» على 11 مليونا من مستثمرين، من بينهم «كلينر بركنز كوفيلد آند بيرز» و«إندكس فنتشرز». وحصلت «غروب مي»، التي تقول إنها تتعامل مع 100 مليون رسالة شهريا، على 10.6 مليون دولار من «كوسلا فنتشرز» و«جنرال كاتاليست» و«فريست ساوند» وآخرين. واستحوذت «إيه أو إل» على «رالي أب» في أواخر فصل الصيف الماضي.

وكان ديف مورين، مؤسس «باث»، من أوائل الموظفين الذين عملوا في موقع «فيس بوك»، لكنه رأى أن الشبكة الاجتماعية أصبحت كبيرة بصورة مبالغ فيها وأصبحت غير شخصية في ما يتعلق بتبادل أشياء معينة. وقد اتفق على ذلك مئات الآلاف من المستخدمين الذين اشتركوا في خدمة «باث»، وقاموا بتبادل أكثر من خمسة ملايين صورة ومقطع فيديو حتى الآن، بحسب ما يقوله مورين. ومعظم مجموعاتهم تضم أقل من الأصدقاء الخمسين المتاحين لهم.

ويقول مورين «يأخذ الناس أجهزة التليفون الخاصة بهم ويعرضون صورهم ويبدأون الحديث عن حياتهم – ويتنوع الحديث حول أشياء مثل (الأسبوع الماضي كنت في إجازة) أو (هذه هي قطتي) أو (هذا ما أكلته على العشاء الليلة الماضية) - لكن عندما نسأل عما إذا كانوا سيضعون هذه الصور في أي مكان، يردون بالنفي (لأنها شخصية جدا)»، بحسب ما قاله مورين.

وربما تكون هذه الصور مملة جدا بالنسبة لمجموعة أصدقاء الفرد على «فيس بوك» بالكامل. وبالطبع هناك صور أخرى قد يجد جيرانك في المسكن أو محبوبتك السابقة أنها شيقة جدا».

ويقول مو كويفمان، وهو مستثمر في «سبارك كابيتال» يتابع اتجاهات وسائل الإعلام الاجتماعية «من المؤكد أن الشبكات الاجتماعية الأكبر أصبحت بها معارف كثيرة جدا. لكن طريقة التواصل مع المعارف تختلف كثيرا عن التواصل مع الأصدقاء». وقامت «سبارك» مؤخرا بالاستثمار في «كيك»، وهو تطبيق رسائل لمجموعات عبر التلفونات المحمولة.

ويقول كويفمان إن معظم هذه التطبيقات الناشئة تتركز حول التليفونات المحمولة لأنها شخصية بدرجة أكبر من المواقع الإلكترونية التي تستخدم على جهاز كومبيوتر.

وقال دينغ إن «فيس بوك» يعمل على المزيد من الوسائل لتبادل الأشياء على نطاق مجموعة صغيرة. لكن يؤكد بعض مستخدمي الإنترنت ورجال أعمال على أن الشبكات الاجتماعية الكبرى ستبقى دائما كبيرة بما يجعل الناس لا يشعرون بالراحة عند تبادل الأشياء.

وأعد جون وينتر، وهو مطور من نيوزيلندا، تطبيق «فرنزي» الذي يتيح للأصدقاء تبادل الروابط والصور والأغاني وغيرها من الأشياء في ملف عبر توجيه دعوات على خدمة التخزين الإلكترونية «دروبوكس»، مما حولها إلى تغذية اجتماعية خاصة. ويقول «يعد موقع (تويتر) موقعا عاما، كما أن (فيس بوك) عام في أساسه». ويتساءل قائلا «ماذا ستستخدم مع ذلك؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»