«مصر تقرأ».. مشروع ثقافي من وحي ثورة 25 يناير

تنظمه إحدى المكتبات الخاصة ويغطي جميع أنحاء الجمهورية

صورة من فعاليات المشروع («الشرق الأوسط»)
TT

في محاولة لإنعاش المشهد الثقافي المصري، في ظل المبادرات المختلفة التي تشهدها مصر منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، يأتي مشروع «مصر تقرأ»، الذي تنظمه مكتبة «ألف» الخاصة لإعطاء دفعة للثقافة المصرية في الوقت الحالي في كل أنحاء مصر، فالمشروع لا يقتصر على القاهرة فقط، بل يمتد ليشمل معظم أنحاء مصر شمالا وجنوبا، وليس فقط في مجال القراءة، وإنما تصاحبه فعاليات ثقافية وفنية وتعليمية مختلفة في مجالات عدة ترضي جميع الاهتمامات.

وائل عبد الله، مدير العلاقات العامة بمكتبات «ألف»، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع «مصر تقرأ» جاء في هذا التوقيت تحديدا نظرا لظروف كثيرة؛ يأتي على رأسها إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام بسبب تزامنه مع توقيت اندلاع الثورة، ومن هنا كان التفكير في عمل مشروع متعلق بالقراءة والثقافة يكون في مناطق تغطي جميع أنحاء الجمهورية، ولا تقتصر فقط على القاهرة، فمعظم المناطق خارج القاهرة والمحافظات الكبرى متعطشة بشكل كبير لكل ما يتعلق بالثقافة، ولا يوجد بها اهتمام كاف، «ومن هنا قمنا بعمل معرض للكتاب في فروع مكتبتنا بالقاهرة والإسكندرية شاركت فيه كثير من دور النشر، وكان هناك تخفيضات كبيرة على المعروض من الكتب، وهو ما لاقى نجاحا كبيرا، بل إن وزير الثقافة المصري، الدكتور عماد أبو غازي، قد قام بزيارة المعرض في ثاني أيامه، وأثني على المجهود الكبير، وأوضح إعجابه الشديد بالفكرة ودعمه لها».

يكمل: «مشروع (مصر تقرأ) سوف ينتقل إلى المحافظات المصرية الأخرى تباعا، حيث اخترنا محافظة لتمثل كل منطقة في مصر، فأسيوط تمثل الصعيد، وطنطا تمثل الوجه البحري، والسويس تمثل مدن القناة، كما أنها عاصمة الثقافة المصرية هذا العام بعد اختيارها من قبل وزارة الثقافة، وسنسعى في المستقبل إلى أن يكون هناك تواجد في كل محافظات الجمهورية، خاصة التي لا يوجد فيها اهتمام كبير بنشر الفكر والثقافة».

وبرأي عبد الله أن النزول للجماهير بالفعاليات الثقافية وعدم اقتصارها على الأماكن المغلقة والنخب المثقفة هو أمر لا بد منه، وسيكون له انعكاساته بعد ذلك على المجتمع كله، قائلا: «نحرص في الفعاليات المصاحبة للمعارض أن تكون بمثابة وجبة متنوعة ترضي جميع الأذواق وتشمل كل الاتجاهات الفكرية المتعددة والأطياف الفنية والأدبية، كما أننا نراعي الذوق والمزاج العام لكل محافظة ومتطلباتها وما تحتاجه، ولكن الملاحظ بشكل عام أن الأحداث السياسية في مصر تلقي بظلالها على معظم الفعاليات والندوات والنقاشات السياسية، بل ومبيعات الكتب، حيث زاد الإقبال على الكتب السياسية وكتب الثورة، منها كتاب (ثورة الخل والبصل) للصحافي محمد الدسوقي رشدي تجربته مع الكتاب، الذي بدأت فكرته قبل الثورة ومع أحداثها، تحول الكتاب إلى فكرة مختلفة، حتى إن اسم الكتاب مستوحى من أدوات المتظاهرين المستخدمة لمواجهة القنابل المسيلة للدموع، وكذلك كتاب (التميمة والثورة) للدكتور نبيل فاروق».

روح الثورة امتدت أيضا إلى الندوات المصاحبة للمعرض، مثل ندوة الشاعر عبد الرحمن يوسف، التي تميزت بالحضور الكثيف حيث قدم من خلالها وجبة شعرية أمتعت الحضور تدور حول «ثورة الصبار» كما سماها، وندوة د. دينا الغمري التي تحدثت فيها عن أهمية التثقيف السياسي للمجتمع، حيث أوضحت أنها قبل الثورة كانت تعمل في مجال التوعية السياسية للأطفال، ولكن بعد الثورة وجدت أن الكبار هم من يحتاجون إلى التوعية السياسية.

حرص مشروع «مصر تقرأ» أيضا على إقامة عدة حفلات لتوقيع الكتب الجديدة على هامش المعرض، وذلك لمؤلفين وكتاب شباب ربما تكون تجربتهم الأولى في عالم النشر، إلى جانب توجيه بعض الأنشطة للأطفال، مثل الورش التعليمية في جميع الفروع، مثل الرسم على الـ«تي شيرتات» والتلوين والرسم على الوجه وصناعة الحلي والأوريجامي، وهو ما لاقى حضورا كبيرا من الأطفال.