بيان ومحمود سعوديان يتبوآن الصدارة في مسابقة للهندسة بكاليفورنيا الأميركية

«موهبة» ووزارة التربية تشاركان في التجمع ببحوث 29 طالبا وطالبة

السعودي محمود غلمان الحائز المركز الرابع في ذات المسابقة والسعودية بيان الحائزة المركز الأول في معرض «إنتل آيسف للعلوم والهندسة» في أميركا («الشرق الأوسط»)
TT

اقتنص سعوديان في تجمع علمي عالمي بالولايات المتحدة الأميركية مركزين متقدمين لتقديمهما مشروعين من إنتاجهما بدعم من جهات في السعودية تعمل على دعم الموهوبين من أبناء المملكة.

وحصدت السعودية بيان محمد مشاط من مدارس دار التربية الحديثة في جدة المركز الأول في معرض «إنتل آيسف للعلوم والهندسة» (آي إس آي إف 2011) الذي أقيم في مدينة لوس أنجليس الأميركية بولاية كاليفورنيا، عن مشروعها في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية.

وحاز مواطنها محمود بن معتز غلمان، أحد طلاب مدارس دار الذكر في جدة، المركز الرابع في ذات المسابقة، عن مشروعه في مجال الأحياء الخلوية والجزيئية، متقدما على جميع الدول العربية المشاركة في ذات المسابقة العلمية.

وحصد بيان ومحمود المركزين الأول والرابع في المعرض ضمن فريق من الطلاب السعوديين، ذكورا وإناثا، والبالغ عددهم 29 طالبا تنافسوا بـ18 مشروعا علميا يمثلون «مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)» وهي جهة سعودية حكومية تعمل على دعم الطلاب السعوديين من الجنسين من مراحل متقدمة وحتى الجامعية، بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم في السعودية المشاركة في ذات المنافسة.

الدكتور خالد السبتي، نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين في السعودية، والذي يتبوأ في ذات الوقت موقع الأمين العام للمؤسسة، أكد على أهمية تطوير المدارك وتنمية الفكر لدى الشباب في هذه المرحلة العمرية، لإعداد طاقات بشرية تسهم في دعم بلادهم في المستقبل، بالإضافة إلى وصولهم إلى مرحلة أن يكونوا أعضاء فاعلين في مجتمع معرفي ينتج اقتصادا معرفيا ينافس دول العالم.

ورأى السبتي أنه في ظل المنافسة الشديدة يتحول الإبداع والموهبة والابتكار إلى أداة مهمة من أدوات التعامل مع تطورات البيئة الدولية الجديدة، ويظل الإبداع والابتكار مفتاحا لأي ميزة نسبية نحو تحقيق النمو، ليبقى الموهوبون والمبدعون دعامة لتحول المجتمع إلى مجتمع معرفي مبدع.

وأكد الدكتور السبتي أن العمل يجري على تنفيذ استراتيجية الموهبة والإبداع التي أقرتها السعودية مؤخرا، والتي تضع نصب أعينها الوصول إلى تحقيق الأهداف التي وضعت من اجلها، وما هذا الفوز إلا تجديد للطموح لإكمال العمل والوصول إلى تحقيق رؤية «موهبة 2033».

من جانبه، قال أحمد البلوشي، رئيس الوفد السعودي المشارك في «إنتل آيسف 2011» إن الإنجاز هذا العام تميز بفوز الشباب السعودي ليصبح أول إنجاز لهذا المركز منذ بدء مشاركات طلبة المملكة في عام 2007.

واعتبر البلوشي تتابع فوز الوفد السعودي سنويا منذ بدء مشاركة طلبة المملكة في هذا التجمع العلمي، يحمل في طياته الكثير من الدلالات التي يعد أبرزها مشاركة أبناء المملكة في المسابقات والمعارض الدولية، ليس من باب التشريف، بل للمنافسة على الجوائز والمراكز المتقدمة لتمثيل المملكة أفضل تمثيل.

وأكد أن النمو المتسارع في اهتمامات الطلاب في مجالات البحث العلمي خاصة، والعلوم والتقنية بشكل عام، كان سبيلا وخير داعم لأن يحقق أبناء المملكة مواقع في الصدارة، بينما رأى أن مشاركات الطلاب المتعددة في المعارض العلمية الدولية، تعطي بشكل واضح تطورا في ذهنية الطالب السعودي، وهو ما يكون عاملا مساعدا لتفوق أبناء المملكة على أقرانهم من طلبة العالم.

وشهدت هذه الدورة من معرض إنتل الدولي مشاركة وفد سعودي من عدة مجالات كالطب والعلوم الصحية، الطاقة والنقل، الهندسة الكهربائية والميكانيكية، العلوم الاجتماعية والسلوكية، الكيمياء، الفيزياء والفلك، العلوم البيئية، والعلوم الرياضية.

وجاء تأهل المشاركين في معرض «إنتل آيسف» الدولي بعد تمكنهم من الفوز بالتصفيات النهائية لأولمبياد «إبداع» الذي استضافته مدينة الخبر (شرق السعودية) في وقت سابق بمشاركة 700 موهوب وموهوبة من مختلف مناطق المملكة، تأهلوا من بين نحو 11 ألف طالب وطالبة خاضوا تصفيات أولية، ومن ثم تصفيات نهائية تقدم لها أكثر من 500 بحث علمي، خضعت لجولات تحكيمية بمشاركة 210 محكمين ومحكمات من المتخصصين في الجامعات السعودية والمؤسسات البحثية ووزارة التربية والتعليم، إضافة إلى محكمين دوليين.

من جهة أخرى، قدمت موهبة خلال فعاليات «إنتل آيسف 2011» جائزة خاصة لأفضل ابتكار أو بحث علمي في مجال تكنولوجيا المياه لـ3 فائزين، الأولى ذهبت للطالبين جان سميث وإريان بابا أميركيي الجنسية، والثانية للطالبين جوني يون قسيو ودونجي شين كوريي الجنسية، بينما حصد الأخيرة الطالب ريا باتل أميركي الجنسية، على أثر تقديم بحوث علمية في مجالات المياه.

إلى ذلك شهدت الدورة مشاركة 4 محكمين سعوديين، هم الدكتور حمدان المحمد من جامعة الملك فيصل، والدكتورة فاتن البريكان من جامعة الملك عبد العزيز، وهما عضوا لجنة التحكيم الرئيسية في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (إبداع)، بالإضافة إلى الدكتورة إيمان فطاني من جامعة الملك سعود، والدكتورة سحر فلاتة من جامعة الدمام.

ويعتبر التجمع هو الوحيد في العالم للمرحلة ما قبل الجامعية، ويقدم كل علوم الحياة للطلاب، ويتنافس كل عام ما يزيد على مليون طالب في نحو 500 معرض من معارض العلوم الإقليمية المحلية، ويتأهل من خلالها أكثر من 1500 طالب، يمثلون نحو 50 دولة، بينما تقدر قيمة الجوائز بأكثر من 3 ملايين دولار.

وهذه المشاركة بالنسبة للسعودية هي الخامسة على التوالي في معرض «آي إس آي إف»، وتأتي تفعيلا لمذكرة تفاهم سبق أن أبرمتها «مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)» وشركة «إنتل» العالمية، وهدفت لتطوير العلاقات بين الجانبين، وتحديد مشاريع التعاون بين «موهبة» و«إنتل».