«عين رأت».. رؤية وانعكاس للجمال في عيون فناني السعودية

بمشاركة أكثر من 110 فنانين في مختلف الفنون البصرية

لوحة للخطاط المثنى العبيدي
TT

عين الفنان لا يوازيها في الإبداع إلا عين متذوق الفن الذي يرى الجمال في الفنون كافة كالفنون البصرية والسمعية، كانت هذه رؤية مجموعة «عين رأت» التي عنيت بالفن وتجسيد رؤيته في معارض وأنشطة تدعم توجه المجموعة في دعم وتشجيع الحركة الفنية في السعودية، وكذلك الارتقاء بالذائقة الفنية والجمالية لدى المتلقي.

«عين رأت» مجموعة فنية اجتماعية ذات نفع عام تأسست قبل 3 سنوات تم خلالها تنظيم عدد من المعارض الفنية، والقيام بنشاطات منوعة كتوثيق المقومات السياحية بالرسم والتصوير في محافظة الغاط (شمال الرياض) بدعوة من الهيئة العليا للسياحة بالسعودية، وعدد من ورش العمل الخاصة بالتصوير الضوئي والرسم، كما أن للمجموعة نشاطات خيرية تستهدف دعم المرأة والطفل والمعاقين.

واختتمت المجموعة مؤخرا معرضها الخيري الثالث، الذي أقيم ببهو برج الفيصلية بالعاصمة السعودية الرياض، والذي اجتمع فيه أكثر من 75 مصورا فوتوغرافيا وأكثر من 35 فنانا تشكيليا على مستوى السعودية ودول أخرى من العالم، عرضوا من خلاله أساليب مختلفة في التصوير الضوئي، ومدارس الفن التشكيلي والفنون البصرية الأخرى كفنون الخط الإسلامي، وفنون الرسم التشكيلي. ويعود 25 في المائة من ريع الأعمال المعروضة لصالح مؤسسة الملك فيصل الخيرية بالرياض.

ورأت بسمة السديري، عضو اللجنة المنظمة للمعرض وعضو مؤسس وفعال في مجموعة «عين رأت»، أن تفعيل حركة الفن التشكيلي والتصوير الضوئي في السعودية، وربطها بالمؤسسات الخيرية في المجتمع من أهم أهداف المجموعة. وأضافت: «هذا ما يسلكه نشاط المجموعة من خلال تطبيق تلك الأهداف على أرض الواقع من خلال غرس أهمية رسالة الفن في فهم أبعاد التعبير في النفس الإنسانية وأهمية إيصال ذلك إلى شرائح المجتمع كافة».

بدور السديري، فنانة تشكيلية عرضت لها لوحة استخدمت فيها وردة محنطة دمجتها داخل اللوحة بطريقة مبتكرة، فعبرت بأن عملها يهدف لتعريف المتلقي بالتنوع في الغطاء النباتي بالسعودية، كما هو التنوع بالتراث والثقافة في مناطقها المختلفة، حيث وجدت في عملها الفني طريقة مبتكرة لنشر ثقافة التنوع الثقافي والطبيعة الجغرافية عن طريق اللوحة التشكيلية.

وقالت: «الوردة في اللوحة هي وردة طبيعية موسمية محنطة وجدتها بالصدفة في مزرعة والدي بمحافظة الغاط، وألهمتني لعمل اللوحة ودمجت فيها الزهرة ولونتها بألوان الأكريلك»، وتشاركها الشغف بالفن إحدى المشاركات من اليونان حيث أوضحت ماريا كارفوتيا أن عملها الذي يعبر عن رسومات «البيكسلز» الرقمية قامت بمضاهاته بمربعات من حجر الفسيفساء الأبيض المثبت بعناية على لوحة زرقاء في تمثيل لألوان علم بلادها.

ولم يغفل المعرض الفنون البصرية الأخرى، كالنحت الذي أبدعته أنامل الفنانة أريج القباني التي عملت مجسما من البرونز نقشت عليه زخارف بدائية أعطت العمل بعدا آخر، كما هو البعد الحسي في لوحة الفنانة نجلاء السليم حيث عبرت عن أحاسيس المرأة ودفئها والتوتر الذي يصيبها باللونين البرتقالي والأزرق الذي شكلتهما بخطوط طويلة منحوتة بسكين وبفرشاة الرسم العريضة.

وفي الجانب الآخر للمعرض، تصطف لوحات أطرت بإبداعات المصورين الفوتوغرافيين وساهم المنظمون في إتاحة جميع أنواع التصوير الضوئي، من لقطات البورتريه، وحياة المدن، والتصوير العمراني، وتصوير الطيور والخيل وغيرها.

صورة الطائر المنعكسة على صفحة الماء في يوم مشمس، كانت كفيلة بإثارة التساؤل عن كيفية التقاط هذا العمل، حيث أوضح الفنان الفوتوغرافي فيصل الشهري، لـ«الشرق الأوسط»، قصة التقاط هذه الصورة. وقال: «التقاط الصورة اخذ مني قرابة الساعة حتى يستقر الطائر قرب ساحل البحر وألتقط له الصور باحترافية، وقد فازت الصورة بجائزة في مسابقة دولية قد شاركت بها فضلا عن عرضها في معرض (عين رأت) كأول مشاركة لي مع المجموعة».

ماجد الشهري، أحد المصورين القلائل الذين تخصصوا في تصوير الخيول، والعربية خاصة، التقط صورة لخيل في إسطبلات «مربط عذبة»، الواقع قرب مدينة الرياض ويحوي عددا من أبرز سلالات الخيول على مستوى العالم. حيث التقط مجموعة من الصور لهذه الخيول على خلفية بيضاء تناقض لونها البني لإبراز جمال الخيل حيث يحكم جمال الصورة رفع سعر بيع الخيل أو انتقاصه.

لوحات التصوير العمراني، كان لها نصيب الأسد في قسم التصوير الضوئي؛ فتارة نجد إبرازا للفن المعماري الإسلامي، وتارة إبراز المعمار الحديث.

وأوضح المصور ثامر الحسن المختص بالتصوير المعماري الحديث أنه يعتمد على إبراز الفن في العمارة على قواعد التصوير كقاعدة التثليث. وكذلك الاهتمام بتوجيه العين للعنصر الموجود بالصورة، كما في صورته التي التقطها بعدسة ذات بعد بؤري واسع لمبنى زجاجي من الداخل في وسط مدينة لندن اعتمد فيها التصوير التجريدي لتفاصيل المبنى باللون الأحادي، في حين توجهت ميادة اليحيى المتخصصة في هندسة الديكور، إلى الاهتمام بتصوير تفاصيل العمارة الإسلامية القديمة.

المعرض حوى في جعبته كثيرا من الأعمال للهواة والمحترفين التي تنم عن نظرة للجمال بأبعاد ورؤى مختلفة، مثلت في مجملها رؤية «عين رأت» في جمع الفنون وتوحيدها في معرض سنوي يشجع المواهب ويدعمها داخل وخارج السعودية.