لوحة لفنان يهودي بعنوان «فلاح البيارة» على جدران الكنيست تفزع اليمين

اختارتها لجنة فنانين لتضاف إلى العشرات على جدران وممرات البرلمان الإسرائيلي

لوحة رسومات على أحد جدران الكنيست، تظهر فيها صورة عائلة عربية على خلفية شجرة برتقال
TT

يثير اليمين المتطرف في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) ضجة كبرى بسبب تعليق لوحة رسومات على أحد جدران الكنيست، تظهر فيها صورة عائلة عربية على خلفية شجرة برتقال.

واللوحة واحدة من مجموع 13 لوحة فنية اختارتها لجنة فنانين خاصة لتضاف إلى عشرات اللوحات الفنية والرسومات التي تغطى جدران مقر الكنيست وممراته. وهي بعنوان «فلاح البيارة»، من رسم الفنان اليهودي الإسرائيلي إريك بوكوبزا، يبين فيها عائلة عربية ترتدي الزي العربي التقليدي في البلاد، قوامها 13 نفسا، هم الجد والجدة والابن والزوجة والبنات والأحفاد. وتظهر خلفهم شجرة برتقال.

ويقود حملة اليمين ضد هذا الرسم، عضو الكنيست البروفسور أريه الداد، المعروف بكراهيته للعرب والذي ينتمي إلى حزب الاتحاد القومي اليميني المعارض. ويبدو أن ما أغضبه فيها هو؛ أولا وجود رائحة عربية في الكنيست، وثانيا الربط بين شجرة البرتقال وعائلة فلاحين عرب. فهو ممن يريدون احتكار كل شيء فلسطيني في البلاد، المشهورة ببرتقالها اليافاوي.

فبعث الداد برسالة احتجاج إلى رئيس الكنيست روبي رفلين، يقول فيها إن هذا الرسم يعتمد على صورة شبيهة رسمها فنان أرمني في الثلاثينات من القرن الماضي، وتستخدم اليوم في عدة مواقع على الإنترنت لغرض الترويج للنكبة الفلسطينية والتحريض على إسرائيل، واعتبرها عملا سياسيا يساريا وليس عملا فنيا. وقال إن فكرة اللوحة مسروقة من فنان يهودي اشتهر برسوماته حول يافا، هو ناحوم غوتمان، ومن بين رسوماته نساء من يافا عاريات يطللن برؤوسهن من بيت دعارة، ولذلك، فإن نقل الرسم بهذا الشكل يشوه حقيقة مواقف هذا الرسام، «المعروف بأنه صهيوني عريق ومن دون شك يتقلب في قبره اليوم وهو يرى أفكاره تخدم اليسار وتروج لحلم العودة الفلسطيني من داخل الكنيست الإسرائيلي».

وقد رد الرسام بوكوبزا على الداد مستنكرا تشويهه الواقع وقال إنه استوحى لوحاته الأخيرة، وهذه اللوحة من بينها، من أفكار الرسام غوتمان في محاولة لفهم فلسفته. ولكن هذا الرسم لا يمت بصلة إلى النكبة وإلى قضية اللاجئين، إنما هو تعبير عن شيء ما مرتبط بيافا. وقالت رئيسة اللجنة التي اختارت اللوحات، الرسامة نيريت نلسون، إنه من مجموع 500 لوحة عرضت على اللجنة تم اختيار 13، ولكن الاختيار لم يتم على أساس سياسي؛ بل فني، مع الأخذ في الاعتبار مركبات المجتمع الإسرائيلي، الذي يضم عربا ويهودا. وأضافت أنها لا تتأثر من احتجاج اليمين: «فهذا عمل فني، وكل عمل فني جيد يثير النقاش من حوله. وهذا يسعدني».