سعوديون مبتعثون في أستراليا يلقون بهاجس الوظيفة جانبا بتبني «ريادة الأعمال»

نظموا منتدى بمشاركة عالمية.. وتحت شعار «الوظيفة ليست دائما الخيار الأول»

القائمون على المنتدى استغلوا التقنيات الحديثة لاستقطاب متحدثين من مواقع مختلفة في العالم («الشرق الأوسط»)
TT

تحولت فكرة نقاش بين عدد من السعوديين المبتعثين في أستراليا، حول فرص التوظيف في السوق السعودية إلى مشروع ريادي يعمل على نشر مبدأ «ريادة الأعمال»، وعدم انتظار الفرص الوظيفية، عبر خلق أفكار المشاريع الصغيرة والعمل على تنفيذها.

وتأتي فكرة المشروع في الوقت الذي يتوقع فيه أن يرتفع الطلب على الوظائف في السعودية إلى قرابة مليوني وظيفة، خلال بضع سنوات، وفي ظل وجود أكثر من 120 ألف مبتعث سعودي في جامعات مختلفة في العالم، تترقبهم سوق العمل داخل السعودية.

المشروع الذي أشعل شرارته الأولى المهندس راكان العيدي، طالب الماجستير في أستراليا، في تخصص ريادة الأعمال، وسفير مدينة برزبن لطلاب الشرق الأوسط، جاء بعنوان «منتدى ريادة الأعمال للطلبة المبتعثين في أستراليا ونيوزيلندا»، تحت شعار «الوظيفة.. ليست دائما الخيار الأول».

المهندس العيدي، رئيس المنتدى، رأى أن الفكرة جاءت من خلال نقاش مع بعض الزملاء عن سوق العمل والوظائف في السعودية، وما يعانيه الخريجون سواء من الجامعات السعودية أو من الطلبة المبتعثين، من صعوبة في الحصول على الوظائف المناسبة.

العيدي أكد في حديثه عن فكرة المشروع، وقال «راودتني الفكرة وتبلورت لتتحول إلى منتدى علمي يفيد جميع المبتعثين ويسلط الضوء على ريادة الأعمال كخيار وظيفي استراتيجي يسهم في حل مشكلة البطالة، كما يهدف المنتدى إلى تأسيس جيل من المبتعثين القادرين على العودة إلى أرض الوطن بأفكار إبداعية خلاقة، وتجارب غنية، محملين بفرص إنشاء أعمال حرة تمثل إضافة للاقتصاد السعودي وتخلق مزيدا من الوظائف، بدلا من البحث عنها».

وشارك في المنتدى عدد من الجهات من السعودية وأستراليا، حيث استخدم القائمون على المنتدى، تقنيات التواصل الحديثة لتتيح فرصة المشاركة في المنتدى للمتحدثين من أي مكان، إضافة إلى بث أعمال هذا المنتدى عبر هذه التقنيات في مواقع مختلفة، إلى جانب التنسيق مع الأندية الطلابية السعودية في أستراليا لمتابعة المنتدى.

وتضمن المنتدى مشاركة من نخبة من المتخصصين في مجال ريادة الأعمال ودعم المشاريع الشبابية، حيث شارك فيه الدكتور أحمد الشميمري، مدير معهد الأمير سلمان لريادة الأعمال بجامعة الملك سعود، متحدثا عن مفهوم ريادة الأعمال، والدكتور عمار بكار، مدير الإعلام الجديد في مجموعة «إم بي سي» عن الريادة في الإعلام الرقمي، والجوهرة العطيشان، رئيس تحرير النسخة العربية من مجلة «ريادة الأعمال»، وبدر العساكر، أمين عام جائزة الأمير سلمان لشباب الأعمال، إلى جانب طرح مشاركة عدد من الشباب من أصحاب التجارب الناجحة في ريادة الأعمال، والذين ألهموا أقرانهم لتبني هذا المجال.

فؤاد بوقس، الطالب السعودي المبتعث في أستراليا، والمسؤول الإعلامي بالمنتدى، ذكر أن المنتدى يعد الأول من نوعه في مجال ريادة الأعمال للمبتعثين، مشيرا إلى وجود تحد جبار قابل فريق العمل. وأضاف «أغلب المتحدثين من دول مختلفة، ولا نملك تلك الإمكانيات المادية لإحضارهم إلى أستراليا، ولذلك حاولنا الاستفادة من التقنية وتطويعها لتنفيذ هذه الفكرة الإبداعية، عبر استضافة المتحدثين افتراضيا ونقل فعاليات المنتدى عبر الإنترنت بتقنية عالية، ولذلك تمكن المئات من مختلف دول العالم بالتنسيق مع الأندية الطلابية من متابعتنا مباشرة عبر أجهزة الكومبيوتر والـ(آي فون) والـ(آي باد)، وتعد هذه سابقة تسجل للمنتدى».

عبد الرحمن الخريجي، طالب الماجستير في تخصص الموارد البشرية، وأحد المستفيدين من هذا المنتدى، أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن فكرة ريادة الأعمال تقوم بالأساس على تحويل الفكرة إلى مشروع واقعي والمبادرة بتنفيذه، بدلا من الاكتفاء بمجرد التفكير، مشيرا إلى أن هناك عددا من المشاريع التي بدأت بالظهور، وتتبنى هذه الفكرة. وقال «الحماس موجود، والأفكار أيضا متوفرة، ولكن كان ينقصنا المبادرة، وبعد هذا المنتدى أعتقد أن الوقت قد حان للبدء والتنفيذ».

وأضاف «هذا هو أول منتدى أقوم بحضوره عن ريادة الأعمال، وقد استفدت من المتحدثين والمشاركين عن كيفية البدء والمبادرة في المشاريع وعدم التأخر أو على الأقل التسويف، خاصة إذا كانت الفكرة تستحق أن ترى النور، ورأيت نماذج حية من المشاريع الناجحة والقائمة حاليا من طلاب مبتعثين يديرونها وهم على رأس الدراسة، ولم يمنعهم من ذلك أي شيء، فقط الأمر هو ترتيب أولويات وإدارة جيدة للوقت».

ويشير الخريجي إلى أن الوضع الحالي في السعودية تتجلى فيه قلة ملموسة في موارد التوظيف، وازدياد في البطالة، ويقابلها في الوقت ذاته، أعداد كبيرة من المبتعثين الذين بلا شك سيعودون للوطن للبحث عن مصدر رزقهم من جديد. وزاد «كل هذه الأمور تحتم على الفرد أن ينظر للحياة من منظور آخر، وهو عدم الاعتماد على الوظيفة كخيار أساسي، والبدء بالنشاطات التجارية وبدلا من أن يبحث عن وظيفة يكون هو من يقوم بالتوظيف».