لقاء: المخرجة المغربية ليلى كيلاني

ليلى كيلاني
TT

* «على اللوح» قد يكون أفضل ترجمة للعنوان الفرنسي للفيلم الناطق بالعربية «Sur La Planche»..

- في طيات الموضوع حكاية أربع فتيات قويات ومتحدات هاربات من أوضاع مختلفة ومقبلات على تحقيق غايات متعددة تحت لواء البحث عن الحرية الفردية ولقمة العيش وتحقيق الحلم الكبير، الذي ما عاد يقرن بأميركا وحدها، كما كان حال الأحلام السابقة، بل بالقرية الكونية. وأنت لا تستطيع لومهن أو إغفال حاجتهن لتحقيق الأفضل. إنهن من بين العاملات في مصنع «قريدس» يمضين الأيام يقشرن الحيوان المائي الصغير في مدينة طنجة ويحلمن باليوم الذي يستطعن فيه ترك هذا العمل وتحقيق مكانة أفضل لأنفسهن. كل ذلك وسواه في أسلوب سينمائي غير مطروق على هذا النحو من قبل. فالمخرجة ليلى كيلاني حدث أنها تحب الفيلم «نوار»، وهو نوع من السينما الأميركية بزغ شمسه في الأربعينات واستمر حتى أواخر الخمسينات، كان يسرد الحكايات الداكنة حول أوضاع لا تكون داكنة مع شخصيات رمادية لها متاعبها مع الحياة، سواء أكانت داخل أم خارج القانون أم في ذلك الحيز الضيق بينهما.

* هذا الفيلم هو إنتاج مغربي/ فرنسي/ ألماني. هل نظر إليه كل من زاوية تختلف عن الآخر؟

لا. هو إنتاج مغربي بالدرجة الأولى وأنا المنتجة. صنعته برغبة في إلقاء الضوء على الحياة في طنجة التي كنت تعاملت معها في فيلم سابق. ولم يحدث أن طلبت مني جهة إنتاجية أخرى تغيير أي شيء في الفيلم. الحرية كانت مطلقة من قبل الجميع. الفيلم يحمل نظرتي الخالصة تماما.

* ما الغاية التي كانت في بالك من وراء هذا الفيلم؟

- غايتي عرض قضية بطلات الفيلم التي أراها محقة، كون تأمين الحياة المريحة وتحقيق الأحلام التي تراودنا أمر يجب أن يكون في مقدور الجميع. لم أكن أرغب في تقديم شخصيات تقليدية، وفي الوقت ذاته كنت مصرة على الإسهام في تغيير النظرة التقليدية للشخصيات العربية، تلك التي يرميها الغرب علينا وفي بعض الأحيان نصنعها بأنفسنا. أردت أيضا أن أعبر عن نفسي من خلال حبي للفيلم «نوار».

* هذا نوع من السينما لم يلق بالا من قبل إلا أيام كمال الشيخ وليس على النحو الممارس هنا....

- أحب هذا النوع لقدرته على تصوير الأحداث بصيغة فنية مختلفة تكاد تدين الشخصيات، لكنها تدافع عنها طوال الوقت. هو معالجة بالظلال لمواضيع معينة لا يمكن أن تروى بنفس التأثير عبر معالجة أخرى.

* هل فهمت بطلاتك ما هو مطلوب منهن؟ هل كانت لديهن فكرة عن هذا الأسلوب؟

- لقد عرضت عليهن أفلاما حديثة وقديمة. أحد الأفلام التي عرضتها هو «فزع في نيدل بارك» لمخرج أحترمه جدا هو جيري تشاتزبيرغ (ملصقه يزين المهرجان هذه السنة). والحقيقة أنهن تجاوبن تماما وأحببن هذا الفيلم والفيلمين الآخرين اللذين عرضا عليهما. كان لا بد من ذلك لأن الوصف لم يكن لينجح.

* الفيلم مقتبس عن رواية حقيقية، أليس كذلك؟

- نعم، في عام 2005 كنت أقرأ الجرائد المغربية حينما لفت نظري مقال حول ارتفاع نسبة النساء بين مرتكبي الجرائم. وفي هذا المقال حكاية أربع فتيات كن يعملن في مصنع ألفن عصابة لسرقة الرجال. ثم هناك جريمة قتل. هذا حفزني لكتابة المشروع.

* فيلمك الأول كان وثائقيا عن طنجة، أليس كذلك؟

- نعم.

* منذ سنة تحقيق ذلك الفيلم، 2001، إلى اليوم، شاهدنا موضوع المهاجرين إلى طنجة يتردد في أكثر من فيلم. كيف تنظرين إلى ذلك؟

ـ هذا طبيعي جدا. لكن ليس كل هذه الأفلام تحاول أن تنقل البيئة الحقيقية، بل تريد أن تنقل الخبر والموضوع فقط. الفيلم الوثائقي الذي حققته آنذاك كان نتيجة شغفي بالبحث. لقد درست التاريخ ودراسة التاريخ لا بد أن تؤدي بالمرء إلى أن يصبح باحثا. حين عدت إلى طنجة لتصوير هذا الفيلم وجدت أنني أعرف الكثير مما كنت حققته في فيلمي السابق.

* كيف اخترت بطلاتك؟

- قابلت 320 فتاة من أهالي طنجة. قمنا بحملة كبيرة شملت توزيع منشورات في المقاهي وعلى الساحل وفي الصحف والراديو، وفتحنا صفحة الـ«فيس بوك»، ثم أخذت أقوم باللقاءات. كنت أبحث عن الشخصية القوية ولم أكترث إذا ما كانت الفتاة التي سأختارها مثلت سابقا أو لا.