معرض تشيلسي للزهور يستعيد عافيته بعد الأزمة المالية

مع تصميمات لزهور ونباتات تحمل أسماء المشاهير والأمراء

TT

بعد يوم واحد من افتتاحه بدا واضحا أن معرض تشيلسي للزهور، الأشهر عالميا، قد استعاد عافيته بعد ثلاث سنوات من المعاناة في الحضور والمشاركة بسبب الأزمة الاقتصادية التي ألقت بظلالها على بريطانيا وعكست نفسها على معظم النشاطات التي أصبحت توصف بالترف، وكان هذا المعرض الذي يقام في أرقى أحياء لندن أحد ضحاياها، خصوصا مع بداية 2008. لكن مع تحسن الطقس هذا العام، إذ وصفت وكالة الأرصاد الجوية ربيع هذا العام بأنه الأشد حرارة، مما ساعد في وفرة وحسن إنتاج الزهور في المعرض. وقال المنظمون إن عدد التذاكر التي بيعت مقدما هذا العام تخطى توقعاتهم. وليوم الافتتاح الأول بيعت جميع التذاكر المخصصة لهذا اليوم والتي قدرت بـ157 ألف تذكرة، ووصل سعر التذكرة الواحدة للشركات الضخمة إلى 770 جنيها إسترلينيا (100 دولار).

ويشترك هذا العام 600 عارض في الحدث. وقال بوب ستيوارت رئيس تنظيم المعارض في جمعية الحدائق الملكية «بعد فترة الركود والتباطؤ في السنوات الأخيرة عاد هذا الحدث السنوي ليفرض نفسه بقوة على أجندة العام في هذا المجال».

ويعقد المعرض سنويا لمدة خمسة أيام ويزوره مئات الآلاف من الأشخاص ويجذب إليه الزوار من كل أنحاء العالم، وقد خصص أول من أمس الذي يسبق الافتتاح لعامة الناس، للصحافة والمشاهير.

وفي أول يوم ظهر عدد كبير من المشاهير مثل الممثلة غوينيث بالتروا التي ظهرت في إحدى الحدائق المشاركة وحرصت على حمل كتابها الجديد عاليا أمام الكاميرات، في حملة دعائية واضحة لتدشين دورها الجديد ككاتبة في ثقافة الطهي. والمعروف أن بالتروا من أشد المؤيدين للزراعة والطعام العضوي (الأورغانيك) وقد حرصت على أن تكون الوصفات المتضمنة في كتابها «من طاولة مطبخي» عالية القيمة الغذائية وتعتمد بشكل كبير على المنتجات العضوية. وخلال زيارتها لحديقة محلات «بي آند كيو» والتي أقيمت تحت شعار «ازرع طعامك بنفسك» وأقيمت على شكل برج من 6 طوابق وهي مقسمة إلى مساحات صغيرة حولت إلى حدائق صغيرة، قالت بالتروا لمصممي الحديقة «جمال حديقتكم ينبع من كونها قابلة للأكل».

وفي يوم المشاهير ظهرت أيضا الممثلة المخضرمة فانيسا ريدغريف، التي جاءت لتشاهد وتشم الوردة الزهرية التي تحمل اسم ابنتها نتاشا ريتشارد سون التي توفيت قبل فترة قصيرة في حادث تزلج. كما حضرت الممثلة هيلين ميرين التي قامت بكشف اللثام عن نبتة أخرى جديدة سميت «هيلين» تيمنا باسمها. كما دعت ميرين البريطانيين إلى الاهتمام بحدائقهم وزراعة أي نبات مهما كان صغيرا للحفاظ على النباتات الطبيعية في لندن. ولدى زيارتها لحدائق محلات «بي آند كيو» قالت ميرين (65 عاما) والحائزة على جائزة الأوسكار «أتمنى ألا نرى حدائق مهملة في المستقبل، فحتى لو لم يوجد بها سوى نباتات البطاطا فهذا سيكون شيئا جيدا».

شهدت حدائق المعرض ظهور العشرات من نجوم التلفزيون والسينما. ويتسابق المصممون على الفوز في جوائز المعرض السنوية، ويشترك هذا العام 17 متخصصا في هندسة الجناين. ومن اللافت للنظر «حديقة السماء»، أو الحدائق المعلقة، التي ترتفع إلى سبعة أدوار من تصميم ديارمويد غافين، الوجه الشهير على التلفزيون البريطاني والذي يقدم برنامجا متخصصا في هذا المجال.

وقال المصمم للملكة التي حضرت لمشاهدة حدائقه المعلقة «شكرا على قدومك إلى آيرلندا» وكان يقصد زيارتها التاريخية لآيرلندا التي قامت بها قبل أسبوع واعتبر حدثا هو الأول من نوعه لملك أو ملكة بريطانية خلال أكثر من 100 عام، مضيفا لقد قررت أن أحضر إلى معرض تشيلسي وأعرض فيه حديقتي لأشكرك على تلك الخطوة. وردت الملكة قائلة له «لقد قضيت في آيرلندا وقتا ممتعا».

أما بالنسبة لدوق ودوقة كامبريدج، أي العروسان ابن ولي العهد الأمير ويليام وزوجته كاثرين ميدلتون، فلم يتمكنا من حضور حفل الافتتاح، إلا أن المصممين أطلقوا اسميهما على بعض الزهور التي أنتجت خصيصا لهذا الحدث هذا العام. إذ أطلق اسم «ويليام وكاثرين» على وردة مشمشية اللون يتحول لونها إلى كريم ومن ثم إلى أبيض.

وظهر الأمير ألبرت، أمير موناكو، في حديقة سميت «حديقة موناكو» وهي أول مرة تشارك فيها الإمارة في معرض تشيلسي. ومن المعروف أن الأمير يعشق زراعة الورود مثل أبيه الأمير رينيه ووالدته غريس كيلي.

وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الشهير يديره سنويا جمعية البستنة الملكية ويقام في حديقة المستشفى الملكي في تشيلسي في لندن التي تصل مساحتها إلى 11 فدانا، منذ عام 1912.

وللحد من زيادة عدة الزوار مساحة المعرض يتم بيع التذاكر مسبقا. ومنذ عام 2005 تمت زيادة أيام العرض من 4 أيام إلى خمسة أيام، حيث يخصص اليومان الأول والثاني لأعضاء الجمعية. وتزور الملكة إليزابيث الثانية المعرض سنويا، كما يزوره عدد من أعضاء الأسرة المالكة في إطار الدعم الملكي للجمعية. وقد تمت زيادة المساحة المخصصة للعرض سنويا بين الفترة من عامي 1970 و2000 كما أصبح المعرض مكانا لظهور أحدث الصرعات، حيث تقدم النباتات الجديد في المعرض. ولكي نستوعب أهمية المعرض يمكننا مقارنته بعروض الازدياد.

جمعية البستنة الملكية هي أهم وأكبر جمعية خيرية في هذا المجال فهي تساعد وتثير الحماس بين ملايين الناس للاهتمام بالبستنة. وتعقد الجمعية الكثير من المعارض بالإضافة إلى إجراء الأبحاث ونشر الكثير من المطبوعات.