عمرو قطامش لـ«الشرق الأوسط»: صبغت الشعر «الحلمنتيشي» بطابع سياسي.. وتلقيت عروضا للتمثيل

الفائز بلقب الموسم الأول لبرنامج «Arabs Got Talent»: ذهبت للمسابقة متحدثا باسم شباب «ميدان التحرير»

عمرو قطامش
TT

مع فوز المصري عمرو قطامش بلقب «أفضل موهبة في الوطن العربي» في الموسم الأول لبرنامج «Arabs Got Talent»، أصبح حديث وسائل الإعلام بعد أن قدم نفسه ببطاقة تعريف تحمل عنوان «الشعر الحلمنتيشي».

جاء اشتراك قطامش في البرنامج بالمصادفة، ونال ثقة لجنة التحكيم، ورغم ذلك فوجئ بالوصول إلى المرحلة النهائية. ويؤكد قطامش لـ«الشرق الأوسط» أن هدفه من الاشتراك في البرنامج كان إيصال رسالة من شباب ميدان التحرير إلى العالم العربي، بعد أن شارك في أحداث ثورة «25 يناير»، مؤكدا أن أشعاره تخرج من نبض شوارع مصر، وأنه استطاع تحويل الشعر الحلمنتيشي من طابعه الاجتماعي إلى السياسي.

بداية يعرف عمرو نفسه قائلا «أنا شاب مصري مواليد عام 1987، تخرجت في كلية العلوم وعملت مهندس بترول فترة وجيزة، أما عن عمرو الشاعر، فأشعاري خرجت من نبض شوارع مصر ومقاهي منطقة وسط البلد، أحاول التعبير عن أحلام وأوجاع المصريين البسطاء، فأنا أحب الفقراء جدا وأشعر أني أنتمي إليهم، وأحاول جاهدا تخفيف آلامهم وتقديم المساعدة لهم على قدر استطاعتي».

ويعرف قطامش الشعر الحلمنتيشي بأن مضمونه يناقش قضية اجتماعية بأسلوب ضاحك وساخر، كما أن تكوينه يختلف عن عمق وأصول الشعر المتعارف عليه فهو مزيج من العامية والفصحى، ومن أطلق عليه هذا الاسم هو الشاعر الساخر حسين شفيق المصري. أما كلمة «حلمنتيشي» فهي تتكون من مقطعين «حلا» ماضي كلمة «يحلو» أي حلا الشيء، و«منتيشي» من النتش وهو مصطلح مصري يعني الأخذ بخفة أو «الفَشر الطريف»، فيكون مجمل الكلمة ما حلا من الكوميديا.

ويقول: «كتبت شعرا (حلمنتيشي) في كثير من المواقف الاجتماعية كإنفلونزا الطيور والخنازير، والشباب ومعاكسة الفتيات وغيره، أما أول قصيدة كتبتها فكنت في الصف الثاني من المرحلة الثانوية وكانت عن (الحموات) حيث كنت أشبه الحماة بهولاكو، بسبب تحكمها في تسمية المولود الجديد». وعن أكثر الأشياء التي صقلت موهبته الشعرية يضيف: «والدي، رحمه الله، جعلني أحب الشعر منذ صغري عندما كان يعلمني قواعد النحو والإملاء، وبعد هذا جاء عشقي الكبير للقراءة، فقد قرأت الأعمال الكاملة لأمل دنقل وأحمد مطر وصلاح جاهين وأحمد فؤاد نجم. إلى جانب تأثري بعمي الشاعر ياسر قطامش، فهو بمثابة الأب الروحي لي وأستاذي الذي تعلمت منه ومن فنه في كتابة وإلقاء الشعر الحلمنتيشي الكثير، وكم كنت أطير فرحا عندما يسألني أحد عن صلة قرابتي به».

حلم عمرو منذ سنوات بالوصول إلى النجاح في يوم ما، بل إنه كان متأكدا أن هذا اليوم قريب وأنه سيكون في يوم قضية الناس وحديثهم، ورغم ذلك يبين أن اشتراكه في مسابقة «Arabs Got Talent» جاءت عن طريق الصدفة، فيقول: «في أحد الأيام كنت مع صديق لي فطلب مني أن أرافقه لإحدى الشركات المسؤولة عن اختيار المتسابقين للاشتراك في مسابقة كبيرة، وكان الجو حارا جدا فسألته هل المكان (مكيف)، فأجاب بنعم، فذهبت معه فقط للاحتماء من الحر وهناك نصحني بالاشتراك معه، فأقدمت على ذلك رغم أني غير معتاد على الاشتراك في مثل هذه المسابقات، ونسيت الموقف لأنه كان منذ عام ونصف وهو الوقت الذي كان مقررا لعرض البرنامج، وفي أول هذا العام وجدت اتصالا من بيروت يخبرني أنه تم قبولي للاشتراك في برنامج (أرب غوت تالنت)، والطريف أن صديقي لم يقبل في المسابقة بسبب عدم إعفائه من تأدية الخدمة العسكرية».

وعن أكثر من دعمه في لجنة تحكيم المسابقة، يقول: «جميعهم، ولكن الفنانة نجوى كرم كانت معجبة بي أكثر من كونها مشجعة، أما علي خاطر وعمرو أديب فكلاهما كان داعما ومشجعا لي جدا، فكانوا يجبروني على إبهارهم في كل مرحلة أكثر، وبعد البرنامج نشأت يبني وبين الإعلامي عمرو أديب صداقة شديدة بعيدا عن المسابقة ولجنة التحكيم».

يُسأل عمرو كثيرا عما ينوي فعله بجائزة المسابقة النصف مليون ريال سعودي والسيارة الفارهة، وعن ذلك يقول: «أنوي أن أرسل أمي وجدتي لأداء فريضة الحج، وسوف أعطي مبلغا من النقود لأصدقائي وأخي، فإحدى أمنياتي أن أكون سبب سعادة كل من حولي حتى لو نفد المبلغ كله، ولكن السيارة قررت بيعها لأن جمركها مرتفع جدا وقد عرضت الأمر على وزير المالية بأن يعفيني من ثمن الجمرك، وجاء رده ليشعرني أن مصر ستصبح أحلى، فقد قال (حقا عمرو فاز ورفع اسم مصر عاليا وله منا تسهيل كافة إجراءات الشحن، ولكن بإسقاط الجمرك عنه يجب وضع قانون جديد، فهذا حق البلد ولا يمكننا أن نتساهل مع أي أحد من الآن، فالذي أفشى الفساد بمصر سابقا المحسوبية والمجاملات)، فقلت يسلم هذا الوزير أنا لا أريد السيارة أنا أريده هو وزيرا في بلدي، فمصر ستصبح أحلى بمثل هذا الرجل ومن مثله، ولو كان وافق على الاستثناء كنت سأحزن لأنني كنت سأشعر أننا لم نتغير».

وبسؤال عمرو عن سبب ابتعاد أشعاره عن الرومانسية، يجيب: «ربما الرومانسية ذات حظ أقل، ولكنني مررت بالكثير من قصص الحب؛ أولاها وأنا في الصف الأول الثانوي، والأخيرة كانت منذ سنة، وكتبت فيها الكثير من القصائد لأنها جرحتني جرحا كبيرا، جعلني لا أفكر في خوض التجربة من جديد».

ويتابع الحديث عن أشعاره في المسابقة: «في بداية المسابقة كنت أتحدث عن وضع اجتماعي سببه فساد النظام، فأظهرت صورة الشاب المتعطش للجنس ولا يستطيع الزواج فيمشي خلف فتاة ويدخل وراءها منزلا مشبوها ليحصل على لحظات متعة ولو في الحرام، فمن السبب في هذه القضية المؤلمة؟ بالتأكيد النظام الذي لم يوفر له فرصة عمل يستطيع بها الزواج. والجميل في الشعر (الحلمنتيشي) أنه يحكي القضية من وجهة نظر مؤديه فيجعلك تضحك، والحقيقة أن الشعر الحلمنتيشي اجتماعي وأنا حولته إلى سياسي». يكمل: «للعلم أنا أقدم برنامجا بعنوان (قطامش شو) على موقع (يوتيوب) منذ 3 سنوات تقريبا، أقدم من خلاله شعري الحلمنتيشي المرتبط بالأحداث الجارية وقت حدوثها، وللبرنامج شعبية طيبة».

وحول إن كانت فكاهة الشعر «الحلمنتيشي» سبب فوزه في المسابقة أم تعبيره عن «ميدان التحرير» يوضح: «سبب فوزي الوحيد أن الله قدر لي هذا، فأنا ذاهب للمسابقة أتحدث عن شباب التحرير الذي شوهت صورته وسائل الإعلام وقت الثورة أمام العالم، فكان هدفي فضح الإعلام فقولت (أنا شاب سيس ولكن أسقطت نظام ورئيس)، وكنت أشعر أن الله اختارني كواحد من الميدان ليكشف الحقيقة أمام العالم، فلم يكن هدفي الفوز، بدليل أنني لم أكن أعددت شيئا للنهائيات فقد فوجئت بوصولي للمرحلة النهائية، وللعلم فقد تلقيت عروضا كثيرة للتمثيل في أفلام ومسلسلات ولكني أفضل أن تأتي كل خطوة في وقتها».

وعن تفكيره في إصدار ديوان للشعر الحلمنتيشي خاص به، يشير إلى أن إصدار ديوان مقروء سيكون في مرحلة متأخرة، متمنيا أن يذكر التاريخ أن عمرو قطامش شجع الناس لشراء كتاب للشعر الحلمنتيشي.

وحول ثورة «25 يناير» وأجمل المواقف التي عايشها في ميدان التحرير، يقول: «بعد الثورة كنت أقول أنا وأصدقائي على سبيل المزاح (الشعب يريد حياة الميدان)، فالمواقف الجميلة من قلب ميدان التحرير لو جمعت لا تكفيها عدة كتب، ولكن هناك موقفين لن أنساهما، الأول شاب يوقظني كل يوم في الفجر لأصلي وهو مسيحي، والثاني عندما أصابني العطش مع 10 أفراد آخرين، ولا يوجد سوى زجاجة وكل منا يعطيها للآخر ولم يشربها أحد خجلا من الآخرين».

وعن دور الثورة في التأثير على طبيعة أشعاره، يرى عمرو أن شعره بالطبع سيختلف، فبرأيه أن أي فنان حساس وصادق يصبح مرآة مجتمعه، لأنه يسير بنبض هذا المجتمع، وعينه هي من ترصد الناس وأحوالهم، وبالتأكيد الشعر فن يجب أن يعبر عن كل هذا.

وعن أمنياته لمستقبل مصر، يقول: «أتمنى أن يتباهى كل مصري بجنسيته، وأن تنتهي بعض السلبيات في المجتمع التي تصيبني بالإحباط، وأن يتزايد احترمانا لبعضنا، وأن تحترم القوانين، وأن يستغل ما لدينا من موارد لصناعة أكبر حضارة تضاهي حضارة الفراعنة مرة أخرى».

وبسؤاله أخيرا عن مرشحه لرئاسة مصر، يجيب: «أي فرد من الشعب المصري قبل أن يختار أحد المرشحين، يجب عليه أولا فهم وسماع البرامج الانتخابية لهم، وأن نسمع أصواتهم لنعلم الصدق من الكذب، فنحن في حالة من عدم الفهم وقلة الوعي ونحتاج لاستقرار الأوضاع».