لندن تطل على الثقافة العربية من خلال «شباك»

TT

تتقاطع الثقافات في لندن وتتحاور، ولا عجب، فالعاصمة البريطانية مقصد الزائرين من جميع أنحاء العالم وتفخر بكونها بوتقة لثقافات العالم وتبرز ذلك التنوع من خلال نشاط ثقافي فعال ومتنوع. الجانب العربي كان دائما حاضرا في النشاط الفني والثقافي للندن، فالعاصمة البريطانية موطن الكثيرين منهم (نحو نصف مليون)، وهي أيضا مقصد سياحي مهم للسياح والدارسين العرب، وللاحتفال بهذا الجانب في مدينة الـ7 ملايين ساكن أعلن أمس عن إقامة أول مهرجان خاص بالثقافة العربية المعاصرة في الفترة ما بين 4-24 يوليو (تموز) القادم. المهرجان أطلق عليه اسم «شباك: نافذة على الثقافة العربية المعاصرة» ينظمه مكتب عمدة لندن وتشارك فيه ثلاثون مؤسسة ثقافية بريطانية وعربية رائدة. ومن خلال سبعين فعالية تتنوع ما بين السينما والمسرح والغناء والفن التشكيلي والعروض الراقصة والمحاضرات سيتاح لسكان العاصمة وزائريها الاطلاع على جوانب عديدة من الثقافة العربية والاحتفال بـ«الربيع العربي» الذي فرض نفسه كأحد أهم محاور الاحتفالية. من جانبه قال عمدة لندن بوريس جونسون، مقدما للفعالية إن لندن «مدينة عالمية لعبت فيها الثقافة العربية دورا مهما على مدى العصور، حتى تسمية ساحة ترافالغر أصلها عربي (الطرف الأغر)». وأضاف جونسون أن المهرجان يمثل فرصة فريدة لسكان لندن لإلقاء لمحة خاطفة على الثقافة العربية وأثرها على الساحة الثقافية، مضيفا أن الأحداث السياسية التي يشهدها العالم العربي حاليا تعد عاملا محفزا للجمهور. تقول منيرة ميرزا مستشارة الفنون لعمدة لندن، إن الإعداد للمهرجان استغرق عامين وتم بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، وتضيف أن المشروع لقي ترحيبا من المؤسسات الثقافية في جميع أنحاء لندن ومن العالم العربي، «أعتقد أن هذا المهرجان سوف يمثل القوة الحقيقية التي تتمتع بها الثقافة للجمع بين الناس». أما زرير جيه كاما المدير العام في مكتب إدارة المجموعة لشركة «إتش إس بي سي» التي ترعى المهرجان، فقال إن المهرجان يعد «نظرة متعمقة حقيقية للشرق الأوسط». برنامج المهرجان حافل بل ومتخم بالفعاليات، وهو أمر قد يحير الراغبين في متابعته، ولكن ذلك أيضا يترك المجال واسعا للاختيار، خاصة أن أحداث المهرجان ممتدة على 3 أسابيع. وأثار اقتصار المهرجان على الفنون المعاصرة تساؤلا حول غياب الفنون التراثية التي تتمتع بجاذبية واضحة لدى قطاع عريض من الجمهور، وهنا قالت ميرزا «أردنا التركيز على ما يحدث الآن، والفنون التراثية كانت موجودة في عدد من المؤسسات الثقافية هنا، خاصة المتحف البريطاني الذي قدم الكثير من المعارض المتعلقة بالتراث العربي والإسلامي».

ومن خلال الفعاليات المقامة ستعرض أعمال لفنانين وكتاب عرب معاصرين إضافة إلى الموسيقيين والمعماريين الموجودين في لندن. أما المؤسسات المشاركة فتضم المركز العربي - البريطاني، ومركز «باربيكان»، والمتحف البريطاني، ومؤسسة «دلفينا» للفنون، ومتحف «ليتون هاوس»، والمعهد الملكي للمعماريين، ومن قطر المتحف العربي للفن الحديث (متحف)، ومكتبة بدون من الإمارات، وغيرها. «الربيع العربي» يمنح المهرجان بعدا ثقافيا كبيرا، إذ تقوم الكثير من الفعاليات على إعادة استكشاف صورة العالم العربي عبر الأحداث الأخيرة، وهو ما يؤكده آرون سيزار مدير مؤسسة «دلفينا» للتبادل الثقافي بين المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط، حيث يقول «نشارك في مهرجان (شباك) من خلال برنامج (فنان مقيم) الذي ترعاه المؤسسة في وقت يجري فيه العالم إعادة تقييم لنظرته للعالم العربي». وفي نفس الإطار يقدم «سيربنتاين غاليري» للفنون فعالية مكتبة بدون التي تركز على الثورة في مصر وعلى المكتبات في لندن إلى جانب محاضرات يلقيها كبار المؤلفين والفنانين. من الفعاليات التي ستقدم أيضا هناك موسم قصير للأفلام العربية الجديدة وعروض لأفلام المخرج الراحل يوسف شاهين وأيضا الاحتفال بجائزة «جميل للفنون» التي يستضيفها متحف «فيكتوريا آند ألبرت». كما تقام ضمن المهرجان جلسة قراءة مشتركة للفائزين بجائزة «بوكر» العربية، المغربي محمد الأشعري والسعودية رجاء عالم، وقراءات من إحدى روايات المؤلف الليبي هشام مطر والكاتبة المصرية أهداف سويف، إلى جانب عرض فريد من نوعه يقدمه المسرح الوطني بقطر بعنوان «أنت.. أنا.. الإنسان» وهو الأول في مشروع المسرح الرقمي. ولا تختفي الموسيقى عن الاحتفالية الثرية، فهناك حفل موسيقي لأبناء مصر تقدمه أوركسترا الغرفة الإنجليزية مع عازفة البيانو المصرية أمينة فؤاد، وعرض راقص في مسرح سادلز ويلز الشهير من إعداد «عرب نيو تريندز». وسيتمكن الجمهور من متابعة جميع تفاصيل المهرجان على الإنترنت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي على «فيس بوك» و«تويتر» و«فليكر» على العناوين التالية:

www.london.gov.uk/shubbak www.twitter.com/shubbakfestival www.facebook.com/shubbakfestival