تقرير يشرح ارتفاع درجات الحرارة لـ30 عاما مضت في السعودية

الأرصاد الجوية لـ«الشرق الأوسط»: جدة سجلت أعلى درجات الحرارة عالميا خلال صيف 2010

جدة شهدت أعلى درجات الحرارة عالميا خلال صيف 2010 (تصوير: غازي مهدي)
TT

كشفت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لـ«الشرق الأوسط»، عن استعدادها لإعداد وإصدار تقرير مفصل عن حالة الطقس والملامح المناخية خلال فصل الصيف في المملكة، يتناول الـ30 عاما الماضية، ويعكس كل الظواهر والتغيرات، وسيعلن عنه خلال شهر.

وقال حسين القحطاني، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئاسة تعكف على إصدار تقرير مفصل بسبب الارتفاعات الحاصلة في درجة الحرارة، يحمل كل التغيرات والملامح المناخية التي حصلت خلال فصل الصيف ويعكس كل الظواهر طوال الـ30 عاما الماضية. وبين المتحدث الرسمي باسم الأرصاد أن دولة قطر ومحافظة جدة سجلتا أعلى درجة حرارة تاريخية في العالم خلال فصل صيف 2010، حيث سجلت جدة 52 درجة، وقطر 51 درجة، حسب قياس الرئاسة عن طريق درجة حرارة الهواء وتحت الظل، وليس أشعة الشمس حسب اشتراطات المنظمة العالمية.

وأكد القحطاني أن «الأمطار التي تشهدها معظم مناطق المملكة طبيعية، خصوصا أننا في الربع الأخير من فصل الربيع الذي يعتبر فترة رياح نشطة بسبب منخفض قادم من بحر العرب الذي شهد خلال الأيام الماضية وسيشهد خلال الأيام القادمة أمطارا وأجواء ربيعية».

وحسب التوقعات التي أصدرتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أول من أمس، ستكون الأجواء بشكل عام صحوة على معظم مناطق المملكة، عدا ظهور تشكيلات من السحب المنخفضة والمتوسطة على شمال غربي المملكة تشمل تبوك وطريف والقريات، في حين ما زالت الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية على مرتفعات جازان وعسير والباحة.

وعاد القحطاني من جديد ليوضح أن الطريقة التي تعمل عليها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في قياس درجات الحرارة هي القياس عن طريق حرارة الهواء من دون قياس أشعة الشمس مباشرة وأيضا تحت الظل حسب اشتراطات المنظمة العالمية، وهو ما يعطي قياس درجة حرارة أقل من أجهزة القياس الأخرى التي تعمل غالبا في السيارات والطرق. وأضاف أن أجهزة القياس تعطي درجة الحرارة حسب الأجواء التي تمر بها، وغالبا تكون السيارات في زحمة سير تعطي معدلات عالية في درجة الحرارة مختلفة عن درجات الحرارة التي ترصدها الرئاسة.

وستتأثر الرؤية الأفقية بالعوالق والأتربة المثارة على مناطق شرق ووسط المملكة والأجزاء الواقعة ما بين المدينة المنورة وحائل وتبوك، في حين تكون الفرصة مهيأة لتكون الضباب خلال ساعات الصباح الأولى على المدن الساحلية للجزءين الشمالي والأوسط للبحر الأحمر.

ويطرأ انخفاض طفيف في درجات الحرارة على أجزاء من وسط وشرق المملكة. وطبقا للبيان الذي أصدره موقع رئاسة الأرصاد وحماية البيئة هذا الأسبوع فإن الفرصة ما زالت مهيأة لهطول أمطار رعدية على مرتفعات جازان وعسير والباحة، وتتأثر الرؤية الأفقية بالعوالق والأتربة المثارة على مناطق شرق ووسط المملكة وأجزاء من منطقتي حائل والقصيم، وتكون هناك فرصة لتكون الضباب خلال ساعات الصباح الأولى على المدن الساحلية للجزءين الشمالي والأوسط للبحر الأحمر، ويطرأ انخفاض طفيف في درجات الحرارة خاصة الصغرى منها على أجزاء من وسط وشرق المملكة. كما هطلت أول من أمس أمطار غزيرة مصحوبة ببرد على محافظة الأفلاج (جنوب العاصمة الرياض)، وهطلت على المنطقة الوسطى ومعظم مناطق المملكة أمطار ربيعية.

وواصلت الأمطار الربيعية هطولها على أجزاء من منطقة عسير خلال الأيام الماضية، بين منخفضة ومتوسطة سالت على أثرها الأودية والشعاب، وخلفت الأمطار على أثرها خفضا في درجة الحرارة وأجواء ربيعية. وكانت السعودية قد شهدت خلال السنوات الخمس الماضية تحديدا تغيرات مناخية وصفت بأنها الأكثر غرابة وشدة في تاريخ البلاد، حتى أصبحت أمور الطقس والظواهر الجوية، خاصة الفجائية منها، أحد أهم الأخبار اليومية التي يتابعها المواطنون بإسهاب، لما لها من تأثير بالغ على حياتهم اليومية، حيث اعتادت الأجواء السعودية على كثرة هبوب الرياح السطحية المحملة بالعوالق الترابية، في حين قلت نسبة الأمطار منذ نحو عشر سنوات، الأمر الذي عزاه كثير من الأكاديميين وخبراء الأرصاد الجوية إلى عدة أسباب كان أبرزها الدورة المناخية.

الظواهر العالمية وعلاقتها بالطقس المحلي في السعودية تناولها عدة خبراء، حيث أوضحوا أن السعودية مرت أثناء صيف 2007 بموجات حر ارتفعت خلالها درجات حرارة الهواء في الظل إلى ما فوق 50 درجة مئوية، مع نشاط الرياح المحلية والتأثيرات الطبيعية والتي قد تكون من أهم الأسباب لظاهرة الاحتباس الحراري، وظاهرة تسخين المحيطات (النينو)، والتي قل مدى تأثيرها لسنة 2008.

وجاء خلال تحليلهم أن درجات الحرارة سجلت أكثر من المتوسط العام لدرجات الحرارة خلال السنوات الماضية، ولفت أستاذ الأرصاد الجوية المساعد ومدير وحدة العلوم الجوية بكلية الملك فيصل الجوية إلى أن موجات الحر قد تتجاوز الحد المحدد علميا في درجات الحرارة في الكثير من الأوقات لتتعدى المتوسط بأكثر من 5 درجات مئوية، حيث يعزو العلماء هذه الحالة لظاهرة الاحتباس الحراري، وما ينتج عنها من تبعات، وما يطلق عليه ظاهرة تسخين المحيطات أو دفء المحيطات (النينو وعكسها النينيا)، مضيفا أن العلماء نبهوا إلى أن نشاط الإنسان الصناعي والكوارث الطبيعية كحرائق الغابات وانتشار الملوثات خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون كل ذلك يسبب حبس الحرارة في طبقات دنيا من الغلاف الجوي، مما يسفر عنه زيادة في درجة حرارة الهواء غير معهودة في بعض المناطق وتزيد عن المتوسط في مناطق أخرى.

وعن ظاهرة الاحتباس الحراري، أبان الدكتور أنها وحسب ما نشر علميا، تكون مسؤولة عن الجفاف في الكثير من المناطق خاصة المناطق شبه المدارية، وتكون سببا في الفيضانات في مناطق أخرى، وكذلك يرجع العلماء إلى هذه الظاهرة نفوق وانقراض بعض أنواع الطيور والحشرات، مستدركا أن هذه الدراسات لم تثبت ما إذا كان نشاط الإنسان الصناعي فعلا سبب أو من مسببات ظاهرة الاحتباس الحراري وتبعاتها، حيث تعتبر هذه الظاهرة بالإضافة لظاهرة ثقب الأوزون من الظواهر العلمية التي ما زالت تحت البحث والتدقيق وتحتاج لكثير من الدراسات.

واعتبر الدكتور ناصر سرحان أنه من الخطأ علميا ربط الظواهر الجوية بما يطلق عليه «تطرف مناخي» من دون دليل علمي مبني على تسلسل حدوثها وتكرارها بشكل ملاحظ، يمكن التنبؤ به ويسبب تغيرا في المناخ بشكل علمي مثبت.