معرض للفنان الفرنسي برنار فونيه يثير جدلا قبل افتتاحه

«فرساي حبيبي» تعترض على نصب قرنين من الحديد في ساحة القصر التاريخي

القوسان الحديديان في ساحة القصر (أ.ف.ب)
TT

يثير معرض جديد للفنان برنار فونيه، من المقرر افتتاحه في قصر «فرساي» التاريخي غرب باريس، الأسبوع المقبل، اعتراضات من أوساط تهتم بالمحافظة على الهوية التاريخية للموقع وترفض تسلل تعبيرات فنية حديثة إليه. وبدأ الجدل منذ أن استقرت منحوتة كبيرة من المعدن، على شكل قوسين متشعبين، في الساحة الأمامية للقصر الذي كان مقرا لملوك فرنسا السابقين، بشكل يتنافر والطراز المعماري للموقع.

تقود حملة الاحتجاج جمعية «فرساي حبيبي»، وهي الجمعية التي سبق لأعضائها أن نظموا حملات مماثلة ضد معارض لفنانين طليعيين وجدت طريقها إلى صالات القصر، بمباركة من رئيس الموقع جان جاك أياغون، وهو وزير أسبق للثقافة. فقد اعترض أصحاب النظرة المحافظة على معرض للفنان الأميركي جيف كونز، عام 2008، لأن منحوتاته التي تمثل أرانب كبيرة ملونة تصلح لـ«ديزني لاند» وليس لقاعة «المرايا» التي تعكس براعة الحرفيين الفرنسيين المهرة، قبل قرون من الآن. كما اعترضت «فرساي حبيبي»، العام الماضي، على معرض للفنان الياباني العالمي الشهرة موراكامي، للحجة نفسها وهي تنافر الأساليب الفنية. لكن أياغون لم يلتفت للاعتراضات وأعلن رفضه تحويل القصر إلى تحفة محفوظة في النفتالين ومغلقة على نفسها.

رئيس الموقع، يحاول أن يقلد الفكرة الناجحة للرئيس الأسبق ميتران عندما وافق، رغم الاعتراضات الصاخبة، على مشروع لنصب هرم زجاجي في منتهى الحداثة، أنجزه المعماري الصيني الأصل ليو مينغ بي، وسط الساحة الخارجية لمتحف «اللوفر». أما المعترضون على معرض برنار فونيه فقد كتبوا على موقعهم الإلكتروني أن المرء لا يضع غطاء من البلاستيك على طاولة من طراز لويس الخامس عشر، ولا يثقب شفة الـ«موناليزا» بحلقة معدنية على غرار فتيات هذه الأيام.

وبين مؤيد ومعترض، يبدو النحات الفرنسي برنار فونيه، البالغ من العمر 70 عاما، متشوقا لافتتاح معرضه في حدائق القصر التاريخي باعتباره فرصة نادرة لا تتاح لأي فنان. وكشف أنه كان يحلم، دائما، بشيء مثل هذا، وقد تحقق الحلم عندما اتصل به رئيس موقع «فرساي» ليفاتحه في الأمر. وأضاف: «لقد عرضت على أياغون صورا لأعمالي المنجزة، لكنه طلب أن أمضي أبعد في التحدي وأن يكون المعرض خطوة كبرى». وهكذا نفذ الفنان منحوتته المؤلفة من قوسين بارتفاع 22 مترا، على هيئة قرنين متقابلين، يتألف كل منهما من 8 فروع من المعدن البني.

والمشكلة في هذه المنحوتة أنها وضعت في «ساحة الأسلحة»، بالقرب من تمثال للملك لويس الرابع عشر، وبدت للناظرين من بعيد وكأنها تضع التمثال بين قوسين. لكن الفنان يرد بأن قوسيه «يحتضنان» تمثال الملك ويؤطرانه ويشكلان مدخلا للقصر الواقع في خلفية المشهد. وإضافة إلى القرنين الحديديين، يشتمل المعرض على 6 منحوتات أخرى تتوزع في الحدائق البديعة التنسيق المحيطة بالموقع. وقد بلغت تكاليف تلك الأعمال مليونين ونصف المليون يورو، تشارك في دفعها «برنار فونيه وشركاه» وعدد من كبار الأثرياء المتبرعين للأعمال الفنية. أما إدارة الموقع، فلن تتحمل أكثر من ربع مليون يورو، حسب تصريحات رئيسه، وهو رقم يشكك فيه أعضاء جمعية «فرساي حبيبي» ويقولون إن القصر سيخسر نصف مليون يورو في سبيل هذا المعرض الخارج عن السياق، وكان يمكن إنفاق المبلغ في صيانة القصر.