معرض يمزج الفن الكوري الجنوبي والمصري بلوحات مستوحاة من القرية المصرية

ضمن مشروع ثقافي يعد الأول من نوعه في المنطقة العربية

من أعمال الفنانة الكورية كيم هيون جو
TT

من خلال 18 لوحة تشكيلية احتضنها معرض بدار الكتب المصرية على نيل القاهرة، حاولت الفنانة الكورية الشابة كيم هيون جو، أن تمزج الروح الكورية الجنوبية بالحياة والمشاهد المصرية، وذلك مع إقامتها في مصر التي حضرت إليها قبل تسعة أشهر، بعد دعوة وجهها إليها الفنان التشكيلي المصري محمد عبلة، حيث تقيم في مدينة الفيوم (92 كلم جنوب غربي القاهرة) التي تحتضن مقر «مركز الفيوم للفنون».

ولما تمتاز به المدينة من طابع ريفي جميل وما تضمه من مناظر طبيعية ساحرة، فقد تأثرت كيم بهذا المناخ المحيط بها، وكانت المشاهد التي تتسم بها القرية المصرية، حيث البيوت الطينية ذات القباب إلى جانب العادات الريفية، هي الفكرة الموحية إليها بأفكار لوحات المعرض.

تقول كيم لـ«الشرق الأوسط»: «قبل قدومي إلى مصر كنت في الهند، وأخطط قريبا للذهاب إلى دول أخرى، وذلك للتعرف على ثقافات الآخرين وكيفية تفكيرهم، والبحث عن القيم المشتركة بين الشعوب التي يمكنها أن تؤدي إلى التعايش السلمي وفكرة تقبل الآخر».

وتبين كيم أنها تأثرت للغاية بالبيئة الريفية في مصر، التي تختلف عن نظيرتها الكورية التي أصابها التمدن الحضاري، وتضيف: «تعكس القرية المصرية نموذجا رائعا للتعايش بين الإنسان والطبيعة، فالمنازل تبنى من الطين وأحيانا تكون من غير أسقف، مما يتيح دخول أشعة الشمس نهارا وضوء القمر ليلا إليها، بل بعض البيوت تضم بين جنباتها أشجارا، التي بدورها تجذب الطيور إليها، وهذه مشاهد ممتعة لأي فنان».

وتوضح كيم أن معرضها يدعو أيضا إلى فكرة التعايش بين الثقافات المختلفة على وجه الأرض، وكيف يمكن للإنسان احترام وتقبل الآخر رغم الاختلافات بين البشر، وأن العلاقات بين الناس لا يجب فقط أن تقوم على المصالح، بل يمكن الارتقاء بها إلى محاولة العيش في سلام ووئام، وهو ما ترجمته في لوحاتها برسم المشاهد المصرية التي رأتها ورسمتها عن قرب، مثل نهر النيل مصدر الحياة لدى المصريين، وبحيرة قارون والصحاري التي تحيط بها وما تعكسه من تناقض، ثم المزج بين تلك العناصر وعناصر من البيئة الكورية.

يذكر أن المعرض افتتحه وزير الثقافة المصري الدكتور عماد أبو غازي، والسفير جونغ جون يون، سفير دولة كوريا الجنوبية في القاهرة، وهو يأتي في إطار مشروع‏ «نافذة على كوريا» الذي تستضيفه مصر حاليا، بهدف تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وكوريا الجنوبية، وتفعيل بروتوكول التعاون الموقع بين الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية والمكتبة الوطنية في كوريا الجنوبية.

وبخلاف المعرض، يتضمن المشروع مكتبة تحتوي على ‏3848‏ كتابا‏ وأسطوانة مدمجة باللغتين الكورية والإنجليزية تتناول مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتاريخية والثقافية والاجتماعية في كوريا الجنوبية، ليكون المشروع الأول من نوعه في المنطقة العربية ويعكس اهتمام كوريا الجنوبية المتنامي بتطوير علاقات الصداقة مع الدول العربية في شتى المجالات، ولا سيما المجال الثقافي.