الأوبرا المصرية تؤبن فتاها زياد بكير بعرس فني مؤثر

قتل برصاصة غادرة أثناء حمايته للمتحف المصري

ملصق الحفل تزينه صورة بكير («الشرق الأوسط»)
TT

عرس فني أقامته دار الأوبرا المصرية مساء أول أمس (الاثنين) على مسرحها الكبير، لتأبين الفنان زياد بكير، واحد من ضحايا ثورة 25 يناير، والذي قتل وهو يدافع بجسده عن المتحف المصري، بأرض ميدان التحرير؛ مسرح عمليات الثورة بالقاهرة.

حضر حفل التأبين حشد كبير من الجماهير، ورددوا هتافات ثورية تندد بالظلم والفساد. وأقيم تحت إشراف الدكتور عبد المنعم كامل رئيس الأوبرا، وبدعوة مفتوحة منه، تكريما للفنان التشكيلي بكير (37 عاما) أب لثلاثة أبناء، وكان يعمل مصمما للغرافيك في الأوبرا وقتل يوم جمعة الغضب في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي أمام بوابة المتحف المصري بعد أن اتجه نحوه لحمايته من السرقة حينما سمع نداءات استغاثة تطالب بحماية المتحف من أعمال سلب ونهب يتعرض لها، وعثر عليه مصابا برصاص أحد القناصة في ميدان التحرير.

توافد على الحفل العشرات من أصدقاء بكير ومن الشباب الذين سمعوا بقصة وفاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وبدأ الحفل بالوقوف دقيقة حدادا على روح بكير وشهداء ثورة 25 يناير، ثم قدم عرض للباليه بعنوان (ثورة شعب) من تصميم أرمينيا كامل والموسيقى للمؤلف الشباب كريم عبد الوهاب ثم حوار موسيقي بين آلتي القانون والعود أداه العازفان الدكتور عاطف عبد الحميد (عود‏)‏ وصابر عبد الستار ‏(قانون‏)، وبعد ذلك غنى مطربو الموسيقى العربية (ريهام عبد الحكيم، مي فاروق، ومصطفى محفوظ) باقة من الأغاني الوطنية بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة الدكتور محمد عبد الستار.

وتأججت مشاعر الجمهور في ختام الحفل مع صوت المطرب علي الحجار الذي قدم وصلة غنائية صاحبها عرض صور شهداء الثورة.

ونظرا للإقبال الكبير على الحفل وعدم استيعاب المسرح الكبير لأعداد الجماهير، اضطرت الأوبرا لعرض الحفل على شاشة خارجية لإرضاء الأعداد الغفيرة من الجماهير الذين كانوا مصرين على حضور الحفل.

وفي تعليقها على الحفل قالت والدة الفقيد: «كانت أجمل تعبير عن الثورة وعن مصر وللعجب أنها أصدق تعبير عن ابني زياد وروحه، وأخلاقه حتى شعرت أنه يبتسم ويشكر كل من اشترك في تقديم هذه الحفلة الرائعة حفلة دار الأوبرا المصرية القديرة».

وقال إسماعيل محمد، أحد أصدقاء الفقيد، لـ «الشرق الأوسط»: زياد لم يكن له أي صلة بحركات أو أحزاب سياسية، اشترك في المظاهرات فقط ليتضامن مع الشباب الذي ينشد الديمقراطية. انقطعت أخباره منذ يوم 28 يناير خلال الثورة، وحاول أهله الاتصال به ولكن بلا جدوى حيث كان هاتفه مغلقا. وبعد يومين كاملين من القلق والترقب والبحث علمت الأسرة من أحد زملائه أنهما التقيا في ميدان التحرير، وكانا في المنطقة التي تقع خلف مجمع التحرير ناحية مسجد عمر مكرم حيث توجد دبابات الجيش ويقوم الشباب بحراسة المواقع، تركه زميله الساعة 11 مساء تقريبا للاطمئنان على ما يحدث في جراج السفارة الأميركية حيث وردهم خبر عن سرقة بعض السيارات وعند عودته بعد دقائق قليلة، كان زياد قد اختفي. وعثرنا على جثمانه يوم 10 مارس (آذار) مصابا برصاصة «غدر» عندما كان في اتجاهه نحو المتحف لحمايته لأنه سمع نداءات تقول: الحقوا المتحف، الحقوا المتحف.. اخترقت جسمه رصاصة من أحد القناصة، لكنها لم تستطع اختراق روحه الحية بيننا».

ودشن أصدقاء ومحبو الفنان الراحل صفحة له على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» تخليدا لذكراه.