«أكاديمية الريادة الخضراء»: مشروع لبناني يهدف إلى نشر التوعية البيئية

نتيجة تعاون بين شركة «ستاربكس» العالمية وجمعية «الثروة الحرجية» في لبنان

متطوعون في جمعية «الثروة الحرجية» في لبنان خلال قيامهم بحملة تشجير في إحدى المناطق اللبنانية
TT

في خطوة بيئية اجتماعية، اتحد فيها كل من جمعية «الثروة الحرجية والتنمية» في لبنان ومؤسسة «ستاربكس» العالمية، ولد مشروع «أكاديمية الريادة الخضراء» بما يحمل بين أهدافه من توعية المجتمع اللبناني بشكل عام والشباب بشكل خاص على أهمية البيئة والمساهمة في المحافظة على ما بقي منها وتحفيزهم للعمل على زيادة المساحات الخضراء في كل المناطق. وجاء الإعلان عن هذا المشروع بعد ثلاث سنوات من التعاون المستمر والشراكة بين هاتين المؤسستين من خلال حملات سنوية لإعادة تشجير مساحات كبيرة في عدد من المناطق اللبنانية التي اجتاحتها الحرائق خلال السنوات الأخيرة، وكان آخرها حملة تشجير نفذت هذا العام في مناطق جزين وجبيل وراشيا والمتن ساهمت في تأهيل 40 ألف متر مربع من الأراضي وزرعها بالأشجار. وفي هذا الإطار، قالت المديرة العامة لـ«جمعية الثروة الحرجية» سوسن أبو فخر الدين، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في بيروت للإعلان عن الأكاديمية، «تولي الجمعية منذ انطلاقتها أهمية لدور الشباب في تحسين وتغيير الوضع البيئي والتنموي في لبنان بشكل عام وفي حماية موارد الأحراج بشكل خاص، وقد ترجم هذا الأمر من خلال سعيها إلى إشراك مجموعات كبيرة منهم من مختلف المناطق اللبنانية في مشاريعها، إضافة إلى وضعها آلية لتنظيم عمل المتطوعين، وقد أنشأت لغاية اليوم 15 وحدة تطوع في أهم المناطق الحرجية في لبنان». كذلك تلفت أبو فخر الدين إلى أن «عمل الجمعية على الأرض مع الشباب، ولا سيما طلاب الجامعات منهم، ارتكز على توعيتهم بالشؤون البيئية ومشكلاتها وتأثيرها السلبي على بيئة لبنان واقتصاده، إضافة إلى إشراكهم في تطبيق هذه المفاهيم من خلال حملات التشجير السنوية التي ننفذها، وهذا ما سيسهم بشكل واضح في نشر هذه الثقافة وتكريسها كسلوك أساسي في المجتمع». وتضيف «ومشروع الأكاديمية الذي نطلقه اليوم يرتكز بالتالي على تسليط الضوء على مفهوم التنمية البيئية المستديمة، وذلك بناء على إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن لكل إنسان الحق في بيئة آمنة وصحية وسليمة، وستكون مهمتنا مع (ستاربكس) الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب اللبناني». من جهتها، عرفت كارين الزغبي مديرة مشروع «أكاديمية الريادة الخضراء» في الجمعية عن أهم أهداف الأكاديمية وما تسعى إليه، بالقول «يرتكز مشروع الأكاديمية، على تنظيم 8 دورات حول مواضيع بيئية متنوعة، مدة كل منها 3 ساعات، وأهمها، حالة الغابات في لبنان والسياسات البيئية وتغير المناخ وكيفية استخدام المياه والتنوع البيولوجي وحلول الطاقة البديلة وإدارة التنمية المستديمة، وسيلي هذه الدورات الأسبوعية ورش عمل مكثفة على مدى يومين متتاليين تتناول مهارات القيادة والاتصال وبناء الفريق وإدارة المشاريع والفعاليات والمسؤولية الاجتماعية للشركات، كما سيتم أيضا تنظيم بعض الزيارات الميدانية إلى بعض الأحراج والمحميات، إضافة إلى بعض الشركات في بيروت». أما في ما يتعلق باختيار طلاب الأكاديمية الشباب، فتلفت الزغبي إلى أن المرحلة الأولى ستكون عبر تقديم الشباب المهتمين بهذه القضية طلباتهم على موقع الجمعية لتتم في ما بعد عملية انتقاء 25 منهم، والشرط الأساسي في هذا الاختيار هو أن يكونوا بين 19 و30 عاما ومن طلاب الجامعات أو المدارس المهنية أو أعضاء المنظمات غير الحكومية وأعضاء المجالس البيئية ليشكلوا الخطوة الأولى في رحلة الأكاديمية البيئية الأولى التي ستمتد على ثلاث سنوات متتالية. وفي ما يتعلق بمهمة هؤلاء الطلاب فهي ستبدأ بعد أن يخضعوا للدورات التدريبية والمحاضرات على أيدي متخصصين وخبراء في المجال البيئي، وذلك عبر تقديم مشاريعهم الخاصة بالبيئة على تنوع مواضيعها. وفي هذا الإطار، لفتت رنا شاهين، المديرة الإقليمية للاتصالات والمسؤولية الاجتماعية في «ستاربكس» - الشرق الأوسط، إلى أن «الطلاب الذين سينتسبون إلى هذه الأكاديمية سيكون عليهم تقديم مشروع تخرج يرتكز على الوصول إلى ابتكار حلول فعلية وعملية للعديد من التحديات والمشكلات البيئية التي يعانيها المجتمع اللبناني، وسنقوم بتأمين تمويل يصل إلى 5000 دولار أميركي لكل مشروع، وذلك إيمانا من (ستاربكس) الشركة الصديقة للبيئة، بأن المبادرات الشبابية هي استمرار لنجاح المجتمعات وتطورها ونموها».