«قيس وليلى».. موشح غنائي بعدة لغات هز الجمهور المغربي

مهرجان «فاس» للموسيقى العريقة يفتتح بعرض مبهر شارك فيها فنانون من مختلف أنحاء العالم

TT

شارك 38 فنانا في موشحة غنائية حول أسطورة «قيس وليلى»، وذلك خلال حفل افتتاح الدورة السابعة عشرة لـ«مهرجان فاس الدولي للموسيقى العالمية العريقة» بدار المكينة، واختير لهذا العرض الموسيقي المبهر عنوان «حكم الكون». وتألفت الموشحة من استهلال وسبع أغان وخاتمة.

وافتتحت سهرات المهرجان الذي أصبح ذائع الصيت، بحضور الأميرة للا سلمى عقيلة الملك محمد السادس. وأشرف على إعداد الموشحة الغنائية الفنان أرمان عمار وهو مؤلف أغاني أفلام. وهذه أول مرة يلحن فيها عمار عملا شخصيا في شكل موشحة غنائية. وتكونت الفرقة التي أدت الموشحة الغنائية من فنانين من الشرق والغرب ومن آسيا جسدوا «مجنون ليلى» الذي يعتبر من أهم المواضيع في الأدب العربي، حيث يقود الحب الجنوني الإنسان إلى مشارف التصوف. لكن عمار حوله إلى موضوع للأوبرا وجعل من «المجنون نموذجا صوفيا»، وقدم كل مغن بالتناوب وحسب تطور الحكاية أشعار قيس بن الملوح على إيقاعات موسيقى بلده بانسجام، مما حول العرض إلى لوحة فنية فريدة.

وتجاوب الجمهور مع الأداء الرائع للفرقة، والذي استهلته بموسيقى رومانسية مع سرد لقصة المجنون قيس بن الملوح منذ نشأته، وقصة عشقه المستحيل لابنة عمه ليلى، وتلا ذلك أداء غنائي استعراضي لقصة مجنون ليلى باللغات العربية والكردية والباتشو والهندية والأردو والبنغالية، محتفية بالحب المطلق باعتباره صورة للسعي الصوفي الحقيقي، وتعتبر حكاية «مجنون ليلى» من الحكايات الغرامية الذي تأثر بها الفرس والأتراك.

ورافق العرض ديكور رائع أضاف سحرا ورومانسية على الأداء والقصة، حيث تم استغلال جدران باب المكينة العتيقة في مدخل فاس العتيقة، لتوحي برمال الصحراء، وتحكي عن هذا الحب، وذلك برسم ترجمة فورية باللغة العربية والفرنسية لأشعار قيس بن الملوح التي تغنى بها الفريق بلغات عدة بطريقة منسابة أتاحت للحضور من مغاربة وأجانب استيعاب القصة والتأثر بها، خاصة أن الموسيقى المرافقة كانت قوية ومنسجمة مع مختلف أحداث القصة.

شارك في هذا الإبداع الفني الفنانون غومبودورج بيامباجارغال وانكهاجارغال داندارفاشيغ من منغوليا، وسلار أغيلي وأريانا فاداري من إيران، وأصيف علي خان وماسوميح من باكستان، إلى جانب نزيهة مفتاح من المغرب، رفقة موسيقيين من أميركا وفرنسا ولبنان وإيران وباكستان ومنغوليا وأذربيجان وشنغهاي وراجستان والهند بوليفيا والمغرب.

وكان الجمهور على موعد أمس في «متحف البطحاء» مع إلينا ليدا ومجموعتها الرباعية بمصاحبة الفرقة البوليفية «سو كونكوردو إي سو»، و«زاريو دي سانتو لوسورجيو» الإيطالية.. وبباب المكينة كانوا على موعد مع البرازيلية ماريا بيثانيا.

وسيستمر مهرجان «فاس» الدولي عشرة أيام، حيث ستشارك في سهراته فرق من البرازيل وإيطاليا وفرنسا ولبنان والعراق والمغرب وفلسطين وإسبانيا وإيران وإثيوبيا والهند ومصر وأميركا اللاتينية وسوريا وأفغانستان والسنغال وإندونيسيا وأميركا.

ومن أبرز الفنانين العرب المشاركين في هذه الدورة الفنانة اللبنانية جوليا بطرس، والفنان العراقي كاظم الساهر، والفنانة المغربية أسماء المنور. وسيرافق المهرجان منتدى «فاس» تحت عنوان «إضفاء الروح على العولمة»، سيتناول نقاشا بشأن مواضيع كثيرة حول مستقبل الشرق الأوسط والربيع العربي وآفاق المغرب العربي الجديد، ومن المتوقع مشاركة شخصيات وازنة في هذا المنتدى. وبالإضافة إلى المنتدى ستنظم معارض فنية في باب المكينة ومتحف البطحاء ودار التازي، وكذا سيتم عرض بعض الأفلام في المجمع الثقافي، مثل «الحرية» للمخرج المغربي كريم عيوش، و«أرضي» و«هوم» لأرمان عمار.