هوما عابدين أصبحت مركز اهتمام الإعلام بسبب فضيحة زوجها

ابنة مهاجر مسلم درست في السعودية وتعتبر من أقرب المقربين للوزيرة كلينتون

هوما وزوجها السيناتور انتوني وينر وتحت الاضواء هوما تتبع كلينتون خلال زيارتها لأبو ظبي
TT

من النادر أن ترى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من دون أن ترى خلفها امرأة نحيلة تراقب كل ما يدور حول كلينتون وتتأكد من ترتيبات كل مناسبة تحضرها. هوما عابدين هي هذه المرأة الهادئة والسريعة البديهة، تتحرك بهدوء وعزيمة، معروفة بارتدائها ملابس أنيقة ولكن محافظة، بينما شعرها الأسود عادة ما ينساب على ظهرها أو يكون مربوطا بحزم. قبل أن تلقي كلينتون أي خطاب تضع عابدين الخطاب على المنصة قبل وصولها، وفي حال حصلت كلينتون على باقة من الزهور تحملها عابدين لها. عابدين انضمت في عام 1996 إلى طاقم هيلاري كلينتون عندما كانت السيدة الأولى خلال عهد رئاسة بيل كلينتون، ومن وقتها أصبحت من أقرب المقربين للسيدة كلينتون.

واستمرت عابدين في عملها لدى كلينتون في مراحل مختلفة، من البيت الأبيض إلى مجلس الشيوخ الأميركي عندما أصبحت كلينتون سيناتورة تمثل ولاية نيويورك، وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية التي خاصتها عامي 2007 و2008 حتى وصلت إلى وزارة الخارجية في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما. وكانت عابدين كبيرة الموظفين لكلينتون خلال حملتها الانتخابية للرئاسة، وقبل ذلك نائبة كبار الموظفين لدى كلينتون خلال ولايتها في مجلس الشيوخ الأميركي.

وربما الصفتان البارزتان اللتان أبقيتا عابدين في دائرة المساعدين المقربين لكلينتون هما الوفاء والكتمان، فعابدين معروفة بوفائها المطلق لكلينتون وحرصها على كتمان أسرار الوزيرة وحمايتها. وجزء من هذا الكتمان يأتي من ابتعاد عابدين عن الأضواء والإعلام، إلا أن فضيحة زوجها، عضو الكونغرس الأميركي لولاية نيويورك، أنتوني وينر، خلال الأيام الماضية جعلت عابدين وسط عاصفة إعلامية وبرز اسمها وصورتها في الأوساط الإعلامية الأميركية والدولية. وبعد سنوات من العزوبية والعمل الدؤوب لدى كلينتون، قررت عابدين وعمرها الآن 35 عاما، الزواج من وينر الصيف الماضي. وتعرفت عابدين على وينر صيف 2008 وخطبت إليه الصيف المقبل. وكان من اللافت أن عابدين مسلمة وقبلت الزواج بعضو الكونغرس اليهودي، الأمر الذي أشاد به بيل كلينتون الذي أشرف على عقد القران في حفلة مرموقة في يوليو (تموز) الماضي. وفي خطابه أمام المدعوين في حفل الزفاف، وصف كلينتون عابدين بأنها «واحدة من عائلتنا».

وعابدين من عائلة هندية هاجرت إلى الولايات المتحدة حيث ولدت، ويذكر أن والدها هندي بينما أمها باكستانية. وبعد أن قضت سنواتها الأولى في ولاية ميشيغان انتقلت عائلة عابدين إلى السعودية حيث ترعرت في جدة حيث ما زالت والدتها تقيم هناك. وتوفي والد عابدين وهي في السابعة عشرة من العمر، وبعد أن انتهت دراستها الثانوية في إحدى المدارس العالمية بجدة وتدربت لفترة قصيرة بصحيفة عرب نيوز هناك ثم عادت عابدين إلى الولايات المتحدة لتكمل دراستها الجامعية في جامعة جورج واشنطن في العاصمة الأميركية. وما زالت تعمل عابدين في واشنطن على الرغم من انتقالها إلى نيويورك خلال عمل كلينتون فيها وبعد زواجها من وينر.

وحتى الأسبوع الماضي كانت عابدين تواصل عملها خلف الكواليس بينما زوجها يحصل على الكثير من الانتباه الإعلامي كأحد أبرز أعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي. إلا أن الكشف عن إرسال وينر صورا ورسائل قصيرة عبر موقع «تويتر» الإلكتروني إلى سيدات لا يعرفهن شخصيا وإنما كان يغازلهن، أصبحت الأنظار تتجه إلى عابدين. ورفضت عابدين الظهور إلى جوار زوجها يوم الاثنين الماضي عندما عقد مؤتمرا صحافيا للاعتراف بفضيحته، ولم تعلق حتى الآن على القضية التي اتسعت مع اتساع عدد النساء التي تواصل معهن وينر. وعلى الرغم من عدم ظهور عابدين أمام الإعلام منذ الكشف عن فضيحة زوجها، فإنها واجهت عدسات الكاميرات يوم أمس بسبب مرافقتها لكلينتون في زيارة رسمية إلى أبوظبي. وبدت عابدين في صحة جيدة، بينما انشغلت وسائل إعلام أميركية عدة في محاولة معرفة إذا كانت علامات الحمل قد ظهرت عليها. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أول من أمس أن عابدين حامل في شهرها الثالث، مما قد يشجعها على عدم إنهاء زواجها مع وينر. وظهرت عابدين أمس وخاتم زواجها ما زال واضحا على يدها اليسرى، في إشارة تؤكد استمرار زواجها، على الأقل حتى الآن.

وإذا كانت تصرفات عابدين تعتبر دليلا على طريقة تعاملها مع فضيحة زوجها، فمن غير المتوقع أن تتحدث للإعلام عما يدور في ذهنها، بينما تعتمد على مواصلة عملها والانشغال به لتتخطى الأزمة الحالية.