معرض جماعي في الرباط يقدم نظرات على المدينة

تيمة التحرر واضحة.. والأحياء القديمة حاضرة في أزياء النساء

تكسير الألوان (تصوير: محمد البوطهري)
TT

يعرض خمسة فنانين مغاربة، برواق باب الكبير بقصبة الوداية التاريخية، بالعاصمة الرباط، لوحات تشكيلية جماعية تحت شعار «نظرات على المدينة»، ويستمر هذا المعرض حتى 18 يونيو (حزيران) الحالي، برعاية «جمعية رباط الفتح» ووزارة الثقافة. القاسم المشترك بين لوحات التشكيليين الخمسة، وهم سلوى العلمي وعلي بركاش ونزهة الجزولي ومحمد الجراري وفوزية النصيري، هو المدينة ونمط الحياة فيها.

يتجسد موضوع المدينة في لوحات الفنانين، خاصة أحياءها القديمة، في نساء يرتدين النقاب خلف أبواب قديمة قدم حي الوداية. لوحات تعكس أيضا بكثرة أضوائها المائلة للأصفر أضواء المدينة؛ سواء في الشارع أو من خلال نوافذ العمارات والبنايات العالية.

لا تغيب تيمة التحرر أيضا من خلال جسد الرجل عاريا، أو شاب واقف مع شابة تبدو عصرية من خلال هندامها في الشارع. وفي لوحات أخرى يرسم الفنان أو الفنانة الأزقة والأبواب دائرية الشكل الفوقي، كما في لوحات نزهة الجزولي ومحمد الجراري وفوزية نصيري، أو ازدحام المارة رجالا ونساء وشبابا في دروب مدينة الرباط القديمة، كما في لوحة للفنان علي بركاش.

ويعكس توظيف الألوان المتعددة والمتداخلة في اللوحة الواحدة تعقيد حياة المدينة، على خلاف بساطة العيش في البادية. في معرض تفسيره للأعمال المعروضة، يرى عبد الكريم بناني، رئيس «جمعية رباط الفتح»، أن «الموضوع الذي اختاره الفنانون الخمسة يظهر كيف أن التراث الحضاري المغربي يثير الإحساس لدى الفنان التشكيلي، ويملي عليه هذا التراث مواضيعه، وحتى ترجمة هذا الإحساس في شكل عمل فني يثير السعادة والفرحة وأشياء مشتركة لدى المغاربة بشكل عام»، ويضيف بناني أن «العيش الجماعي والمعيشة الجميلة التي طبعت أعمال الهندسة المغربية على مدى قرون، هي ما يحاول هؤلاء الفنانون الخمسة ترجمته اليوم في أعمالهم المضيئة والموحية لتخليد وإدامة هذه الأماكن والأعمال والروائح والأضواء ومتعة الحياة».

ومن جانبه، يتساءل محمد أوزهرة، عالم نفسي مهتم بالآداب، بمناسبة هذا المعرض الفني الذي اتخذ من المدينة شعارا له: «مَن مِن الفنانين منذ عهد شابلن لم تستهوه الأضواء، ولم تسكنه المدينة؟»، مضيفا أن «عددا من الشعراء والروائيين جعلوا من فضاءات حضرية بالمدن مصادر إلهام فني لا تنضب على الدوام».

أسعار اللوحات المعروضة برواق الباب الكبير بالوداية لم تساير قيمتها الفنية العالية. أثمان اللوحات في المتناول، الشيء الذي يجعل زوار الرواق يقفون مشدوهين أمام جمالية العمل الفني، مقارنة بثمنه؛ فباستثناء لوحة واحدة من أصل 42 لوحة فنية، قيمتها 40000 درهم أي 5000 دولار، تنزل بقية الأسعار حتى حدود 6500 درهم للوحة، أي نحو 800 دولار.