يزور رائد الفضاء الشهير باز ألدرين، الذي صعد إلى القمر رفقة نيل أرمسترونغ، جامعة الأخوين في إفران (وسط المغرب) في 18 يونيو (حزيران) الحالي باعتباره ضيف الشرف الرئيسي لحفل تخرج الفوج الرابع عشر لطلبة الجامعة. وسيلقي ألدرين خطابا شرفيا أمام نحو 270 طالبا تخرجوا هذا العام؛ حيث يعتبر أكبر فوج في تاريخ هذه الجامعة النخبوية، التي تعتمد النظام الأميركي، وكانت قد تأسست بتبرع من الملك الراحل فهد بن عبد العزيز قبل عقد ونصف العقد.
وقال ألدرين: «إنني متشوق لزيارة جامعة الأخوين ومدينة إفران، لالتقاء الطلاب وزيارة المغرب، باعتباره بلدا مهما بالنسبة للعالم، نظرا لإسهاماته الكثيرة في العلوم والفضاء والتكنولوجيا والتنمية والجوار الدولي»، مشيرا إلى أن الشباب اليوم لديهم فرصة رائعة لقيادة البشرية إلى عصر جديد من الاستكشاف والاكتشاف والوعي العلمي. وسيتناول ألدرين في خطابه موضوع «وصول الإنسان إلى النجوم: من هبوط أبولو على سطح القمر إلى التعاون الدولي في مجال الفضاء في القرن الـ21، بالإضافة إلى مواضيع مرتبطة بتقييم آليات التقدم في التكنولوجيا والهندسة التي لم تؤهل البشرية إلى الصعود إلى القمر والفضاء فحسب، بل مكنتها من مواصلة تطوير جميع مجالات النشاط البشري».
وفي 20 يوليو (تموز) 1969، تاريخ هذا الإنجاز البشري غير المسبوق، قضى ألدرين وأرمسترونغ 21 ساعة على سطح القمر، بعد قيامهما بمهمتهما التاريخية على متن «أبولو 11» ليصبحا أول اثنين تطأ قدماهما القمر قبل أن يعودا إلى الأرض حاملين أكثر من 20 كيلوغراما من الصخور القمرية في حدث تابعه أكثر من 600 مليون نسمة على شاشة التلفزيون.
كان ألدرين قبل هذا الحدث قد اختير من قبل وكالة ناسا الأميركية، عام 1963، في المجموعة الثالثة لرواد الفضاء، وأنجز قبل 3 سنوات من ذلك أول رحلة ناجحة في الفضاء في العالم وحقق رقما قياسيا جديدا حدد في 5 ساعات ونصف الساعة. وتتجاوز شهرة عالم الفضاء باز ألدرين كل الحدود ويمتلك وطاقمه من «أبولو 11» 4 «نجوم» في كل زاوية من شوارع هوليوود.
قدم ألدرين، الذي ظل في طليعة أصحاب الجهود الرامية لصعود الإنسان لاكتشاف القمر، لشباب اليوم كتبا مصورة للأطفال، من قبيل «بلوغ القمر» و«لنتطلع إلى النجوم»، وهي من أكثر الكتب مبيعا، بينما ألهم القراء في كل مكان من خلال أكثر كتبه مبيعا خلال عام 2009، وهو كتاب سيرته الذاتية. ومنذ تقاعده من وكالة ناسا الأميركية والقوات الجوية الأميركية صمم ألدرين، الذي تلقى 3 براءات اختراع أميركية لأنظمة الصواريخ والمخططات، خطة رئيسية للبعثات الفضائية إلى المريخ.