تونس: مشروع «عروسة سجنان» بدعم من الاتحاد الأوروبي

لمساعدة 60 امرأة يشغلن في عالم الخزف

نساء سجنان بصدد التعامل مع مادة الطين
TT

يدعم الاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي أحد المشاريع ذات الطابع الاقتصادي والاجتماعي المهمة بمنطقة سجنان من ولاية (محافظة) بنزرت الواقعة على بعد 60 كيلومترا شمال تونس العاصمة. المشروع عبارة عن دعم مادي لستين امرأة ممن يشتغلن في عالم الخزف التقليدي بالمنطقة يتقابلن مع عشر نساء من مدينة نانت الفرنسية ويتبادلن الخبرة في عالم الخزف المعتمد بالأساس على مادة الطين، ويتعرفن كذلك على طرق تسويق المنتج وإدخال مفهوم القيمة المضافة لما تصنعه أنامل النسوة في أرياف منطقة سجنان المعروفة بعرائسها الطينية الفريدة من نوعها.

بداية تنفيذ هذا المشروع كانت في شهر فبراير (شباط) الماضي وانطلق بدعم من الممثلية الأوروبية بتونس ومن المعهد الفرنسي للتعاون. وهو يهدف بالأساس إلى الاهتمام بإحدى أهم مناطق الحرف التقليدية المتوارثة أما عن جدة بتلك المناطق التي «حظها من طين» كما صورها كثير المعطيات الميدانية. هناك النسوة لا يدركن تماما أهمية تلك الفخار البسيط في تركيبته وتصوره وزينته، ومثل هذا المشروع قد يكشف عن أهمية مثل تلك الصناعات العفوية.

يقول سفيان الويسي، أحد أصحاب فكرة مشروع «العروسة»، إن طرافة المشروع تأتي خصوصا من الجمع بين نساء لا يملكن غير السواعد لتفصيل مادة الطين وبعث الحياة في أوصالها هذا من ناحية، وبين فنانات تشكيليات متعودات على التقنيات العلمية والأكاديمية في مشروع واحد من ناحية ثانية. الفنانات التشكيليات قلن إنهن تعلمن كثيرا من خبرة النساء البسيطات اللاتي عملن بتلقائية وبحب كبير لمادة الطين. دمية الطين أو «عروسة سجنان» تجاوزت الحدود وهي تباع في الأسواق الأوروبية بنحو 150 يورو (قرابة 290 دينارا تونسيا)، ولكنها في تلك القرى الجبلية البسيطة لا يزيد سعرها على عشرين دينارا تونسيا (10 ما يقابل يورو) على أقصى تقدير وللأحجام الكبيرة من تلك الدمى.

المشروع جمع نساء تلك الأرياف ودعاهن إلى بعث مشروعهم الخاص عبر ذاك الحذق الطبيعي لفن نحت عروسة الطين، والخروج تبعا لذلك من البيوت للدخول في ورشات مجهزة وبمقابل مادي يومي وكن يعملن لمدة فاقت الثماني سنوات للدخول في عالم يشبه الاحتراف في التعامل مع مادة الطين.