أعلنت الأمانة العامة للهيئة العربية للمسرح نتائج مسابقة التأليف المسرحي لفئة الأطفال لعام 2010/2011 عن فوز مسرحية «مريم والنسر الذهبي» للمخرج والكاتب المسرحي العراقي فاضل سوداني.
وقد أعلن إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، هذا في مؤتمر صحافي في مقر الهيئة في الشارقة، حضره الدكتور يوسف عيدابي، مستشار الهيئة، وغنام غنام، مسؤول العلاقات والإعلام في الهيئة.. وحظيت مسابقة كتابة النص المسرحي لمسرح الطفل بغزارة النصوص المشاركة، وقد استقرت لجنة التحكيم على اختيار جملة مسرحيات للتنافس على كونها أفضل النصوص.
وتميزت مسرحية «مريم والنسر الذهبي»، الفائزة، بجملة شروط فنية ومتميزة لمسرح الطفل؛ حيث مزج المؤلف بين الواقع والخيال من خلال طرح السؤال المهم، وهو: لماذا يشعر الأطفال الأسوياء بالوحدة أحيانا في حياتهم اليومية؟ وبنى أحداث المسرحية على جملة من المشكلات التي يعانيها الأطفال وأولهم مريم.
وحتى تتخلص من وحدتها بسبب انشغال والديها عنها، إضافة إلى تعاملهم معها كطفلة ساذجة، مما يؤدي إلى عدم بناء استقلاليتها في التفكير واتخاذ أي قرار بحجة الخوف عليها، تضطر هي إلى اللجوء إلى عالم الفانتازيا، لتسافر بصحبة الخيال الطفولي إلى عالم آخر مع أصدقائها من الحيوانات والطيور وشخصيات اللوحات والتماثيل الذين صادفتهم في زيارتها مع زملاء المدرسة في إحدى لوحات المتحف مثل: جحا الأطرش وزوجته، النسر الذهبي، الأفعى، شجرة المعرفة، الحارس. وهناك تكتشف أصدقاءها الجدد وهم في عالم من الخيال الذي تعيش فيه وتحولهم من شخصيات للوحة فنية إلى بشر حقيقي يمكن أن يفهموها.
في النهاية يكتشف الجميع أن أي مشكلة يمكن أن تحل بالصداقة والحب والتسامح ومساعدة الآخرين. ولا يتم هذا من خلال الحوار المباشر، وإنما من خلال التشخيص وتبادل الأدوار. وهذه المسرحية هي محاولة من قبل فاضل سوداني للدخول إلى عقل الطفل وقلبه في عالمنا المثقل بالمشكلات بلغة محببة للأطفال يفهمونها ليس من خلال المشهدية والصور التي تحتم استخدام وسيلة الفلاش باك وكذلك المسرح داخل المسرح، للوصول إلى روح الطفل وكذلك للكبار الذين يمكنهم أن يتلذذوا بمشاهدتها أيضا.
وفاضل سوداني، الذي يعتبر أحد أهم المسرحيين العرب، يحمل دكتوراه في الإخراج والعلوم المسرحية، وقد عمل مخرجا مسرحيا وممثلا لسنوات طويلة في الكثير من المسرحيات العربية والعالمية.