ذيمتسانا اليونانية.. تجربة حية لتطوير القرى التراثية السعودية

تحوي مباني تراثية تعود لأكثر من 500 سنة تم تحويلها لفنادق ومتاحف

أمين القصيم يتحدث مع محافظ المجمعة حول أسلوب الاستفادة من موقع تراثي («الشرق الأوسط»)
TT

استقبلت قرية ذيمتسانا التراثية في شبه جزيرة البيلوبونيز اليونانية وفدا من المحافظين والأمناء في عدد من المناطق السعودية للاطلاع على مراحل تحويل هذه القرى التاريخية إلى قرى سياحية متكاملة.

وتجول الوفد في هذه القرية التي تحوي مباني تراثية تعود لأكثر من 500 سنة تم تحويلها إلى فنادق ونزل تراثية ومتاحف، وصاحب الوفد عمدة القرية وعدد من مسؤولي القرية وسكانها.

وتعد هذه القرية نموذجا مميزا للقرية التراثية السياحية، فرغم أن أغلب سكانها كانوا قد غادروها، فإن وزارة السياحة والثقافة اليونانية عملت خلال السنوات العشر الماضية على تحويل القرية إلى منطقة سياحية وأعادت عددا من سكان المنازل التراثية إليها بعد إعادة ترميمها وتأهيلها للسكن.

وتتمتع هذه القرية بالإضافة إلى جمال الطبيعة بتوفر الخدمات الأساسية والمتاجر والمطاعم لتشكل إحدى أهم الوجهات السياحية في موسم الصيف، بالإضافة إلى إجازة نهاية الأسبوع، حيث يزورها المئات من سكان أثينا أسبوعيا.

وحافظت قرية ذيمتسانا على نمطها المعماري التاريخي لتكون متحفا حيا لتاريخ المنطقة للعمران التقليدي من خلال مبانيها الحجرية، والطرق والأزقة الحجرية المتعرجة. وتشتهر بمتحف التاريخ ومكتبة تحتوي على الكثير من الوثائق والمدونات النادرة، ومصانع البارود ومتحف المياه المتحركة، والمجموعات الأثرية الإثنوغرافية.

وحرص الدكتور علي الغبان، نائب الرئيس للآثار والمتاحف بهيئة السياحة والآثار السعودية والمشرف على الزيارة، على أن تكون جولة الوفد في هذه القرية بمثابة ورشة عمل ميدانية من خلال الشرح العملي لكيفية تحويل القرية التراثية إلى مقصد سياحي، حيث تجول الوفد في فنادق تراثية والتقى بمسؤوليها. كما استمع الوفد إلى شرح من عمدة القرية عن دور البلدية في توفير الخدمات لمباني القرية وطريقة الحفاظ على نمطها التراثي، حيث أشار إلى منع أي تعديل أو إضافة في المباني إلا بعد الرجوع للبلدية وبإشراف مباشر منها تلافيا لحدوث أي ضرر في المباني وتغيير معالمها التراثية.

وقال عمدة القرية إن السكان استطاعوا خدمة التراث المحلي اليوناني من خلال تخصيص منازلهم كفنادق تراثية وبيع المنتجات الزراعية، وخاصة الفواكه المجففة والمربات والعسل، بالإضافة إلى عمل وبيع المشغولات اليدوية، مشيرا إلى أن السوق الأوروبية تمنح قروضا للمواطنين الراغبين في الاستثمار في مثل هذه المشاريع، وهذا ما ساعد أهالي القرية على العمل في هذه الأنشطة والمشاريع السياحية.

وأكد الوفد السعودي المشارك في الزيارة، على أن تكامل جهود الدوائر الحكومية كان أحد أهم الأسس لقيام هذه القرية كوجهة سياحية مميزة، إضافة إلى دعم الأهالي للاستثمار في مبانيهم التراثية وتحويلها إلى نزل سياحية وفنادق تراثية.

وأشاروا إلى أن الدعم الحكومي وتوفير التمويل للمشاريع السياحية الصغيرة في هذه القرية شجع على ظهورها واستفادة المواطنين والسياح منها.

وأجمعوا على استفادتهم من هذه الزيارة في زيادة الأفق المعرفي عن أسس قيام وتطوير القرى التراثية السياحية والاستفادة منها في تطبيق نماذج مشابهة في القرى التراثية السعودية.

وكانت الهيئة العامة للسياحة والآثار قد نظمت هذه الزيارة لاستطلاع الخبرة للتجربة اليونانية في مجال التراث العمراني لعدد المحافظين والأمناء ورؤساء البلديات في مناطق المملكة.

وشارك في هذه الزيارة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل، محافظ المجمعة، والمهندس أحمد السلطان، أمين منطقة القصيم، والمهندس إبراهيم الخليل، أمين منطقة عسير، والمهندس محمد الناصر، أمين منطقة الجوف، ومران بن قويد، محافظ شقراء، وسلطان آل سلطان محافظ تيماء، وكساب المويشير، محافظ دومة الجندل، وعبد الله الجاسر، محافظ القريات، والمهندس عبد الرحمن عبد الحق، محافظ فرسان، إضافة إلى رؤساء بلديات: الدرعية، وادي الدواسر، الدوادمي، ضبا، الوجه، القريات، ووكيل إمارة المدينة المنورة المساعد ووكيل أمين منطقة نجران للمشاريع ووكيل أمين الأحساء للشؤون الفنية، وصاحب مؤسسة ترميم مبان تراثية، وأحد طلاب كلية السياحة والآثار. وعدد من المسؤولين والمختصين بالهيئة.