أغاني الأعراس.. سباق النجوم لحصد أكبر عدد من حفلات الزفاف

منقذة المطربين في المواسم الفنية الراكدة

المطربة اللبنانية اليسا
TT

لا تخلو الساحة الفنية بين الحين والآخر من إطلاق أغنية لفنان معروف تحمل في طيّاتها النغمة الفرحة والكلمة المناسبة لحفلات الزفاف والتي تعتبر من الأغاني التي لا تموت رغم مرور الزمن عليها.

فهذا النوع من الأغاني يصرّ المطربون على إدراجه في أعمالهم الجديدة ولا يتوانون أحيانا عن إطلاقها في عمل فردي يعتبر المنقذ الأكبر لهم في المواسم الفنية الراكدة لأنها تشكل استمرارية أكيدة لحفلاتهم الخاصة والتي عادة ما يكون عنوانها مناسبات الخطوبة والزفاف. ولأن الأفراح في ديارنا عامرة فإن أهل الفن يعقدون على هذه الأغاني الآمال الكبيرة فيبحثون عن الكلمة التي تحاكي العروسين وتنسجم مع مناسبة فرحهم وعن اللحن الذي يأتي أحيانا هادئا رومانسيا يشكّل رمزا للرقصة الأولى التي يفتتحون بها المناسبة المحتفى بها أو إيقاعيا راقصا يدفع بالمدعوين وبأصحاب الاحتفال التمايل على أنغامه وجعل الأجواء ملونة بالفرح والزغاريد.

ولعلّ أغنية رامي عياش «مبروك» التي أطلقها منذ سبع سنوات هي خير دليل على استمرارية هذا النوع من الأغاني بعدما صارت تعتمد في أي مناسبة سعيدة يحتفل بها الناس إن في أعياد الميلاد أو في تدشين أو افتتاح مؤسسة ما أو في حفلات الخطوبة والزفاف.

الأغنية كتبها الشاعر اللبناني نزار فرنسيس ولحنها ووزعها جان ماري رياشي والتي تقول «هالفرحة فرحتنا والفرحة جمعتنا شو حلوي دنيتنا مبروك» تحولت إلى نشيد فرح لا يمكن أن تمر مناسبة جميلة دون استخدامها. ويقول رامي عياش لـ«الشرق الأوسط» في هذا الصدد: «إنها من الأغاني التي لا يمكن أن تموت حتى إن البعض يستمع إليها لاسترجاع ذكرى حلوة سبق وعاشها مع صديق أو قريب أو حبيب». ويوضح: «لعلّ كلماتها البسيطة ولحنها الجديد ساهما في انتشارها في سرعة فانحفرت في ذاكرة الناس وصارت مكمّلة لأي مناسبة سعيدة يعيشونها».

ولأن هذه الأغنية لاقت من الشهرة ما جعلها مرادفة لاسم صاحبها رامي عياش بحيث صار يعرّف عنه في إطلالاته الإعلامية وفي حفلاته الغنائية «زارع الفرحة» في قلوب الناس ألحقها بأغنية مشابهة لها بعنوان «افرح فيكي» في ألبومه الأخير «غرامي» وهي أيضا من تأليف نزار فرنسيس وألحان جان ماري رياشي وقد تردد أنه قام بها خصيصا لإهدائها لحبيبته ولمناسبة ارتباطهما رسميا.اليوم تعتمد أيضا هذه الأغنية أيضا في الأفراح وتلاقي شهرة واسعة في لبنان والعالم العربي.

ومن الأغاني التي شكلت أيضا محطّة رئيسية في عالم الأفراح «نشيد الزفاف» لماجدة الرومي التي كتبتها نهى نجم ولحنها مندلسون وأهدتها لابنتها هلا في مناسبة زفافها عام 2007 وعرفت بـ«طلّي بالأبيض طلّي».

وكانت هذه الأغنية واحدة من البوم كامل أعدته ماجدة الرومي للمناسبة نفسها ووقعته بخط يدها بعبارة قالت فيها «إلى هلا وايلي مع محبتي الأبدية» وتضمن أغنية أخرى بعنوان «بيوم عرسك» التي كتبها الشاعر اللبناني طلال حيدر بمشاركة ماجدة الرومي نفسها ولحنها سليم عساف.

وعادة ما يحضّر المحتفلين بالمناسبات السعيدة الأغاني المرافقة لها وكانت فيما مضى أغنية «زفّوا العروس زفّوها» لمحمد اسكندر أو «اطلعي يا عروسة» و«عروستنا الحلوة» لفيروز أو «مبروك يا عروس» لايلي شويري أو «زفوّها زفّوا زفوها وعالورد مشّوها» لصباح أو «هابي بيرثداي تو يو» لوليد توفيق وما شابهها هي الرائجة في حقبات امتدّت من السبعينات إلى التسعينات أما اليوم فقد تطوّرت هذه الأغاني لتأخذ منحى آخر اعتمد على الكلمة الشاعرية المباشرة والتي تحاكي المحتفى بهم بأسلوب أقرب منهم وأكثر خصوصية.

من الفنانين الذين أصدروا هذا النوع من الأغاني أخيرا ميسم نحاس (أحلى العرسان) وجوزف عطيّة (كل الدني) وفادي عساف (لعيونك) التي أهداها لنفسه لمناسبة زفافه. وغنّى طوني كيوان «طلّ العريس» أما فارس كرم فقدّم «وصلوا العرسان») التي جعلها تنقل أجواء حفلات الزفاف من الزلاغيط إلى الزمامير. كما كان لاليسا أغنية في ألبومها الأخير الذي حمل عنوان «عابالي» وكذلك بالنسبة لنجوى كرم التي غنّت »الحلم الأبيض» من ألحان ملحم بركات.

ويعتبر أمير يزبك أحد أكثر الفنانين الذين يهتمون في هذا النوع من الأغاني وقد أصدر أخيرا ألبوما كاملا بعنوان «زفّوا العرسان» تضمّن عدة أغان قديمة تتناول هذا الموضوع بينها «بدنا نتجوّز عاالعيد»، و«عريس عريس» و«الدنيي حلوة برجالها» وغيرها إضافة إلى أغنيته المعروفة في هذا المجال «الرقصة الأولى» ويقول لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على الموضوع: «إن أغنية الفرح باتت تشكل عنصرا من عناصر الحفلة التي يقيمها العرسان خصوصا أنها ترافقهم إما عند دخولهم صالة العرس أو عندما يقطعون قالب الكيك الخاص في المناسبة وفي كلتا الحالتين تعتبر هذه اللحظات من أهم وأجمل ما يعيشه العروسان في هذه المناسبة المميزة والتي يحملان ذكراها العمر بأكمله ولذلك هما يختارانها بدقّة وعن سابق تصوّر وتصميم حتى إن البعض يتدرّب على أنغامها ليجيد الرقص عليها لأن الأنظار كلها في تلك الساعة تكون شاخصة نحوهما».

ويرى أمير يزبك أن الفنان أيضا وفي هذا النوع من الأغاني يأخذ الوقت الكافي لاختيار كلماتها ولحنها وحتى في تصويرها فيديو كليب لأنها تكون مصدر اهتمام الناس عند إطلاقها في الأسواق فإما تعلّق في آذانهم وتترك أثرا طيبا لديهم وإما تمرّ مرور الكرام ويبدأون في البحث عن أخرى تحاكي شعورهم وعواطفهم. ولا ينكر أمير يزبك أن أغنية الأفراح تؤثّر على حركة العرض والطلب لدى الفنان وتساهم في طلبه إلى حفلات تقام خاصة لهذه المناسبات إن في لبنان أو خارجه وأنها تنقذه من البطالة في مواسم الركود التي يعاني منها كغيره من زملائه أحيانا مشيرا إلى أنها تساهم في انتشار اسمه بشكل أكبر على الساحة الفنية من ناحية ولدى الناس من ناحية أخرى.

والمعروف أن أغاني الأفراح عادة ما يتخللها موال مؤثّر يتوجه به المغني للعريس تارة وللعروس أحيانا أو زلغوطة شعبية تضفي السعادة إلى قلبي العروسين وإما تكون كلاسيكية أو أوبرالية تضفي جوا من الفخامة على الحفلة ككل.