«كريستيز» تقيم معرضا بعنوان «روائع» استعدادا لمزادات الصيف

100 قطعة لكبار الفنانين العالميين بعضها لم يعرض منذ 40 عاما

جانب من المعرض
TT

أقامت دار «كريستيز» للمزادات معرضا فنيا أطلقت عليه اسم «روائع» ضم عددا من القطع النادرة التي ستقوم الدار ببيعها على مدى أربعة أسابيع مقبلة ضمن موسمها الصيفي. المعرض قام بتنظيمه أولاندو روك نائب رئيس مجلس إدارة الدار لأوروبا.

وقام فيه باستخدام جمل لكبار الفنانين للربط بين أجزاء المعرض الذي امتد على أربع غرف بمقر الدار في «كنجز ستريت» بوسط لندن. وحسب ما علق يوسي بيلكانان مدير «كريستيز» لأوروبا والشرق الأوسط وروسيا، فإن العرض يدور حول «التضاد وأيضا حول القيمة العالية، وهو معرض مقام ليطلع فيه المقتنون على قطع نادرة».

في إحدى الغرف نقرأ جملة للفنان إدفارد مونك تقول: «الطبيعة ليست ما نراه أمامنا بالعين المجردة» وعلى الجانب المقابل جملة أخرى لمونيه تقول: «الطبيعة لا يمكن استدعاؤها وقت الرغبة أو جعلها تنتظر، بل يجب التقاطها والإمساك بها جيدا».

يقول روك لـ«الشرق الأوسط» تعليقا على اختيار الجمل: «كنت أحاول أن أشير إلى حقيقة أن الفنانين تناولوا الموضوعات نفسها عبر السنين، وقمت بوضع جمل قالها أحد الفنانين على عمل لفنان آخر من قبيل التناقض. أعتقد أن هذا الأسلوب يجعل المشاهد يرى الأعمال بطريقة مختلفة».

القطع المعروضة تراوحت بين لوحات لمايكل أنغلو وبيكاسو وستابز وغاينزبوره ومونيه ورينوار، بعضها يعرض لأول مرة منذ أربعين عاما وبعضها اكتشف بمحض الصدفة. وأشار روك إلى أن العرض الحالي يمثل أيضا فرصة للاطلاع على قطع فنية متميزة لكبار الفنانين قد لا تتوفر فرصة أخرى لرؤيتها بعد بيعها في المزاد.

موسم المزادات المقبل تعتبره الدار أغلى مزاداتها خاصة أنه تضمن «كنوزا» فنية بمعنى الكلمة لكبار الفنانين العالميين عبر العصور. التجول في المعرض الذي ضم 100 قطعة كان متعة في حد ذاته؛ فالناظر ينتقل ببصره من عصر النهضة إلى القرن التاسع عشر ثم إلى القرن الحالي، المجموعة تم تنسيقها بأسلوب بديع حرص على التناسق الفني بينها، ولهذا كانت النتيجة جولة فنية ممتعة ومثيرة، يستطيع المرء خلالها نسيان أنه في قاعة للمزادات بل يحس بأنه في إحدى غرف أحد المتاحف العريقة في لندن.

يقول بيلكانان: «كثير من الأعمال المعروضة هنا لم تعرض في أسواق الفن أو في معارض عامة منذ فترة طويلة، مما يجعل عرضها الآن حدثا مميزا. وتعرض هذه القطع إلى جانب عدد كبير من الروائع التي أرسلت لنا من جميع أنحاء العالم للمشاركة بها في الموسم الصيفي للمزادات».

ويشير بيلكانان إلى أن المعرض يضم قطعا مثل رسم لمايكل أنغلو بعنوان «معركة كاسينا» ولوحة أخرى لبيكاسو تمثل محبوبته ماري تريز رسمها في عام 1941 وظلت منذ ذلك الوقت في مجموعات خاصة ولم تعرض، وفي عام 2010 أهديت لجامعة سيدني بشرط أن يتم بيعها في المزاد العلني وأن تخصص العوائد لصالح البحث العلمي في الجامعة. السعر التقديري للوحة يتراوح بين 9 و12 مليون جنيه إسترليني.

ومن أعمال الفنان الانطباعي كلود مونيه، يقدم المعرض لوحة «زنابق الماء» وهي من السلسلة الشهيرة لمونيه في الفترة ما بين 1916 - 1919 وتتوقع لها الدار سعرا يصل إلى 17 مليون جنيه إسترليني.

ويشير بيلكانان إلى تمثال برونزي احتل موقعا مميزا بالغرفة الثانية للمعرض، مشيرا إلى أن اكتشافه تم عن طريق الصدفة في أحد القصور عند قيام فريق من الاختصاصيين في الدار بعملية معاينة وتقييم للممتلكات بغرض عرضها في المزاد، وكان التمثال قابعا على نافورة للمياه في حديقة القصر ولم يسترع الاهتمام من ساكني القصر عبر الأجيال. التمثال الذي يمثل رجلا يحمل الكرة الأرضية على كتفه يعود إلى القرن الـ17 وهو من عمل الفنان الدنماركي أدريان دي فريز (1550 - 1626). التمثال الذي ظل مهملا لأكثر من 300 عام تقدر له الدار سعرا قد يصل إلى 8 ملايين جنيه إسترليني.

المعرض استمر لثلاثة أيام ومثل فرصة كبيرة لمحبي الفنون الذين يرغبون في مشاهدة عدد من الأعمال النادرة في عرض متحفي متميز.