الهند تنضم إلى الدول التي تستخدم الإعلانات التحذيرية من التدخين

مضغ التبغ فيها أكثر انتشارا ويتسبب في سرطانات الفم

تُستخدم الصور التحذيرية في الكثير من الدول، من بينها أستراليا وبلجيكا وتشيلي وهونغ كونغ. وتقوم البرازيل بتغيير الصور كل خمسة أشهر
TT

تنضم الهند إلى الدول التي تستخدم التحذيرات المصورة، مثل الأسنان السوداء، أو اللثة المتدلية، أو الرئتين المصابتين، على جميع منتجات التبغ. فبعد سنوات من الضغوط القوية التي فرضها لوبي شركات التبغ القوي، أمرت وزارة الصحة ورفاهية الأسرة هذه الشركات بوضع تحذيرات مصورة أكثر تأثيرا على منتجات التبغ؛ سواء التي تُدَخن أو تُمضَغ.

وستدخل هذه التحذيرات الجديدة حيز التنفيذ ابتداء من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بحسب تصريح وزارة الصحة. وأوضحت الوزارة أن الصور الخاصة بالسجائر والسيجار ستكون صورا لرئة مسودة وصورة جانبية لفم مصاب بالسرطان، وأما الصورة التي ستظهر على أكياس تبغ المضغ فستكون لفم ولثة مصابين بالسرطان.

تهدف هذه التحذيرات إلى منع الأفراد من استهلاك التبغ. ويذكر أن هناك إعلانين تحذيريين موجودين على علب السجائر الآن أحدهما لعقرب والآخر لرئة متضررة من التدخين.

ويشير المحللون إلى أن الإعلانات التحذيرية الجديدة على علب السجائر وأكياس التبغ لسرطان الرئة والفم ربما تسهم في وقف التدخين على المدى البعيد. وتعتبر الهند ثاني أكبر منتج للتبغ في العالم، وواحدة من أكبر أسواق التبغ في العالم؛ حيث تقدر تجارة التبغ فيها بأربعة مليارات دولار، كما أنها مصنفة كثالث أكبر دولة في استهلاك التبغ. ويسير استهلاك التبغ في الهند على خلاف استهلاكه في باقي دول العالم؛ حيث يغلب مضغ التبغ والبيدي على تدخين السجائر.

ستصحب هذه الرسوم بعلامة فيها «التدخين يقتل». وسيتم تغيير الصور كل عامين. وكانت الحكومة قد سعت لتبديل هذه التحذيرات التصويرية كل عام، لكن لوبي صناعة التبغ اعترض على هذا الطلب، مشيرا إلى أن المخزون الذي لم يُبَع قد يفسد.

وربما تعد تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها وضع تحذيرات مصورة مؤثرة على علب التبغ المخصص للمضغ، بسبب الدراسات التي اكتشفت أنه أشد خطرا من التدخين.

وأشارت نتائج مسح «غلوبال أدولت توباكو سيرفاي إنديا»، الذي أجري في عام 2009 - 2010 إلى أن مضغ التبغ أكثر انتشارا، ويتسبب في سرطانات الفم، حتى إن باكستان أجبرت الشركات على ضرورة أن تحمل 40 في المائة من كل علب التبغ صورة فم مريض يعاني من السرطان، إلى جانب تحذير صحي على الجانبين.

وفي الوقت الذي تحمل فيه علب التبغ صورة مريض مصاب بسرطان الفم؛ فإن هناك 10 في المائة منها تحمل نصوصا تحذيرية.

يقدر عدد وفيات الأشخاص الذين يموتون جراء أمراض متعلقة بالتدخين 900000 شخص. وتشير الإحصاءات إلى أن ما يقرب من 250 مليون شخص يستخدمون منتجات التبغ في البلاد.

تستخدم الصور التحذيرية في الكثير من الدول، من بينها أستراليا وبلجيكا وتشيلي وهونغ كونغ. وتقوم البرازيل بتغيير الصور كل خمسة أشهر.

ويقول وزير الصحة الهندي، غلام نبي آزاد: «نظرا لانتشار عادة مضغ التبغ في البلاد بين أبناء الطبقة المتدنية اجتماعيا واقتصاديا ومستوى منخفض من التعليم، تأمل وزارة الصحة أن تؤدي هذه التحذيرات المصورة إلى إثناء مستخدمي التبغ عن استخدام منتجات التبغ».

وقد رحب الأطباء المتخصصون في الصحة العامة والسرطان بالصور الجديدة، لكنهم أشاروا إلى أن اختيار الصور من جانب مصنعي التبغ سيسمح لهم باستخدام صور لأشخاص مريضين بسرطان الرئة لا سرطان الفم.

ويقول انكاج شاتورفيدي، الأستاذ المساعد لجراحة سرطانات الرأس والرقبة في مستشفى «تاتا ميموريال» في مومباي: «أنا لست سعيدا باختيار صور منتجات التبغ، يجب أن يكون للتحذيرات المصورة تأثرا قويا يؤثر على الأفراد، ومن المتوقع أن تحدث الإعلانات الموضوعة على علب تبغ المضغ هذا التأثير المتوقع، أما علب السجائر فلن تتمكن من ذلك».

في حين ترى الدكتورة مونيكا أرورا، رئيسة قسم تعزيز الصحة ومكافحة التبغ في مؤسسة الصحة العامة الهندية بنيودلهي: «الصور الأربع التي تم اختيارها لتوضع على علب تبغ المضغ متشابهة إلى حد بعيد، وتصور على نحو بياني عواقب سرطان الفم».

لكنّ ثلاثا من بين الصور الأربعة التي ستنشر على علب السجائر تظهر رجلا مريضا بأنواع مختلفة من سرطان الرئة، فيما تظهر الرابعة صورة تقرحات في فم تسببت فيها سرطان الفم.

وقالت مصادر في وزارة الصحة إن الصور المؤثرة تم اختيارها لأشخاص كانوا يمضغون التبغ، لأن الأبحاث أظهرت أن المزيد من الرجال والنساء يمضغون التبغ بدلا من التدخين.

وتقول بهوانا موخوباذيا، الرئيس التنفيذي لجمعية الصحة التطوعية في الهند: «الصور التحذيرية التي تم اختيارها لتبغ المضغ حقيقية. وهي تتحدث عن الحقيقة، وتنقل الأضرار الحقيقية للتبغ، لكن الصور التي استخدمت في التحذيرات من السجائر لم تكن قوية بالشكل الكافي». ولدى سؤالها عن تركيز الوزارة على تبغ المضغ، أشارت إلى أن الهند أصبحت الآن «عاصمة سرطان الفم في العالم. وعلى الرغم من حظر التدخين في الأماكن العامة، يمكن للفرد شراء أكياس تبغ المضغ واستهلاكه».