مدير عام «كريستيز» لمنطقة الشرق الأوسط : اقتناء الأعمال الفنية يزداد بنسبة 400%

مايكل جحا مديرعام «كريستيز» في منطقة الشرق الأوسط يتحدث عن وضع الشركة في المنطقة ومستقبلها («الشرق الأوسط»)
TT

الفن الأصيل قيمة يبحث عنها المغرمون بها، والقطع النادرة التي تجمع بين حلم من صنعها في الماضي، وصاحب الحلم الذي يبحث عن ما يجسده الآن، رحلة نحو أماكن ومحطات معروفة. «كريستيز» اسم لواحدة من أهم المحطات لمن يبحث عن الفن العريق والقطع النادرة حيث يعمل نخبة من أرقى الخبراء فيها من كل العالم.

أسسها سنة 1766 جيمس كريستي، عندما قام بمزاده الأول من شارع «بال مال» في لندن في الخامس من ديسمبر (كانون الأول)، الذي بدأه بقطع منزلية بسيطة. ومنذ ذلك الوقت تحتل دار «كريستيز» صدارة دور المزادات عالميا، وقامت بأكبر المزادات التي شهدتها القرون الـ18 والـ19 والـ20. وما زالت حتى يومنا هذا تتفرد بتقديم القطع الفريدة وتنظم سنويا 450 مزادا، تنقسم إلى 80 نوعا مختلفا، تتنوع بين الديكور والمجوهرات والأثاث والصور وغيرها، وتبدأ الأسعار من 200 دولار لتتجاوز الـ80 مليون دولار.

لـ«كريستيز» 53 مكتبا، يمثلها في 32 دولة، و10 قاعات عرض وبيع، وتتوزع مكاتبها بين لندن وباريس وجنيف ونيويورك وأمستردام ودبي. ومما يميز «كريستيز» أيضا هو ما توفره من خدمة «كريستيز لايف» وهي خدمة تمكن المشاركين من المشاركة في المزاد من أي مكان في العالم وبشكل مباشر.

ويعتبر المختصون أن سوق القطع الفنية ولدت من جديد سنة 2006 عندما أقامت «كريستيز» أول مزاد للفن المعاصر في منطقة الشرق الأوسط. وباعت «كريستيز» حينها قطعا فنية بمبالغ فاقت قيمتها 200 مليون دولار. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» حدثنا مايكل جحا مدير عام «كريستيز» في منطقة الشرق الأوسط عن وضع الشركة في المنطقة ومستقبلها. وتحدث مايكل عن البداية التي كانت سنة 2005 حيث كان من المفروض تقديم خدمات في المنطقة وليس مزادات، لكن بعد عام من ذلك أقيم معرض ضم الكثير من الأعمال الفنية حول الفن المعاصر والإسلامي. وخلال هذا المعرض طرحت فكرة إقامة مزاد في دبي وتم التجاوب معها بإقامة المزاد الأول سنة 2006 حول الفن المعاصر. واعتبر أن المزاد حقق نجاحا باهرا حيث فاقت المبيعات 8 ملايين دولار.

ومنذ ذلك الحين وسعت دار «كريستيز» أعمالها في المنطقة وأصبحت تقوم بمزادين سنويا؛ واحد في أبريل (نيسان) والثاني في أكتوبر (تشرين الأول)، وأضافت إلى قائمة معروضاتها المجوهرات التي تلقى إقبالا كبيرا.

وقال مدير الدار في المنطقة إنه ومنذ 2006 تم بيع قطع بقيمة فاقت 200 مليون دولار، وبذلك تحتل دار «كريستيز» لقب الريادة وتأتي الأولى على قائمة الشركات التي تعمل في مجال المزادات.

وعن طبيعة القطع والمعروضات التي يفضلها حرفاء الشرق الأوسط، أكد جحا أنه في البداية كان إقبال المحليين على القطع التي تخص منطقتهم، فمثلا يشتري اللبنانيون قطعا للبنانيين، والسعوديون لسعوديين، والعراقيون لعراقيين. لكن الآن ومنذ أربع سنوات تقريبا اختلف الوضع كليا، وانفتحت رغبة الحريف الذي أصبح يبحث عن القطع الأثرية القيمة وينظر أكثر في القطعة الفنية وليس المنطقة التي تنتمي إليها.

والى جانب المزادات التي تنظم بالمنطقة أصبحت «كريستيز» تقيم معارض للعرض فقط وليس الاقتناء ومنها يختار المهتمون ما يريدون ثم يقومون بمتابعة المزاد في لندن سواء بتنقلهم شخصيا أو عبر الهاتف أو الإنترنت، وهي أيضا خدمة حديثة وفريدة توفرها «كريستيز» وتمكن من خلالها هؤلاء في أي مكان في العالم من متابعة المزادات أينما كانت والمشاركة فيها. وذكر جحا أن إنفاق هؤلاء في المنطقة قد زاد بنسبة 400 في المائة في الفترة الأخيرة.

وعن خصائص الذوق في المنطقة العربية، بيّن جحا أنه ومن خلال تجربته الخاصة وجد أن الذوق في كل العالم أصبح متشابها خاصة في الـ5 سنوات الأخيرة، ويعتقد أن هذا، خاصة من خلال تأثير الإنترنت والسفر والأذواق، يكاد يكون نفسه في كل المناطق مع اختلافه مع الأشخاص. وبين أن أسباب اقتناء القطع التي تعرضها «كريستيز» على اختلافها يعود لسببين رئيسيين؛ الأول يكون شخصيا، وهو الغالب أي أن الشخص يعجب بقطعة ما ويرغب في امتلاكها والاحتفاظ بها، أو يكون من جامعي قطع لفنان ما أو فترة ما ولا يفوت عليه فرصة عرض أية قطعة قد تثري مجموعته. والسبب الثاني يكون استثماريا وتقوم به شركات تجارية أو أشخاص من أجل إعادة البيع.

وعن شراء القطع الفنية، يعتقد جحا أن الأمر لا يختلف سواء كان بيتا أو سيارة، حيث يجب أن تبحث دائما عما تحب، ثم، والأهم، هو البحث عن نصيحة الخبراء في المجال ومن الضروري التحدث معهم. وأشار إلى أنه يوجد الكثير من الخبراء في منطقة الشرق الأوسط وهم متخصصون مستقلون ويعملون مع شركات. كما توفر «كريستيز» مجموعة من الخبراء المختصين في المنطقة لتقديم النصح. ومن السهل جدا الاتصال بهم والتواصل معهم والتحدث عن أي قطع ستعرض في أي مكان في العالم، وهم يقدمون معلومات حول القطع والأسعار. وينصح جحا دائما بالبحث عن النوعية الجيدة، فالقطع الجيدة تعتبر سندا وتنفع في الأوقات الصعبة.

وبالنسبة للمهتمين في منطقة الشرق الأوسط، بين جحا أنهم يتنوعون ويختلفون بين عائلات تجارية وأصحاب بنوك. وهناك أشخاص تتعامل معهم الدار بشكل مستمر، وهناك ثقة متبادلة وعمل متواصل معهم. وعن مستقبل وآفاق دار «كريستيز» في المنطقة، بين جحا أن هناك تعاملا متواصلا مع السعودية من خلال أعوان دائمين للدار يتواصلون مع الزبائن باستمرار. كما نظمت الدار معارض في قطر، وقد يتوسع وجودهم في المنطقة بإنشاء مكاتب جديدة.