الملحقية الثقافية السعودية تنظم معرضا للتوظيف يضم 50 شركة وجامعة خاصة

وزير التعليم العالي السعودي يشارك في حفل تخريج 1400 طالب من الجامعات الأميركية

نجاح العشري بجامعة الملك عبد الله، تشرح المبادرات السعودية للوزير
TT

افتتح وزير التعليم العالي خالد بن محمد العنقري يوم المهنة السعودي ومعرض التوظيف للشركات السعودية، وقام بتكريم الطلبة السعوديين في الاحتفال الذي أقامته الملحقية الثقافية بالولايات المتحدة لتخريج الدفعة الرابعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وسط تصفيق وتحيات أهالي الطلبة الحاضرين للاحتفال. وهنأ الوزير الطلبة السعوديين بما حققوه من إنجازات وتقدم علمي، وحثهم على بذل كل الجهود لتحصيل العلم والثقافة بما يخدم حاضر ومستقبل المملكة.

واصطحب السفير عادل الجيبير، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة، وزير التعليم في جولة لتفقد أجنحة معرض التوظيف. واستمع وزير التعليم إلى ممثلي الشركات المشاركة في المعرض والخدمات التي يقدمونها وفرص التوظيف للطلبة الخريجين من الجامعات الأميركية.

وقدمت شركة «أرامكو» - السعودية، الراعي الماسي للحدث، عرضا للتطورات التي تقوم بها الشركة وفرض التشغيل بها. وقدمت شركات «سامبا» و«سابك» ومستشفى الملك فهد التخصصي، أحدث الإنجازات التي حققتها خلال العام الحالي. وقال فيصل النعيم، رئيس العلاقات العامة بمركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، إن معرض التوظيف كان فرصة رائعة للقاء مع الطلبة، مشيرا إلى قيام المركز بعقد أكثر من 30 مقابلة عمل خلال الأيام الثلاثة للمعرض مع الطلبة السعوديين لاختيار موظفين للمركز.

وهنا الدكتور محمد بن عبد الله العيسى، الملحق الثقافي السعودي بالولايات المتحدة، بتخريج الدفعة الرابعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، وقال «أهنئ أبنائي من الخريجين والخريجات باجتيازهم أولى خطوات الرقي والتقدم لبناء مستقبل بلادنا». وأشار العيسي إلى أن الحدث هذا العام يتخذ أهمية خاصة لمشاركة كافة مؤسسات وشركات القطاعين العام والخاص والمؤسسات العلمية والأكاديمية المختلفة بالمملكة لأول مرة، بعد ما كان يقتصر فقط على المؤسسات العلمية والجامعية الناشئة بالمملكة. ودعا العيسى الطلبة إلى التقدم للوظائف المتاحة التي تتناسب مع تخصصاتهم ومؤهلاتهم ورغباتهم، بما يحقق الاستفادة الكبرى من تلبية تلك التخصصات لحاجة سوق العمل السعودية. ووجه الملحق الثقافي شكره لوزارة التعليم العالي وشركة «أرامكو»، ومجموعة «سامبا» المالية وغيرهم من الشركات التي ساهمت في هذا المنتدى الكبير للتوظيف وتوفير فرص العمل والتيسير على الطلبة وتشجيعهم لخوض هذه التجربة وفتح آفاق جديدة أمامهم.

وأوضحت الدكتورة موضي عبد الله الخلف، مديرة الشؤون الثقافية والاجتماعية، التي أشرفت على تنظيم الحدث، أن «يوم المهنة ومعرض التوظيف هو محاولة لمد جسور التواصل مع الخريجين، وقد حرصت الملحقية الثقافية على تنظيم وإقامة يوم المهنة، باعتباره أحد الحلول العملية لتوفير سبل العمل لأبنائنا وبناتنا الخريجين، وهذا العام ننظم يوم المهنة برؤية جديدة ومنهج جديد، تشارك فيه كافة الشركات والمؤسسات»، وقالت «إن عدد الخريجين السعوديين من الجامعات الأميركية بلغ هذا العام 3500 طالب وطالبة، وبعضهم عاد إلى المملكة فور إنهاء دراسته، ويشارك من هذا العدد الإجمالي 1400 طالب في حفل التخرج».

وأشاد طارق حسين الكاهلي، المؤسس لشركة «البئر السابع» بالحدث ومعرض التوظيف، واعتبرها مبادرة ريادية بدعوة شركات القطاع الخاص للمشاركة في الحدث، وفتح أبواب المعرض لكل مواطن سعودي، سواء كان مبتعثا أو غير مبتعث، وأشار إلى أن شركته توفر خدمة الاطلاع والتقديم على الوظائف إلكترونيا، كما تمكن الشركات في كل من المملكة والولايات المتحدة على الاطلاع على قاعدة بيانات السير الذاتية للخريجين والخريجات بسهولة سرعة. وقال الكاهلي «إن الإقبال الكبير على المعرض من قبل الشركات هو انعكاس لوضع السوق، علما بأن إجمالي خريجي برنامج المبتعثين لا يتجاوز عددهم نصفا في المائة من حجم الوظائف في سوق العمل السعودية البالغ حجمها 8 ملايين وظيفة».

وأبدى الطلبة سعادتهم البالغة بالحفل والاهتمام الذي وجدوه من السفارة السعودية والملحقية الثقافية خلال دراستهم بالولايات المتحدة، وقال شطري سعيد القديحى لـ«الشرق الأوسط» إنه درس الطب البشري بجامعة الملك سعود بالمملكة وتخصص في مجال الباطنة في مستشفى سانت بيتر بجامعة دريكسيل بولابة نيوجيرسي، وأبدى اهتمامه بمعرض التوظيف، مشيرا إلى أن الفرص أمام الأطباء محدودة بالمعرض مع ارتفاع أعداد الأطباء السعوديين.

وأشار كل من بدر العتيبي وعلي الرمضان، إلى حصولهما على درجة الماجستير في إدارة الأعمال في جامعة فانربيلز التي تحتل المرتبة رقم 16 بين كل الجامعات على مستوى العالم، وقال العتيبي إنه قضى ثلاث سنوات في الدراسة، ويطمح إلى أن يحصل على وظيفة جيدة ومنصب كبير في إحدى الشركات الكبيرة المشاركة في المعرض، واستبعد فكرة استكمال دراسة الدكتوراه.

في حين أشاد علي الرمضان بالخمس سنوات التي قضاها في دراسة البكالوريوس والماجستير بنفس الجامعة، وقال إن أبرز ما تأثر به هو الحياة الاجتماعية بين الطلبة في الجامعات الأميركية وعلاقة المدرس بالطالب التي تعد علاقة بين أخوين وليست علاقة سلطوية، وطالب بنقل النظام التعليمي الأميركي إلى المملكة، وأن ينفتح المجتمع السعودي على العالم الخارجي مع احتفاظه بتقاليده الأصيلة.

ووصف كل من رفاعة الخميس ورويبع السلمي، حياتهم في جامعة طلورادو التي درسوا بها الهندسة الإلكترونية لمدة ست سنوات، بأنها أحلى أيام حياتهم وأن أكثر ما أثر فيهم هو البيئة وأسلوب تعامل الأميركيين البسيط، ونفوا وجود أي تمييز في تعامل الأميركيين معهم. وأكدوا أن ما تحتاجه الجامعات السعودية هو الانفتاح أكثر على الخارج، وتوفير الأساتذة المؤهلين، وتوفير قدر أكبر من حرية التعبير.

ومن بين الطالبات، قالت رؤى الشريف إنها درست برنامجا للعلوم الصحية بجامعة كاليفورنيا لمدة ثلاث سنوات، وأشارت إلى أن أولادها الأربعة تأثروا بالحياة الأميركية، وستكمل دراستها لمدة عامين آخرين قبل العودة إلى المملكة.

وقالت مفيدة الهاشم، الحاصلة على درجة البكالوريوس في الإدارة المالية بجامعة باربايز بولاية أنديانا، بعد دراسة استمرت خمس سنوات ونصف، «إن الأمور كانت صعبة في البداية مع حاجز اللغة والإحساس كأننا نتعلم من جديد»، وقالت «لقد تغلبت على كل العوائق وأحببت الدراسة».

وأكدت أماني أحمد القلاته، التي حصلت على ماجستير إدارة أعمال من جامعة ولاميت في الشمال الغربي، أن «أصعب شيء كان فراق الأهل»، وأنها أمضت ثلاث سنوات ونصفا في صحبة أخيها في الولايات المتحدة، وستعود بعدها للعمل في المملكة، وقالت «إن الوطن استثمر فينا، وعلينا أن نعمل لنرد الجميل للمملكة ولكل الذين ساندونا».