في أستراليا.. استثمار في آلات موسيقية بدلا من تهرب ضريبي

تتغير الأذواق لكن الأدوات الموسيقية القديمة تبدو أنها هي الرهان الآمن

الأدوات الموسيقية القديمة الجيدة تعمل كعامل جذب لكبار الموسيقيين
TT

آخر شيء تراه ساتو فانسكا في المساء هو آلة الكمان، كما أن أول شيء أيضا تفتح عليه عينيها في الصباح هو نفس الكمان. إنه كمان من صنع «ستراديفاري» صانع آلات الكمان والتشيلو الأسطوري وتبلغ قيمته مليوني دولار أسترالي (2.1 مليون دولار أميركي) وتعود ملكيته لصندوق الآلات الموسيقية المبتكرة التابع لأوركسترا الغرفة الأسترالية.

وقالت فانسكا، مساعدة قائد الأوركسترا: «لذا فإنك لن تتركها تغيب عن عينيك».

وكان صانع الآلات الوترية الإيطالي أنطونيو ستراديفاري (1644 - 1737) هو الأفضل في هذا المجال ولا يوجد سوى نحو 650 آلة كمان من صنعه موجودة إلى اليوم.

وقالت فانسكا، في تصريحات للوكالة الفرنسية: «عندما تعزف على آلة كمان عادية فإنك تشعر بأنك تعزف على آلة كمان فحسب ولكن عندما يكون لديك شيء مختلف مثل آلة كمان ستراديفاري الجميلة فإنك تشعر حقا أن آلة الكمان تخبرك بالمزيد عن كيفية العزف عليها». وهناك آلة كمان واحدة فقط من نوع «ستراديفاري» موجودة في أستراليا وأول ما تم شراؤه من جانب الصندوق الاستثماري الجديد.

وبدأ الصندوق عمله بعد أن اشترى المتبرع والمحب للأعمال الخيرية بيتر وايس آلة تشيلو بمبلغ مليون دولار وأقرضها للأوركسترا. وجاءت الفكرة أن آخرين ربما يرغبون في المساهمة إذا كان المقترح استثمارا وليس هدية. يذكر أن الصندوق غير مدرج في سوق الأسهم ولا يوزع أرباحا سنوية للأسهم ولا يمنح أي إعفاء ضريبي للمستثمرين.

ويعد الحد الأدنى للاستثمار هو 50 ألف دولار أسترالي، ويجب على المستثمرين التعهد بإبقاء أموالهم لمدة 3 سنوات على الأقل ويعيد الصندوق تقييم أصوله كل 3 سنوات ويعطي الفرصة للمستثمرين لاسترداد حصصهم. ويستهدف الصندوق توفير وعاء مالي بقيمة 10 ملايين دولار أسترالي.

ويعتمد رئيس الصندوق برندان هوبكنز على أنه بإمكان المستثمرين توقع تحقيق عائد بنسبة تتراوح ما بين 7 إلى 10% على أساس سنوي على الأقل لعدة أسباب من بينها ارتفاع قيمة الدولار الأسترالي مقابل العملات أخرى.

ويمتلك قائد الأوركسترا ريتشارد توجنيتي آلة كمان من صنع «جوارنري ديل جيسو» يعود تاريخ صنعها لعام 1743 اشتراها له أحد المتبرعين المجهولين في عام 2007. وتقدر قيمتها الآن بأكثر من 40% من مبلغ 6.6 مليون دولار الذي دفع فيها. وتتغير أنماط الأذواق في عالم الفنون، لكن الأدوات الموسيقية القديمة الجيدة تبدو أنها هي الرهان الآمن. كما أنها تعمل كعامل جذب لكبار الموسيقيين.

ومن دون وجود صندوق الآلات الموسيقية المبتكرة، لم تكن فانسكا ستتمكن على الأرجح من العزف على كمان من نوعية «ستراديفاري» ولم تكن لتستيقظ على رؤية مثل هذه الآلة كل صباح.