المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين في تونس موضوعاته «من وحي الثورة»

الأعمال المعروضة توزعت بين الرسم والخزف والنسيج والتصوير

TT

استلهم المعرض السنوي لاتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين في دورته الجديدة موضوع لوحاته من وحي الثورة التونسية، وتمكن من جمع 252 عملا فنيا في متحف مدينة تونس بقصر خير الدين بالمدينة العتيقة. الأعمال الفنية المعروضة توزعت بين الرسم والخزف والنسيج والتصوير الفوتوغرافي، وكذلك النصب التذكارية، وتمكن من جلب أعداد مهمة من الفنانين التشكيليين من مختلف الأعمار والتجارب، وجمع في لحظة فارقة بين الهواة والمحترفين. وواكبت معظم الأعمال المعروضة مضامين الثورة التونسية، وشملت قائمة المشاركين ثلة من الفنانين التشكيليين البارزين، من أمثال عبد المجيد البكري والصادق قمش وعلي الزنايدي وعلي رضا (من العراق) ومحمد الزواري وعبد المجيد بن مسعود وفتحي الزبيدي. وتبرز ضمن قائمة المشاركين أسماء معروفة وأخرى ناشئة، نذكر من بينها أبو بكر الزياتي وأروى بن إسماعيل الشرفي وإيمان السخيري وبشير الصفاقسي.

وتعرض مجمل الأعمال على مجموعتين؛ الأولى في متحف مدينة تونس. أما في صفاقس (350 كلم جنوب العاصمة التونسية)، فتعرض الأعمال نفسها على مجموعتين في تاريخي 10 و25 يونيو (حزيران) الحالي، وذلك بالرواق البلدي بالمدينة، ورواق القصبة بالمكان.

ولئن اشتمل المعرض على لوحات بعضها استطاع أن يستجيب لشعار الدورة شكلا ومضمونا، وأن يرتقي إلى مرتبة جمالية مقبولة، كما عبر عن ذلك مجموعة من النقاد الفنيين، إلا أن أغلبية الأعمال كانت، بشهادة جل النقاد الحاضرين، بمثابة لم شتات لرسامين يبحثون عن فرصة للتعريف بأنفسهم، وربما ركوب تيار الثورة دون مخاض أو معاناة حقيقية. وذكر بعض المتابعين للدورات السابقة للمعرض أن التلقائية والسذاجة والسطحية قد طغت على كثير من الأعمال، ولم تتوفر على العمق المنشود والخيال المجنح. ولا غرابة في ذلك، فكثير من الأسماء في هذا المعرض غير معروفة، وربما ما زالت في خطواتها الأولى، إذا استثنينا بعض الأسماء المعروفة على الساحة الفنية. ودعا الفنان التشكيلي إبراهيم العزابي إلى تصنيف الأعمال الفنية بين محترفة وهاوية، وقدم عمل عبد العزيز الزاير المعتمد على الأسلاك الشائكة كعمل مختلف عن بقية الأعمال الفنية، على الرغم من أخطائه على مستوى النحت والتصوير، وهو يصور شخصا يمسك بيده بندقية ويصوبها نحو مواطن أعزل جاثم على ركبتيه. ولا يخلو المعرض، على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها، من لمحات فنية ذات مغزى عميق، من بينها لوحة الفنان التشكيلي التونسي المنصف الصوابني، التي تؤرخ لمشهد من الثورة التونسية يوم 14 يناير (كانون الثاني) سنة 2011، يوم اعتصم التونسيون أمام مبنى وزارة الداخلية وأمام الأسلاك الشائكة الغليظة، التي مثلت طوال فترة زمنية طويلة رمز اعتقال الحريات وسجن الأفكار والأجساد. وقد قدم محمد نزار المؤدب عملا فنيا تحت اسم «ثورة»، استعمل من خلاله الطيور والحشرات والطائرات والسلاسل والوجوه والسيارات، إلى جانب راية تونس التي تتصدر العمل الفني، وهو عمل يكشف عن كثافة الثورة وقدرتها على استيعاب كل مفردات الفضاء التونسي.