تبدو علامات التوتر على وجه ويندي روس وهي تضع قدميها في وعاء كبير مليء بالماء الدافئ وتقول مبتسمة: «لا أشعر بألم، ولكن شفاه الأسماك قاسيه كمنقار عصفور».
ويندي إحدى البريطانيات اللواتي استبدلن المبرد، ومقص الجلد الميت ووسائل «البديكير» التقليدية الأخرى بأسماك «جاروفا» لتنظيف أقدامهن. تقليد استخدام الأسماك لإزالة الجلد الميت من منطقه القدمين وحول الأظافر أصبح يلقى رواجا كبيرا في كثير من المحلات المتخصصة وعيادات التجميل المنتشرة في لندن (يطلق عليه بديكير «دكتور فش») لدرجه أنه أصبح خدمة متنقلة في المهرجانات وفي المجمعات التجارية تلقى رواجا من الأطفال والكبار على حد سواء.
يعتمد هذا النوع من العلاجات على وضع القدمين في حوض دافئ تسبح فيه عشرات أسماك الجاروفا الجائعة والتي لا تمتلك أسنانا ولكنها تتغذى على الجلد الميت البشري من خلال «العض».
ورغم رواج فكرة «بديكير الأسماك» فإن بعض الأطباء اليوم يرونه مسؤولا عن نقل الأمراض الجلدية والخطيرة كنقص المناعة المكتسبة (الإيدز والكبد الوبائي).
وقد بدأ علماء من وكالة حماية الصحة البريطانية التحقيق في المخاطر المحتملة لهذا العلاج من خلال إجراء دراسة مكثفة حول مدى خلوها من الأضرار الصحية. ونقلت إحدى الصحف عن المتحدث باسم الوكالة الشهر الماضي أنه ليس المتوقع أن تفرض المملكة المتحدة الحظر عن هذا العلاج لأن «خطر الإصابة بعدوى من سمكة القدم في منتجع صحي ضئيل جدا».
ولكن دولا مثل الولايات المتحدة منعت استخدام الأسماك في عمليه البديكير في أربع عشرة ولاية، منها تكساس وفلوريدا لأسباب صحية أولا، كون لوائح التجميل تلزم مراكز التجميل بتطهير الأدوات بعد كل استخدام بأن يوضع لمدة عشرين دقيقة في درجة تحت ثلاثمائة وخمسين درجه مئوية وهو الأمر الذي يصعب التأكد منه في بديكير الأسماك، . كما يحظر قانون هذه الولايات استخدام الحيوانات في التجميل بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.
وتدعم منظمات حقوق الحيوان منع الخدمة؛ إذ تحتج على الظروف التي يتم فيها حفظ الأسماك خصوصا أنه وبموجب قانون رعاية الحيوان يحتاج السمك لبيئة مستقرة مع نوعيه مياه جيدة ودرجة حرارة مناسبة وهي أمور غير متوفرة في هذا النوع من العلاج. كما أن المواد المطهرة التي يتطلب وضعها قبل إدخال الأقدام في الحوض هي مواد كيميائية ضارة بالأسماك. وتعلق مارتا آدمز المسؤولة عن خدمه «دكتور فش» في مركز أو تو لـ«الشرق الأوسط»، حول صحة ما إذا كانت الفيروسات تنتقل من خلال الماء والأسماك عبر الجروح عند قيام شخص بممارسه نفس الأسلوب بعد الآخر: «مخاوف الأطباء مبالغ فيها».
«العلاج يزدهر، والناس يحبون تجربته كثيرا. ولم تتسبب أي حاله أشرفت عليها بتهيج الجلد أو الالتهاب». مضيفه أن استخدام الأسماك لإزالة الجلد الميت أسلوب مستخدم منذ مئات السنوات ولا يشكل أي خطورة. وتشير إلى أن المخاوف ربما سببها عدم ضمان التزام المراكز باتباع بالوسائل الصحية. وعن سبب رواج هذه الخدمة في بريطانيا تقول: «الأسعار في متناول اليد نسبيا، فخمس عشرة دقيقة من العلاج للأقدام أو الأيدي يكلف 10 جنيهات فقط» مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بكونه أمرا جديدا، فهناك عدد كبير من الرجال والسيدات يأتون إلينا مرتين في الشهر لأنهم يفضلون نتائجه».
مضيفه أن سببا آخر يكمن في أن عمليه التنظيف لا تحتاج لأكثر من عشر دقائق فيما الوسائل التقليدية تتطلب من 20 إلى 40 دقيقة في بعض الحالات. إلى جانب أن دغدغة الأسماك تقوم مقام التدليك الذي يولد الشعور بالاسترخاء. وتفرز أسماك الجاروفا مادة ديترانول أو الأنثرالين، وهي مادة تستخدم في علاج الأكزيما والصدفية.