مشروع دولي يبحث عن أفكار لتحسين حياة المعوزين والفقراء

يمنح جائزة مالية مغرية.. والشباب العربي أقل المشاركين فيه

TT

يتحدث شاب من دولة نيبال يدعى «فين» عن مشروعه في مقطع فيديو مدته أقل من 5 دقائق، ويعرض فيه تجربة يمكن تطبيقها لمدرسة ريفية يعلم فيها مدرسون متطوعون فتيات فقيرات على أعمال الحياكة الميكانيكية واليدوية. وآخر موعد لتقديم مثل هذه الأفكار نهاية هذا الشهر. ويأمل هذا الشاب في فوز فكرته بجائزة مالية يتراوح قدرها بين 10 آلاف و25 ألف دولار عند الإعلان عن الفائز في حفل يعقد في سنغافورة نهاية شهر أغسطس (آب) القادم، ويبدو حتى الآن أن عدد المشاركين العرب أقل بكثير عن أقرانهم من الدول النامية الأخرى.

ويمنح المشروع المعروف باسم «ألهم (من الإلهام)» القادرين على التفكير في مساعدة الآخرين المبالغ المالية لتوفير عالم أفضل للنساء والأطفال المحرومين في الدول النامية. ويشترط أن يتراوح عمر المشارك بين 18 إلى 35 سنة. وزاد عدد المشاركين من الكثير من الدول النامية بأفريقيا وآسيا.

ويقول: «فين» إن إقامة مدارس بسيطة لتعليم الفتيات الفقيرات يعد من أهم المشروعات الناجحة والمهمة بالنسبة للمعوزات في المدن والريف في أي مكان في العالم.

وتوفر المدرسة التي قدم فكرتها على موقع مشروع «ألهم» www.5 minutestochangetheworld.org المبادئ الأساسية والبسيطة لفن الحياكة والأفكار المبتكرة التي يمكن أن تؤدي لمنتجات جديدة ذات جاذبية. ويستهدف المشروع من سماهم «أولئك الصغار» الذين يخبئون أنفسهم بعيدا عن المجتمع هربا من مواجهة مشكلاتهم التي تتلخص في العوز والفقر. ويضيف «فين» أن حياة هؤلاء بدأت تتغير بسبب التفكير في صناعة شيء جديد يعود عليهم بالنفع المادي بإمكانات بسيطة.

وفي مقطع فيديو آخر تروي امرأة من كازاخستان الطريقة التي غيرت بها حياتها البائسة. وتقول إنها بعد 3 أيام من الزواج بدأ زوجها في تعذيبها وكان يضربها بشكل دائم.. وبعد سنة أنجبت أول بناتها. لدرجة أن والد زوجها قال له: إذا كنت ستظل ابني فينبغي عليك أن تتوقف عن ضربها.

وتضيف المرأة أنه في عام 2007 رزقوا بطفل، لكن الضرب لم يتوقف، إلى نجحت أخيرا في الطلاق. ويقول رجل قدم فكرته لمساعدة مثل هذا النوع من النساء: «إن هذه السيدة التي وجدت نفسها في زواج غير سعيد، لم تتلق التعلم وبالتالي لم تجد العمل في مجتمع يمنع النساء من الخروج من البيت إذا لم يكن لهن رجل. وفي كثير من المجتمعات تعاني المرأة والفتيات من عسف بعض التقاليد الاجتماعية».

وتقدم شاب أفريقي بفكرة في مقطع تم إرساله إلى موقع المشروع ومتاح على الإنترنت تحت اسم «جينيبا بروجكت» عن تعليم الفتيات في أفريقيا، مشفوعا بمشاهد عن سوء حالة التعليم، والطرق البديلة لإكساب الدارسات مهارات تمكنهن من الاعتماد على أنفسهن. ويقول: بهذا يمكن للنساء كسب المال وإرسال أطفالهن إلى المدارس من أجل مستقبل أفضل.

ويقول القائمون على المشروع إن الحكمة من استهدافه للمرأة هو أن نحو 70 في المائة من فقراء العالم من النساء، حسب الإحصاءات التي تقول أيضا إنها لا تملك إلا ما نسبته 1% من الممتلكات في العالم، مقارنة بالرجال. أو كما يشير تقرير الثغرات بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي: لا يوجد بلد يتساوى فيه الرجال والنساء، رغم أن التفاوت بينهما يقل في البلدان الأكثر ازدهارا في الجانب الاقتصادي.

ويمكن لكل متقدم من الشباب أن يحصل على فرصة لعرض فكرته على الملأ، وإذا فازت الفكرة وثبت للقيمين على المشروع جديتها، يتم منح صاحبها 25 ألف دولار، بالإضافة إلى منحة قدرها 10 آلاف دولار لأفضل مشروع لـ«التثقيف المالي». ويتعاون في إنجاز المشروع المفتوح أمام الشبان في دول المناطق الفقيرة لجنة للأمم المتحدة معنية بالمرأة في سنغافورة، مع جهات دولية أخرى منها «ماستر كارد» و«إنسياد» و«باين آند كومباني» وقناة «آسيا الجديدة».

وتبقى أسبوع واحد على غلق الباب أمام تسلم أي مقاطع فيديو لعرضها على موقع مشروع «ألهم» أو المشاركة في المسابقة. ولوحظ قلة عدد المشاركين من الشباب العرب في المشروع، مقارنة بالمشاركات الكثيرة التي وصلت للمشروع من شبان من نيبال والهند وكازاخستان وزامبيا وتنزانيا، وغيرها، لكن شبانا في مصر ممن عرفوا بالمشروع، قالوا إن أغلبهم لم يتمكن من تحديد فكرة من هذا النوع في 5 دقائق.

وأشار مجدي حسن، المدير الإقليمي لـ«ماستر كارد» بمصر إلى أن مشاركة مصريين في المشروع يعبر عن تطلعهم لتغيير اجتماعي مع الشباب المتفاعل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.

وأوضح الشاب المصري محمد عابدين، من مدينة الإسكندرية، أنه أمضى أكثر من أسبوعين لتدبيج مقطع فيديو تظهر فيه سيدة ريفية وقد تغيرت حياتها للأفضل لمجرد أنها حصلت على قرض مالي لا تزيد قيمته عن ألفي دولار، قائلا إن «فكرة منح امرأة فقيرة فرصة لتربية الحيوانات وتصنيع ما تنتجه فكرة عامة، لكن تحويل الفكرة لمشروع ناجح ومربح، هذا أمر مختلف».