تحولت المباراة النهائية لكأس ستانلي لرياضة الهوكي في كندا، من مجرد مباراة رياضية إلى حرب حقيقية سقط ضحيتها قتلى وجرحى، مما دعا أفراد الشرطة للتدخل السريع لوقف أعمال الشغب والعنف والتخريب والضرب والسرقة، إلا أن القصة الحقيقية هنا تكمن في أنه في خضم المعركة البشرية، تم نشر صورة التقطها أحد مصوري وكالة «غيتي» العالمية للصور، وأدت تلك الصورة الغريبة والمثيرة إلى سحب العناوين من الشغب الذي تلا مباراة الهوكي، إلى تجنيد الصحف ووسائل الإعلام سلطتها ومعرفتها للكشف عن هوية الشخصين، اللذين شوهدا في الصورة التي لم نستطع نشرها، لأنها قد تخدش مشاعر البعض، ولكن سنحاول شرحها في بعض الكلمات، ولو أن الصورة تساوي ألف كلمة، وباختصار، بدا في الصورة رجل وامرأة ممددين على الأرض، في وضع حميمي جدا وبدا الشاب (في العشرينات من العمر) وهو يقبل الفتاة الشابة وهي مسطحة على الأرض، أرض المعركة الحامية، وبدا خلفهما أفراد الشرطة المسلحون بالعصي والقنابل المسيلة للدموع، وبعد نشر تلك الصورة الجميلة، من الناحية الفنية، والمثيرة للجدل، من حيث الزمان والمكان، بدأت رحلة البحث عن هذين الشخصين اللذين كانا غير آبهين بما يجري من حولهما، من أعمال عنف ودمار، وعرفت هذه الصورة باسم صورة «تقبيل الزوجين» أو «ذا كيسينغ كابل». وقامت آلاف وسائل الإعلام حول العالم، في صباح نشر الصورة يوم الخميس في الـ16 من الشهر الحالي، بأعمال التحري من خلال طرح الكثير من الأسئلة: هوية الشخصين، صحة الصورة، أي أنها حقيقية وغير مركبة، لم يستعمل فيها أي نوع من الخدع الفوتوغرافية، إذا كانت الصورة حقيقية فما هو الدافع؟ وقامت شبكة «سي بي سي» الأميركية صباح يوم الخميس باستعمال موقع «تويتر» للاستعانة بالأعضاء المتابعين للقناة من خلال طرح سؤال: هل تعرفونهما؟
وتقدم الشاب سكوت جونز والشابة أليكس توماس إلى إحدى وسائل الإعلام، للاعتراف بأنهما الشخصان المسؤولان عن القبلة الساخنة في الظروف الأكثر سخونة، وتحول ذلك الشاب، الأسترالي الأصل، وصديقته الكندية في ليلة وضحاها إلى نجمين من الطراز الأول، إذ سجلت صورتهما أعلى نسبة مشاهدة على مواقع الإنترنت وعلى «يوتيوب»، ولكن المقابلات التلفزيونية التي أجريت معها طرحت سؤالين مهمين، وهما:
1 - ما الذي دفع بكما إلى تقبيل بعضكما بعضا في ظروف خطرة مثل هذه؟
2 - وهل الصورة مفبركة؟
وكان الجواب أنهما خرجا من المباراة ليجدا نفسيهما في وسط معركة حقيقية، بين المشجعين وأفراد الشرطة، وقام أحد أعضاء الشرطة بضربهما، مما أدى إلى سقوطهما أرضا، وتعرضت أليكس إلى إصابة، فأراد سكوت تهدئتها، فقام بتقبيلها لأنه وجد أنها الطريقة الأفضل للتخفيف عن وجعها، أما بالنسبة لصحة الصورة، فقد ألح سكوت وأليكس بأن الصورة حقيقية، وأنهما لا يعرفان المصور، وأنه لم يكن على مرأى منهما.
وبقيت الصورة التي يطلق عليها اسم: The Kissing Couple محل شك وأسئلة كثيرة، إلى أن رشح شريط فيديو نشر على الإنترنت، أول من أمس، سجلت فيه حيثيات الحادثة التي أدت إلى القبلة وإلى الصورة، وتبين من خلال الشريط أن القصة التي رواها سكوت وأليكس حقيقية، وبينت المشاهد لحظة ضرب الشرطة لهما ووقوعهما أرضا، وتعرض أليكس للإصابة، وهذا ما يثبت الآن أن الصورة أخذت عن طريق الصدفة لا أكثر ولا أقل، وقد تكون ردة فعل سكوت وأليكس غريبة، ولكنها غير مدروسة وتلقائية.