أسبوع «بيتي بيمبو».. يحول فلورنسا من عاصمة الفن إلى عاصمة أزياء الأطفال

أناقة وترف للصغار لخريف وشتاء 2011 – 2012

TT

لمسة جديدة من الأناقة أضيفت هذا الأسبوع لمدينة عصر النهضة فلورنسا. لكنها لمسة بريئة تجمع بين طياتها البساطة والمعاصرة، عكستها فعاليات أزياء «بيتي اماجين بيمبو» السنوي في دورته الثانية والسبعين.

وفي عروض أمس قدمت دور أزياء شهيرة بماركات للأطفال تشكيلاتها لخريف وشتاء 2011 – 2012، منها «بلومارين» و«فرانكومينا ميني» و«سيمونيتا». والتشكيلات المقدمة خصصت للفئة العمرية بين 3 و14 عاما. قد يكون لميلانو أسبوعها العالمي للملابس الجاهزة للنساء والرجال، ولروما أسبوعها للأزياء الراقية «ألتا مودا» للمرأة المقتدرة، لكن لفلورنسا، عاصمة الفن، أيضا أسبوعها للموضة، وهو أسبوع يتميز بنكهة خاصة جدا فيها شقاوة وحلاوة وعذوبة تلمس قلوب المرأة والرجل على حد سواء، لأنه خاص بفلذات أكبادهما.

وتحرص «بيتي اماجين»، التي تضيف على اسمها «بيمبو» عندما تنظم عروض أزياء خاصة بالصغار، على التعامل مع أكبر دور أزياء الصغار التي تراعي النوعية والتصميم لتتماشى مع موضة الموسم الموجودة على الساحة الحالية. وفي مناسبات سابقة قال رافاييلو نابليوني، الرئيس التنفيذي لـ«بيتي اماجين»، إنه «على المختصين في مجال الموضة مراعاة عنصر السرعة والموضة الآيلة إلى التحول والتغير بسرعة، وبمعنى آخر تجب مراعاة الأذواق وتقديم تشكيلات مختلفة تناسب الجميع». وأضاف أن الأسواق تتغير بسرعة ومن المهم جدا مواكبة تلك السرعة القياسية.

وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية التي بسطت ظلها على الأسواق العالمية لأكثر من عام فإن مضمار موضة الصغار لم يتأثر على عكس بعض الأسواق الأخرى، بل إن سوق بيع ألبسة الصغار آخذة في التوسع وتضخ أموالا طائلة لدور الأزياء المعنية التي يعول بعض منها على ملابس الصغار دون سواها، فخلال عروض «بيتي اماجين بيمبو» الحالية شاركت ماركة «بلومارين» الشهيرة تحت اسم «ميس بلومارين» الخاصة بالصغار.

والقاسم المشترك في عرض الأزياء الأول الذي شهدته فلورنسا أمس هو الأناقة والترف في موضة الصغار لشتاء 2011 - 2012، فالخامات والإكسسوارات والتصميمات لم تأت مغايرة لتلك التي شاهدناها على منصات عرض أزياء الكبار خلال أسبوع باريس للموضة أو أسبوع ميلانو أو لندن للموضة، فتمت مراعاة الموضة السائدة، وتم التركيز على الألوان والأقمشة والإكسسوارات مثل الكريستال واللؤلؤ، وفي الوقت نفسه تم التنبه إلى مسألة العمر، فمن غير المحبذ أن تكون موضة الأطفال خالية من البراءة.

عروض «ميس بلومارين» تميزت بالأناقة المفرطة، وركزت على التنانير بكشاكش، وقدم بعضها ضمن أجواء فانتازيا أفلام الأبعاد الثلاثة، مثل فيلم «أفاتار»، وكانت شبيهة إلى حد ما بعروض العام الماضي. وتم التركيز على الإكسسوارات مثل قبعات أو ربطات الرأس. وبما أن موضة العصر الحالية ترتكز على الطبقات، فقد طبقت نفس خطوط الموضة في عروض الصغار، وجاءت النتيجة على الشكل التالي: تنورة قصيرة للصغيرات مع قمصان قطنية بأكمام طويلة وفوقها كنزات من صوف بأكمام قصيرة لتعطي نمطا عصريا للهندام والمظهر مع حذاء وجوارب طويلة مزينة هي الأخرى بحبات من الكريستال.

في هذا الوقت من كل عام، وبمجرد أن ينتهي أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو، تشد الموضة الرحال إلى فلورنسا، وبالذات إلى معرض «بيتي بيمبو»، الذي على ما يبدو يتنقل من نجاح إلى آخر.

فالحقيقة التي تؤكدها الأرقام أن مبيعات ملابس وإكسسوارات شريحة الصغار ارتفعت خلال الأعوام الماضية رغم الأزمة المالية التي أثرت على باقي القطاعات. ولعل اللافت في هذا الموسم أنه ليس كل التصميمات كانت رومانسية، لأن معظمها تميز بالهندسة المدروسة من حيث الأكتاف على الأقل، بينما تنوعت الألوان والنقوشات. دارا «ميس بلومارين» إلى حد ما و«ميسوني» قدمتا أزهارا وورودا متفتحة بألوان الربيع والصيف. فهما لم تنسيا تماما أنهما تخاطبان شريحة الصغار، وبالتالي يجب أن تمرحا وتلعبا في ملعب الطفولة. وقد يعود هذا الاهتمام إلى الجانبين النفسي والتجاري، مع العلم بأنهما متشابكان بشكل أو بآخر. فالمرأة هي التي تشتري أغراض أطفالها، كما نعرف أن البنات أكثر ليونة ومرونة من الذكور من حيث التعامل، على الأقل في ما يخص المظهر، وبالتالي فإن الأم تجد متعة أو بالأحرى مساحة أكبر للعب بالموضة مع ابنتها على العكس من الولد الذي ليست له خيارات كبيرة، باستثناء البنطلون والكنزات أو السترات. وهذا ما يشجع المصممين على أن يولوا اهتماما أكبر للجنس الناعم منذ الصغر، ويفسر ذلك أن أغلبية ما هو مطروح لهن متنوع وغني بالابتكار والخيال. وإلى أن يكبر الصغار وتصبح لهم شخصيتهم الخاصة، المتمردة في غالب الأحيان على ذوق الأمهات والآباء، فإن معرض «بيتي بيمبو» الفلورنسي سيظل يقدم تنوعا يعكس زيادة أهمية هذا القطاع.