أكثر من 100 فرقة في مهرجان موسيقى البوب في كولون

يقام على مسرح رئيسي في حديقة المدينة

TT

من جديد، تصبح كولون محط أنظار أوروبا بفعل سمعتها في تنظيم مهرجانات الـ«بوب ميوزك» التي تجتذب مئات الآلاف من الشباب الراقصين. وبدءا من أمس الأربعاء بدأ في المدينة الواقعة على الراين مهرجان «c/o-pop» الذي يعتبر الأكبر من نوعه في أوروبا.

يقام مهرجان موسيقى البوب الإلكترونية على مسرح رئيسي في حديقة المدينة، التي تعتبر واحدة من أجمل 4 حدائق في أوروبا. كما ستنصب مسارح كبيرة أخرى في «تانس برونين» (نافورات الرقص) و«ميديا بارك» وغيرها، إضافة إلى عشرات المسارح الأصغر التي ستنتشر في ميادين وشوارع المدينة الكبيرة. إضافة إلى ذلك، تقيم المطاعم والمقاهي الكبيرة في المدينة حفلات مصغرة تكميلية أخرى ستحيل المدينة إلى «ديسكو» جميل طوال خمسة أيام.

خلال المهرجان (22 - 26 يونيو/ حزيران الحالي) الذي ينتهي يوم الأحد المقبل سيشاهد الجمهور نجوما لامعة في عالم الغناء الأميركي والأوروبي. فهناك أكثر من 120 فرقة ستشارك في العروض، بينها 47 فرقة موسيقية، من مختلف مشارب موسيقى البوب، من 25 دولة، ستعزف موسيقاها يوم الختام فقط (الأحد). وستنشغل عدة محطات تلفزيونية وإذاعية، خصوصا المهتم منها بالموسيقى، بنقل وقائع الاحتفال، بينها بالطبع «في دي ر»، أي محطة غرب ألمانيا، التي سيكون لها مسرحها الخاص في المدينة.

وخصص يوم الافتتاح في «س أو - بوب» لعروض النجمة الأميركية الصاعدة جانيل مونيه التي تعتبر من أبرز المغنيات الأميركيات الشابات حاليا. ونالت مونيه عدة جوائز عالمية في الفترة الأخيرة وهي تغني بزي الـ«سموكينغ» وتسريحتها الزنجية العالية وتتشاجر مع الميكرفون كما كان يفعل النجم الكبير جيمس براون. وينتظر أن تجتذب مونيه عشرات الآلاف من المشجعين والمعجبين رغم النشرة الجوية التي «تتوعد» بأمطار غزيرة على مسرح حديقة المدينة. وسبق لجانيل أن فازت بـ«غرامي» الموسيقى عن أسطوانتها الشهيرة «دي آرك آندرويد».

بين النجوم الآخرين الذين سيغنون في المدينة هدسون هاوك، جيمس بينتر، هو ميد هو، بول كالكبرينر، فيليب بويزل، فرقة «كرياتيفيتي أنمد بزنس كونفينشن»، آندرياس دورارون، أوين باليت، فرقة «كول13» وفريق «فير زند هيلدن».. إلخ.

ومن يقرأ الأسماء سيلاحظ التطور الذي اتخذه مهرجان «c/o-pop» منذ انطلاقته عام 2004. فالمهرجان بدأ في ذلك العام على هامش «المنبر الدولي لمنتجي الموسيقى» الذي بدأ أيضا عام 2004 وأصبح انعقاده تقليدا سنويا. إذ بدأ «c/o-pop» كمهرجان لموسيقى البوب الإلكترونية فقط، لكنه سرعان ما تحول بالتدريج، وبرغبة منظميه ورغبة الجمهور والفنانين، إلى مهرجان موسيقي منوع. وبعد أن حضر فعالياته عام 2004 نحو 30 ألف مشاهد فقط، شهدت حفلة الافتتاح عام 2010 فقط حضور 30 ألف مشاهد. الكندي أوين باليت يعتبر فنانا متمردا على البوب ويكتسب لهذا السبب شعبية واسعة بين محبي الموسيقى «الجديدة». فهو يمزج بين البوب والكلاسيك، وتتنوع أجهزته الموسيقية بين الغيتار الإسباني والبيانو والناي الشرقي. كذلك المغنية جانيل مونيه التي تعتبر من مغنيات الـ«سول» المهمات رغم أن البعض يحتسب بعض أغانيها على «الهب هوب». هذا يعني أن المهرجان صار يستوعب كل أنواع الموسيقى ويوفر المتعة لمختلف الأذواق ومختلف الأجيال. نوربرت أوبرهاوس، المشرف على الفعالية، قال إن المهرجان هذا العام تحول إلى كرنفال موسيقي يجمع بين البوب والكلاسيكي والفرق النحاسية وغيرها؛ إذ ستقام بالمناسبة العديد من الأمسيات الموسيقية الكلاسيكية في «كولون فيلهارموني» وفي «أوبرا المدينة». وما عاد مهرجان هذا العام يقتصر على مخاطبة أذواق الشابات والشبان من جيل اليوم، وهناك العديد من الكونسيرتات التي تعزف موسيقى الستينات والسبعينات والثمانينات في محاولة لاجتذاب الجمهور من أجيال أخرى. إضافة إلى ذلك، فقد تم تنظيم العديد من حفلات الديسكو التي ينظمها «دي جي» معروفون. وأكد أوبرهاوس أن مثل هذا التطور ما كان من الممكن تصوره، لكن أشكال الموسيقى الأخرى فرضت نفسها.

وطبيعي، ستتحول عاصمة كرنفال الراين يوم الأحد إلى كرنفال موسيقي كروي كبير حيث سيبدأ مساء اليوم نفسه مونديال كأس العالم لكرة القدم للسيدات. وتكفي فعاليات الكرة وحدها لاجتذاب مزيد من الآلاف إلى مدينة الكاتدرائية الشهيرة بالـ«دوم». فالوفود التي تلعب في المدن القريبة وهي ليفركوزن ومونشن غلادباخ وبوخوم وشالكه قد وصلت إلى ألمانيا منذ فترة، وأعلنت الوفود عن رغبة اللاعبات والإداريين حضور المهرجان الموسيقي في أوقات الفراغ. واقع الحال أن كولون ستكون مركز تنظيم المونديال، ومقر اتحاد كرة القدم الألماني للسيدات خلال هذه الفترة، ولن تقام أية مباراة على ملعبها، إلا أن إحدى المجموعات ستلعب في ليفركوزن التي تقع في ضواحي كولون، واتخذت معظم هذه الفرق من فنادق كولون مقرا لها.

يعتبر مهرجان «c/o-pop» بديلا لمهرجان «بوب كوم» الذي كان يقام عادة في أغسطس (آب) من كل عام في كولون ويجتذب سنويا نحو مليوني شاب من ألمانيا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ. وكان «بوب كوم» يقام على هامش المعرض الدولي للموسيقى «بوب كوم» الذي يقام سنويا في المدينة وتشارك فيه كل الشركات المتعلقة بالموسيقى، سواء صناعة الآلات الموسيقية، أو صناعة الأسطوانات أو تسويق الموسيقى.. إلخ.

كان لمهرجان «بوب كوم» سمعة كبيرة قبل أن يتعرض معرض كولون الدولي إلى ضغوطات من برلين من أجل نقل المعرض إلى العاصمة الألمانية. وتم نقل المعرض إلى معرض برلين الدولي منذ عام 2004، إلا أن مهرجان «بوب كوم»، الذي يقام على هامشه، فشل ببرلين، ويفكر مسؤولو «بوب كوم» حاليا في إعادته إلى مدينة الـ«دوم».