سعودي يتحول من الفن التشكيلي الى تصوير العروض الجوية

اعتبر أن حراك فن التصوير في المملكة تجاوز البداية

مشهد لبرج دبي
TT

جنون الطيران وشغفه القوي به أطاح بمغريات التصوير الفوتوغرافي، ودفع بميوله واهتماماته نحو الطيران بمختلف أنواعه، ومن أبرزها العروض الجوية، التي سطعت باسم المصور الفوتوغرافي السعودي أحمد حاضر في سماء العالمية، خاصة لكونه العربي الوحيد المهتم بهذا الجانب من العروض الجوية.

المصور السعودي أحمد حاضر تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن هوسه، فمن ارتفاع 38 ألف قدم التقط صورا وهو متجه نحو دولة الإمارات للمشاركة في بطولة العين للاستعراضات الجوية 2011، التي تضاف إلى مشاركاته الدولية الكثيرة، برفقة فريق الصقور السعودية - وهو فريق استعراض جوي تابع للقوات الجوية الملكية السعودية - يحرص على التعاون معهم كمصور هاو بعيدا عن أي مقابل مادي.

فالعلاقة الوثيقة بينه وبين أعضاء فريق الصقور السعودية، الذين يعتبرهم فخرا لكل سعودي وعربي، تلغي لديه فكرة الكسب المادي، وتعزز مفهوم التعاون للانتقال نحو الصفوف الأولى للإبداع والنجاح والتفرد في ما يقدمه.

ومن يتقن لغة التصوير الفوتوغرافي ويشاهد لقطات المصور أحمد حاضر، قبل أن تُكشف هوية ملتقطها، سيعلم حقا أن المصور استحضر جميع ما يختزل من قوة تركيز، ليوظف لهجته الخاصة ونظرته الفنية، في تجسيد صورة جميلة تلفت الانتباه، ليقتنع المشاهد بأنه يقف أمام إحدى صور المصور الفوتوغرافي أحمد حاضر، الذي بدأ كفنان تشكيلي، حتى وصل إلى قبة التصوير الفوتوغرافي، بعد عدة مراحل تطويرية.

أحمد حاضر قال لـ«الشرق الأوسط» إن «البدايات كانت تشكيلية، فقد حصلت من خلالها على الكثير من الجوائز، أهمها جائزة الأمير خالد الفيصل للتعليم الجامعي، وحصدتها 3 مرات متتالية، كأول شخص يفوز بها لثلاث مرات متتالية، فالعدد كان نقلة إبداعية تحسب لصالحي، ومن ثم توجهت للفوتوغرافية دعما للنشاط الفني، حيث أرى أن المجالين مرتبطين بعضهما ببعض. ومن هنا كان الانتقال إلى عالم فن التصوير الفوتوغرافي».

وبعد مشاركته في بعض المعارض الدولية والعروض الجوية الدولية، توجّب على أحمد حاضر الاهتمام أكثر بهوايته، لبلوغ هدفه. وهنا أخذ حاضر في سرد قصته وقال «الحمد لله كانت لي الكثير من النتائج الجميلة الفوتوغرافية في مواقع صور الطيران والمواقع الأخرى المهتمة بالتصوير بكل ضروبه. هذه النتائج غالية عليّ، لأن اللجان التي تختار الأعمال الفنية محايدة يهمها كثيرا أن تكون النتائج على قدر كبير من الجمالية الفنية، وتكون مطابقة للقوانين الفنية، وبأعداد كبيرة تتعدى 15 ألف صورة في الغالب في كل تقييم وفرز، وهنا أواجه تحديا آخر يتعلق بالتقييم».

وعلى الرغم من أن حراك فن التصوير الفوتوغرافي في السعودية لم يصل إلى المستوى المطلوب في الاهتمام، فإنه تخطى البدايات، وهذا ما كان يدور في خلد المصور الفوتوغرافي حاضر، حيث أكد على أنه «قد يكون الحراك الفني الفوتوغرافي في السعودية تجاوز مرحلة البداية، لكنه ما زال يحتاج للكثير من الجهود من قبل الجهات الرسمية والجماعات الفنية، والفنانين، فهناك تجارب رائعة وقويه جدا رفعت اسم البلاد عالميا. إلا أننا لم نزل نتمنى أن يكون لبقية الزملاء في السعودية التوجه الجميل نفسه، ليتم تعزيز قيم فن التصوير الفوتوغرافي، لتنطلق مساعي الاهتمام بها».

ينتمي أحمد حاضر إلى منطقة عسير، وهي منطقة جنوب السعودية زاخرة بالطبيعة، يعتبرها البعض قبلة المصورين الفوتوغرافيين في السعودية، لذا توقفنا قليلا عند تلك القبلة، لنستكشف موقع أحمد حاضر من تلك الجاذبية اللاإرادية لهؤلاء المصورين الفوتوغرافيين.

يرى الرجل أن «منطقه عسير حباها الله بجمال وطبيعة وتنوع رائع يجعلها محط الاهتمام الفوتوغرافي، سواء مني شخصيا أو من الفوتوغرافيين غيري في عسير والسعودية بشكل عام ومن دول العالم بشكل أوسع، قد نعود للموقع نفسه بعد زيارته والتقاط الصور له لأكثر من مرة، لنجد فيه جماليه كونية طبيعية غير سابقتها، تفرز لدى المصور رغبة في البقاء لتوثيق تلك الطبيعة المتجددة بأدق تفاصيلها».

وعن تساؤل بعض من يعشق ذلك الفن دون أن يعلم خفايا تلك اللقطات طرحنا سؤالا توارد إلينا، بمجرد النظر إلى بعض الصور الحركية والصامتة، لنبحث عن سر قد يصنفه البعض صدفة، وقد يجزم الآخر بأنها خطة تصويرية مسبقة، تحتاج إلى دقة عالية، فأجاب أحمد حاضر من دون تحيز نحو إحداها، وقال «بعض الصور كانت وليدة الصدفة، إلا أن الأغلب كان مخططا له مسبقا. أما ما يتعلق بتصوير العروض الجوية فنحن نقف أمام وضع مختلف، إذ إننا في وقتها نتعامل مع لقطات تمتاز بسرعة عالية، لذا لا بد أن يكون الاستعداد لها كبيرا، ولا بد أيضا أن يكون المصور ملما بالثقافة الجوية الفنية. وعلى الرغم من ارتفاع درجات التوتر ساعتها، فإن نتائجها تكون أكثر متعة بالنسبة لي ولأي مصور فوتوغرافي يهوى العروض الجوية. وما عزز ميولي نحو تصوير العروض الجوية، هو ممارستي نوعا ما لكل الرياضات الجوية، التي يرافقها التصوير الجوي. فأنا أمارس الطيران حبا فيه، وهذه الهواية الجميلة تنقلك لعالم كله سحر، هذا السحر جميل أن أوثقه بعدستي لينتقل إلى المتلقي برؤيتي الفنية».

وحول دور الشبكة العنكبوتية في تقليص المسافة بين المتلقي والمصور والتعريف به قال حاضر «أصبح الإنترنت الآن الوجهة الأولى لعرض الأعمال الفنية والتعريف بالفنان بشكل أكبر وأسرع، بل ونقله من المحلية للعالمية، وهذا ما خدمني كثيرا في مجالي، مجال التصوير الجوي والعروض الجوية، خاصة أن مواقع تصوير الطيران العالمية، تحظى باهتمام كبير ومشاهدة واسعة، فكان لي منها نصيب طيب من الألقاب والمراكز، هذا إلى جانب المشاركة في المواقع الفوتوغرافية المختلفة العامة في المجال التصوير الفوتوغرافي».

«الفوتوشوب» و«الفلاتر» أدوات يلتزم بها المصور الفوتوغرافي عند بعض زوايا التعديل، وحتى لا تفهم الاستخدامات لتلك التقنيات بشكل مغلوط قد يمحو إبداع الصورة، يرى حاضر أهمية تلك البرامج، فبدخول عالم التكنولوجيا الرقمية، قد تكون هناك حاجة لبعض استخدامات تلك البرامج، لتعديل بعض الأخطاء الرقمية، فالتقنية أصبحت سائدة في الوقت الحالي، لكن لها حدودها التي لا تسيء للعمل الفني وتحوله من صورة فوتوغرافية للتصميم.

وأبرز المصور الفوتوغرافي السعودي بعض مشاركاته التي تمثلت في الكثير من المعارض والمسابقات الدولية والمواقع العالمية المتخصصة في الأعمال الفوتوغرافية، وكان أهمها مواقع الطيران، فقد أشرف على «مهرجان صيفنا بمطارنا ألوان» الذي يقام سنويا في مطار أبها جنوب المملكة، وهو المهرجان الذي يعتبر نادرا عالميا، حيث تم تكريس المطار كوجهة فنية لعرض الأعمال الفنية الفوتوغرافية والتشكيلية والنحت والرسم الرقمي، ولقي نجاحا كبيرا في دوراته السابقة.