«المفردات العربية» على سواعد المشاهير والشباب في الغرب

أنجلينا جولي وريهانا وإبراهيموفيتش من هواة الوشم العربي

مهاجم المنتخب السويدي «زلاتا إبراهيموفتش» الذي آثر كتابة اسم عائلته باللغه العربية على ساعده الأيمن
TT

تعيش «مالينا ماغنيولي» ازدهارا مهنيا، فهذه الشابة الإيطالية التي درست الخط العربي لمده أربع سنوات أصبح يقصدها عدد كبير من الأشخاص للحصول على تصاميم مختلفة لأوشام تحمل حروفا أو مفردات عربية، حيث تتولى مهمة التصميم داخل استديو صغير لرسم الوشم غرب لندن، وتقوم بخط مجموعة متنوعة من أنماط الخط العربي من بينها الثلث والنسخ، فضلا عن الأساليب الحديثة وتصف لـ«الشرق الأوسط» الرواج الذي تلقاه بأنه «ظاهره صحية.. فهذا يعني وعي وقبول السكان هنا - لندن - بالثقافات العالمية».

وخلال قيام مالينا بتصميم مخطط على ورقة لأحد عملائها يحمل جملة «one life to live» وتعني «حياة واحدة نعيشها»، تصف ما تقوم به بأنه تصاميم مختلفة الحجم والتعقيدات تتبع الخط العربي الذي تراه فنا ذا قيمة.

وتقول ما يميز الحروف العربية هو شكلها المتصل الذي يكسبها مرونة لاتخاذ أشكال هندسية متنوعة من خلال المد والاستدارة والتداخل، مضيفة أن هناك أشخاصا يرغبون في كتابه أسماء أو أماكن ذات دلالات شخصية، ولكن بحروف عربية، أما البعض الآخر فيسأل عن ترجمة جمله أولا، ثم يطلب كتابتها بـ«لغة الضاد» لتحمل المعنى والحروف العربية. ويمكن القول إن مشاهير الفن وراء الترويج لهذه الموضة، لا سيما بعد لجوء عدد من المشاهير من نجوم التمثيل والغناء والرياضة على خطها على أجزاء شتى من أجسادهم. على الرغم من ارتباط الأوشام وإلى وقت قريب بالأشخاص الذين ينتمون إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة، غير أن هذه الصورة النمطية بدأت بالتلاشي بعد تباهي شخصيات فنية واجتماعية في المناسبات بأوشام عربية الحروف، فمغنيه البوب الشابة ريهانا، (24 عاما)، كشفت مؤخرا عن وشم باللغة العربية. وسبقتها قي ذلك الممثلة الأميركية أنجلينا جولي، (35 عاما)، التي تحمل وشم كلمه «العزيمة» على ذراعها، إلى جانب عشرة أوشام حاليا تزين جسدها مختلفة الدلالات واللغات، حيث تضع اسم أغنيتها المفضلة باللغة الإنجليزية، وأوردة طاردة للحظ السيئ باللغة «الكمبودية» وهي لغة طفلها المتبنى «مادوكس»، فضلا عن وشام أخرى تحمل أرقام الإحداثيات الجغرافية لمواقع ولادة أطفالها الستة. وانضم إلى نجوم التمثيل والغناء عدد من لاعبي كرة القدم كمهاجم المنتخب السويدي «زلاتا إبراهيموفتش» الذي آثر كتابة اسم عائلته باللغة العربية على ساعده الأيمن باللون الأسود. هذه العوامل ساهمت في انتعاش متحدثي ودارسي الخط العربي الذين أصبحوا تحت الطلب للعمل في مراكز الوشم إما للترجمة أو التصميم. ويعترف ناقش للأوشام يعمل في منطقه «كامدن تاودن» في لندن، بأنه لا يعرف العربية، ويصف ما يقوم به بأنه مجرد عملية نقش معربا عن رغبته في تعلم مبادئ اللغة، كونه ضروريا في حالة التأكد من أن كتابة الكلمة تتم بالشكل الصحيح، مشيرا إلى أن هذا ما دفعه للاستعانة بمساعد يعمل بنظام جزئي ليتولى ترجمه التصاميم. وبينما يستعرض عدد من زوار دكانه بعض التصاميم المعروضة في مجلدات لحيوانات أو كتابات صينيه أو بورتريه لأشخاص، يقول: «الأذواق تختلف بحسب كل صرعة والتي بدورها تتبدل من سنه لأخرى»، مشيرا إلى أن الحروف العربية أغلى ثمنا من الحروف الصينية التي لم تعد تتمتع بذات القبول الذي لازمها منذ عشر سنوات، مضيفا أن كلمة واحدة عربية بحجم متوسط تتراوح بين 40 إلى 60 جنيه إسترليني بحسب الحجم واللون والتعقيد، لافتا إلى أن بعض المفردات التي توحي بالقوة والتفاؤل تعتبر دارجة كـ«لا تستسلم»، «الحب الصادق لا ينكسر»، و«لا تيأس»، معتبرا أن سر جمال الحروف العربية هو أنها انحناءاتها التي تبدو غريبة على كثير من العملاء.