مدينة العين.. أول موقع إماراتي على قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني

بعد 6 سنوات من الجهود المتواصلة

TT

أدرجت منظمة اليونيسكو مدينة العين الإماراتية على قائمة التراث الإنساني العالمي، لتصبح هذه المدينة الخضراء في قلب الكثبان الرملية والجبال الصخرية أول موقع إماراتي على هذه القائمة، حسب ما أفاد بيان لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الثلاثاء.

وضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) المدينة إلى هذه القائمة المهمة بعد ست سنوات من الجهود المتواصلة من الجانب الإماراتي.

واستندت المنظمة إلى الأهمية الجيولوجية والأثرية والتاريخية لجبل حفيت الذي يقع عند أطراف المدينة ويشرف عليها، وكذلك إلى حضارة هيلي التي كانت تزدهر في العين فضلا عن المنشآت ذات الأهمية التاريخية مثل «بدع بنت سعود» ومناطق الواحات، ونظام الأفلاج، الذي كان يستخدم لإدارة المياه والحفاظ عليها. واتخذ القرار خلال الاجتماع الـ35 للجنة التراث العالمي باليونيسكو الذي يعقد في مقر المنظمة في باريس ويختتم غدا الأربعاء.

واعتبرت اليونيسكو أن نظام «الفلج»، وهو عبارة عن أقنية مائية طويلة تمتد من فجوة في مكان مرتفع في طبقة صخرية إلى أرض قابلة للزراعة، شكل وسيلة أتاحت «تطور المحاضر والقرى المأهولة» إضافة إلى كونه «عملا هندسيا بارعا». كما أن حضارة الـ«هيلي» التي ازدهرت في العين عرفت بنظامها المتطور لإدارة المياه ومبانيها السكنية المحصنة، وعادات الدفن فيها، فيما يحتضن جبل حفيت مواقع دفن تعود إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.

والعين غنية بواحاتها، ومن هنا اسمها، وبمساجدها ومزارعها ومبانيها التاريخية.

وتعد العين «مهد الحضارة البدوية الإماراتية» بحسب هيئة أبوظبي للثقافة والتراث و«رمز حياة الماضي وقدرة الإنسان على الاستقرار والتكيف مع البيئة الصحراوية القاسية، مع تطوير نمط التنقل من عمق الصحراء إلى مناطق الواحات والمناطق الساحلية».

وتزدهر في العين أيضا ممارسة الصقارة، أي الصيد بالصقور، فضلا عن تجارة الهجن وسباقاتها، كما تحوي صحراؤها الكثبان الرملية الحمراء.

وأثبتت أعمال التنقيب عن الآثار أن العين مأهولة بشكل متواصل منذ أواخر حقبة العصر الحجري، وهي تحتوي على مواقع وبقايا أثرية متنوعة تمتد من العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الهليني إلى حقبة ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي.

وتتبع مدينة العين إمارة أبوظبي وتعد مصيفا مهما للمواطنين، كما يعتبرها الإماراتيون مدينة تتمتع بالأصالة والهدوء؛ إذ لم تبلغها الفورات العمرانية الكبيرة التي حولت مدينتي دبي وأبوظبي إلى تجمعات سكنية واقتصادية ضخمة تعج بناطحات السحاب وبالسكان من كل الجنسيات.