نجوم التلفزيون يتحدثون مع الميكروفون وعيونهم على الكاميرا

سرقهم الأثير فاستأذنوا من الشاشة الصغيرة للحظات طويلة

سنا نصر وجومانا بو عيد
TT

عصر الصورة الذي نعيشه اليوم والذي يتربع على عالم الإعلام عامة لم يستطع على الرغم من شهرته الواسعة أن يضع الأثير في منأى من اهتمام المذيعين والمذيعات الذين حققوا نجاحا لا يستهان به على الصعيد التلفزيوني بل ساهم بدفع بعضهم للخروج من إطار لغة العين إلى لغة الصوت بعد أن وجدوا فيها مساحة حرة تقرّبهم من الناس على طريقة الأذن تعشق قبل العين أحيانا.

ومع أن البعض يعتبر أن الإذاعة قد تقلل من شأنه الإعلامي لأن الصورة حاليا هي التي تشغل الناس وتلمّع أسماءهم بشكل أفضل فإن ذلك لم يمنع كبار نجوم التلفزيون أن يقصدوها كوجهة إعلامية جديدة لهم تخولهم صقل مشوارهم المهني بعدّة احتراف تختلف بتفاصيلها عن تلك المستخدمة في التلفزيون والتي ترتكز في هذا الأخير على المظهر الخارجي أولا والحضور الجذّاب ثانيا بينما تتطلب تفاعلا مباشرا مع المستمعين ومضمونا نوعيا في الحوار والكلمة في الحالة الأولى.

ومن المذيعات اللاتي لعبت الشاشة الصغيرة دورا أساسيا في تعريفهم على الجمهور العربي عامة واللبناني خاصة جومانا بو عيد التي شاءت الصدف أن تكون إذاعة «روتانا إف إم» السعودية النافذة الإعلامية الجديدة لها فأطلت منها أخيرا في برنامج بعنوان «سهرة روتانا» فبرعت فيها وحققت نجاحا كان بمثابة علامة فارقة في مشوارها المهني بعدما توقف عملها التلفزيوني في قناة «روتانا موسيقى» بسبب نفضة جذرية قام بها القيمون عليها فأبقوا على عرض الكليبات الغنائية فيما أوقفوا البرامج الأخرى فاستبعد برنامجها «آخر الأخبار» والذي سبقه برامج أخرى أطلت فيها شخصيا فاستضافت وجوها معروفة في عالم الفن وحاورتهم بأسلوبها الراقي.

وتقول عن تجربتها الإذاعية الجديدة: «لقد وضعتني أمام تحدّ جميل وضمن خبرة إعلامية تختلف تماما عما سبق وخضته في هذا الإطار». وتضيف «لقد وافقت على العرض بعدما ترددت للوهلة الأولى إذ كنت أعتقد أن العمل الإذاعي يقل شأنا عن التلفزيون فأنا أعتبر نفسي ابنة هذا الأخير ومن الصعب التنكر له خصوصا أنه كان المطلوب مني أن أسافر أسبوعيا إلى المملكة العربية السعودية الأمر الذي استصعبته بداية بسبب التزاماتي العملية في بيروت إلا أن القيمين على الإذاعة المذكورة تمنوا علي القيام بهذه الخطوة لا سيما أن روتانا إف إم السعودية كانت في عزّ انطلاقتها ورضخت للأمر أخيرا وكانت مفاجأتي كبيرة عندما اكتشفت أن للأثير سحره الخاص ووقعه المميز على المذيع نفسه فهو برأيي عمل دسم يلزمه المادة والمحتوى المركزان لجذب المستمع كما يحمّل صاحبه المسؤولية والجدّية في العمل لأن المستمع يعطي كل انتباهه لما يتفوّه به وهذا ما لا نجده في العمل التلفزيوني لأن عين المشاهد تنبهر بعدّة عناصر أخرى تتألف منها الصورة».

وكانت بعض وسائل الإعلام قد تناقلت خبرا مفاده أن شركة «روتانا» قد استغنت عن خدماتها وقدمّت لها التعويض المادي اللازم لقاء سنوات العمل الطويلة التي أمضتها معها إلا أن جومانا أكدت في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الخبر لا صحة له وأنها ما تزال تعمل مع «روتانا» في إطار التعاون الدائم بينهما وأنها تحضر لحلقات خاصة جديدة تحاور فيها نجوم الفن وتعرض على شاشتي «روتانا» و«إم تي في» وأنها تحضّر لبرنامج آخر تعلن عنه في حينه.

وعما إذا كانت توافق على تكرار التجربة الإذاعية في حال عرضت عليها مرّة أخرى أكدت بو عيد أنها مستعدة لذلك بالطبع إذا ما جاء العرض مناسبا لتطلعاتها المهنية خصوصا أنها استمتعت بالتجربة القصيرة التي خاضتها مع «روتانا إف إم» السعودية والتي استضافت فيها أيضا أهم النجوم في العالم العربي مثل جورج وسوف وعاصي الحلاني وماجد المهندس وكاظم الساهر واليسا وغيرهم وألقت الضوء على الجانب الخاص والحميم لديهم الذي يهم معجبيهم.

أما المذيعة سنا نصر التي قدّمت أكثر من برنامج تلفزيوني بينها «قلبي دليلي» على شاشة «إل بي سي» وما تزال تقدّم برنامج اللوتو اللبناني على الشاشة نفسها شكّل أيضا ظهورها التلفزيوني فرصة سنحت لها خوض تجربة العمل الإعلامي المسموع. فهي تمارس هذا العمل منذ خمس سنوات وقد بدأته في «راديو سترايك» في برنامج بعنوان «سوا مع سنا» لمدة سنتين متتاليتين ومن ثم انتقلت إلى إذاعة «ميلودي إف إم» لتقدّم «هوا بيروت» الذي ما زالت تطل من خلاله على اللبنانيين. وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «إذا خيّرت ما بين التلفزيون والإذاعة فلا شك أنني اختار الأول ولكن هذا لا يعني أنني لا أحب العمل الإذاعي أبدا لأنه من أمتع الوسائل الإعلامية الممكن التواصل فيها مع الناس بل لأنني أحضّر لشهادتي الدراسية العليا الدكتوراه عن التلفزيون فأفضل أن أطبق ما أدرسه في المكان المناسب». وتضيف: «العمل الإذاعي بالتأكيد لم يضف إلى الشهرة لأن الإذاعة جاءت نتيجة شهرتي التلفزيونية وما لم أستطع أن أقوم به على الشاشة الصغيرة استطعت أن أحققه عبر الأثير لأن المساحة المعطاة لي حاليا على التلفزيون لا تكفي تطلعاتي المهنية ولا دراستي الجامعية ولا حتى الطاقة التي أملكها في المجال الإعلامي ككل وهنا لا بد من التنويه بأهمية الوسيلة السمعية هذه التي ترافق الناس أينما كانوا خصوصا أنهم يمضون معظم يومهم على الطرقات فيستمعون إلى الإذاعة التي تنقل إليهم أحدث الأخبار كما تجعلهم يتحملون زحمة السير والضغوطات الحياتية الأخرى بشكل أفضل من خلال برنامج مسلٍ أو أغان يحبون الاستماع إليها وأعتقد في النهاية أن لكل وسيلة إعلامية أهميتها وناسها ووقتها ولذلك الخيار يرجع أولا وأخيرا للشخص الذي يتواصل معها في الزمان والمكان اللذين يلزمانه بذلك».

أرزة شدياق من جهتها والتي تألقت في برنامج lol الكوميدي ويعرض على شاشة «أو تي في» سرقتها إذاعة راديو سترايك لتقدّم عبر أثيرها برنامجا صباحيا بعنوان «صبحيّة نسوان» والذي تصفه بالنقلة النوعية التي حققتها على الصعيد المهني وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «التواصل مع الناس عبر ميكروفون الإذاعة له طعمه الخاص ولكنه بالتأكيد لا يستطيع تحقيق النجومية التي يصنعها التلفزيون ولو لم أكن قد اكتسبت شعبيتي عبر الشاشة الصغيرة لما كانت الإذاعة اهتمت بيّ».

وتجد أرزة الشدياق أن المبدأ الأساسي الذي تنتهجه في برنامجها الإذاعي هو عدم اللجوء لوعظ المستمع لأنه بحاجة للتمويه والتسلية أكثر من أي شيء آخر شرط أن يكون المضمون بشكل عام مفيدا يوصل إليه رسالة أو معلومة معينة تهمّه. وعما إذا كانت تستخدم نفس الأسلوب الكوميدي الذي تتبعه في التلفزيون تقول أرزة: «أبدا، يحاول المستمعون أن يقوموا بذلك أما أنا فلا رغم أن صوتي يوحي لهم بذلك فعندما أتصل برئيس بلدية ما أو رئيس مغفر شرطة مثلا لأعرف منه معلومة ما لا يلبث أن يضحك ما إن أبادره بعبارة صباح الخير لأن شخصيتي التلفزيونية طغت على تلك الإذاعية بشكل غير مباشر لدى الناس وهو أمر طبيعي ولكني لا أستغلّه في عملي الإذاعي».

وتجد أن عملها في الإذاعة لن يستغرق وقتا طويلا فهي تتعامل مع الكاميرا بشكل أفضل وتفضلها على الميكروفون قائلة: «بالنهاية ما الحب إلا للحبيب الأول».