أثريو مصر يطلقون أول نقابة لهم من قلعة صلاح الدين

دعوا على «فيس بوك» إلى ميثاق شرف يجمعهم

TT

أطلق الأثريون المصريون من قلعة صلاح الدين الأثرية في القاهرة، مساء أمس، أول نقابة لهم، على غرار النقابات الجديدة التي ولدت بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، كأحد مكاسبها.

وفي حين أكدت اللجنة التأسيسية للنقابة على ضرورة تنحية الخلافات الشخصية بين الأثريين، أكد الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي تولى مهام منصبه قبل أيام، أن هدف الجميع من أثريين ومرممين وموظفين بوزارة الدولة لشؤون الآثار أن يكون مطلبهم العمل الأثري بروح ثورة 25 يناير، بعيدا عن تصفية الحسابات، والأهواء الشخصية.

وكانت عدة احتجاجات قد شهدتها وزارة الدولة لشؤون الآثار على مدى الفترة الماضية من جانب أثريين وعاملين بالآثار طالبوا خلالها بتثبيتهم في وظائفهم.

وفي حين لم يمانع وزير الدولة لشؤون الآثار د. زاهي حواس في إنشاء نقابة جديدة للأثريين، فإن عبد المقصود أكد أن الكيان الجديد سيعمل على تحقيق مصالح الأثريين والدفاع عن حقوقهم ورعاية شؤونهم.

ويؤكد الأثريون أنه حان الوقت لإنشاء مثل هذه النقابة، بعيدا عن أية تدخلات أو وصاية من أية جهة أو طرف، داعين جميع العاملين بالآثار والدارسين لها إلى الالتقاء في قلعة صلاح الدين الأثرية بالقاهرة لإشهار النقابة، «حتى لا نكون أقل من النقابات الأخرى في داخل المجتمع».

وفي حين قال د. عبد المقصود إن أولى مهامه في منصبه الجديد العمل على حماية الآثار والحفاظ عليها من خلال استراتيجية واضحة المعالم. فإنه أكد أن أول نقابة للأثريين في مصر ستكون الطريق الوحيد لكل الأثريين لحل مشكلاتهم والدفاع عن حقوقهم، ورعاية مصالحهم.

وتابع أن كل الأثريين يقفون الآن يدا واحدة أمام كل من يعطل المسيرة لإنشاء النقابة لأغراض وصفها بأنها غير شريفة أو لمصلحة شخصية، «وسنثبت للجميع أن الأثريين المصريين قادرون على الدفاع عن مهنتهم وسمعتهم وآثارهم وتاريخ بلدهم، وأصبحنا الآن أكثر من أي وقت مضي متحدين على موقف واحد هو إعلان نقابة الأثريين، للرد على من يحاول التشكيك في سمعة الأثريين والتشكيك في آثار مصر».

ولفت د. عبد المقصود إلى أنه بعد جهود استمرت سنوات طويلة، وبروح 25 يناير، وبرغبة نحو 8 آلاف أثري في مصر، تم إعلان نقابة للأثريين في احتفال بساحة «محكى قلعة صلاح الدين» بعد انتهاء الاجتماعات كافة الخاصة بتشكيلات النقابة في المحافظات المصرية وباتفاق الأثريين من جميع التخصصات في الآثار المصرية والإسلامية واليونانية والرومانية والترميم وأساتذة الجامعات والمتخصصين في الآثار والمشتغلين بها.

ودشن العاملون في مجال العمل الأثري في مصر صفحة لهم على الموقع الاجتماعي «فيس بوك» دعوا خلالها إلى الحفاظ على مهنة التراث والحضارة، والاتفاق على وضع ميثاق شرف لمهنة العمل الأثري وتتويجها بقسم بالولاء.

وقالوا إن الدعوة لتدشين هذه الصفحة تأتى في مواجهة حملات التشكيك والاتهام والانشقاق بين صفوف الأثريين وإثارة الخلافات المغلوطة بينهم، «التي انكشف أمرها بعد ثورة المصريين على الفساد في 25 يناير، وأنها حملة كانت تستهدف التأثير على تقدم العمل الأثري في مصر أمام العالم وإثارة الأفكار وشغل الأثريين في معارك جانبية عن الهدف الحقيقي وهو الحفاظ على آثار مصر والتصدي لهذه المحاولات الغاشمة»، على حد تعبيرهم.ووصف عبد المقصود ردود الفعل على الصفحة الإلكترونية بأنها لاقت تجاوبا كبيرا وسريعا من كل العاملين مطالبين بسرعة الإعلان على أول ميثاق شرف يضع الأثريين تحت مظلة واحدة تعمل لتحقيق هدف واحد وهو حماية آثار مصر وأن يكون الميثاق هو رسالة من المصريين إلى العالم يؤكدون فيه بالعمل وليس بالأقوال، العزم على مواصلة رسالتهم في حماية تراث مصر والحفاظ عليه. في حين يقترح الأثريون تتويج إعلان ميثاقهم بقسم الولاء للمهنة، والإعلان عنه في عيد الأثريين المرتقب له في شهر يناير المقبل.