الثقافة العربية تطوف بأنحاء لندن في يوليو

مع انطلاق فعاليات مهرجان «شباك»

جدارية «الأساطير» للفنانة هالة القوصي تعرض في سيتي هول في لندن (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أعلنت منيرة ميرزا مستشارة الفنون لعمدة لندن أمس في سيتي هول عن انطلاق مهرجان الثقافة العربية «شباك» الذي تستضيفه العاصمة البريطانية من 4 إلى 24 يوليو (تموز) الحالي.

المهرجان وهو الأول من نوعه في لندن يشارك فيه 100 فنان من العالم العربي يعرضون أعمالهم من خلال ما يفوق سبعين فعالية تقام في ما يربو على 30 مؤسسة ثقافية رائدة في أنحاء لندن.

دليل المهرجان يقدم تفصيلا للعروض المشاركة التي تتنوع ما بين الفنون التشكيلية والمسرح والغناء والقراءات الأدبية والمحاضرات. الفعاليات متنوعة وتضمن الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور. وتنطلق الفعاليات اليوم باحتفالية موسيقية بعنوان «ثورة موسيقية في العالم العربي» وهو عرض موسيقي مجاني يشارك فيه ثلاثة من نجوم الجيل الجديد في عالم الموسيقى في العالم العربي وهم زيد حمدان من بيروت وتامر أبو غزالة من فلسطين ومريم صالح من مصر.

من المؤسسات الثقافية المشاركة في المهرجان «المركز العربي البريطاني» وهو جمعية خيرية مركزها لندن وهدفها تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين بريطانيا والعالم العربي، أسس المركز في عام 1977 على يد مجموعة من الدبلوماسيين البريطانيين الذين عملوا سفراء لبلادهم في العالم العربي وأرادو بإنشاء المركز بناء جسور بين العالم العربي وبريطانيا.

تقول نورين أبو عون المدير التنفيذي للمركز إن مشاركة المركز في «شباك» تتمثل في 3 فعاليات انطلقت من الأمس بافتتاح معرض للفنان الفلسطيني ماجد شالة بعنوان «استنشاق الهواء»، «الأعمال التي يقدمها الفنان تعتمد على الأشكال الإنسانية المبهمة المصحوبة بكتابات ورسومات الخط العربي التي تمنحها القدرة على التعبير».

الفعالية الثانية التي يستضيفها المركز هي محاضرة للكاتب البريطاني يوجين روغان بعنوان «العرب: تاريخ» والتي يستكشف فيها الهوية العربية عبر العصور، تقول نورين إن محاضرة روغان تقدم التاريخ العربي من خلال وجهة نظر الشعوب العربية «إنه تصوير حقيقي معتمد على وجهة نظر عربية ويعالج الأوضاع الحالية في العالم العربي من منظور تاريخي».

ومن خلال الفعالية الثالثة يحاور الصحافي البريطاني برايان ويتاكر ثلاثة من الكتاب العرب حول تأثير الربيع العربي على كتاباتهم، الفعالية تقام في كلية سواس يوم 21 يوليو.

المهرجان الذي يبدو مكتظا بالفعاليات يشمل تقريبا جميع أنواع الفنون كما ترى نورين ولكنه في رأيها ينقصه جانب مهم من الثقافة العربية وهو الأزياء، «أعتقد أن عروض الأزياء العربية غائبة عن هذا المهرجان، وجودها كان سيغني المهرجان خاصة أنه مجال يشهد انتعاشا في العالم العربي خاصة دبي وبيروت».

وخلال المهرجان تقدم قاعات موزاييك للفنون معرض صور للفنانة الأميركية - اللبنانية رانيا مطر بعنوان «فتاة في حجرتها» يقدم صورا لحياة الفتيات العربيات خلال نموهن من منظور حميمي وخاص. يعلق عمر القطان القيم في موزاييك: «المعرض مجموعة من الصور لفتيات في غرفهن. التقطت الفنانة الصور في أميركا ولبنان وفي المخيمات الفلسطينية وتقدم من خلالها تسجيلا لمراحل النمو في حياة الفتاة العربية ومن خلال الصور أيضا نرى العوامل الإنسانية المشتركة بين الفتيات اللاتي يعشن في محيطات مختلفة».

موزاييك تقدم أيضا أسبوعا للأفلام العربية بالتعاون مع مهرجان دبي السينمائي ومحاضرة حول وضع الفنون التشكيلية في العالم العربي.

وقاعات الموزاييك جزء من مؤسسة عبد المحسن القطان التي تأسست في بريطانيا منذ 15 سنة، وإن كان نشاطها الأساسي يدور في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا. وحسب ما قاله القطان فقد تم افتتاح قاعة موزاييك في لندن عام 2008 «من أجل الترويج للثقافة العربية المعاصرة».

المهرجان الذي يرى القطان أنه «شامل أكثر من اللزوم» وأنه متخم بالفعاليات يظل في رأيه فرصة «لجمع شمل الثقافات العربية المختلفة في لندن ويعطينا الفرصة لنبرز ثقافتنا». وإن كان يتمنى أن تتغير طريقة تنظيمه في المستقبل لتتيح للمنظمات الثقافية التنافس فيما بينها للفوز بفرصة للمشاركة في المهرجان.

من أبرز الفعاليات التي يقدمها شباك «أمسية في ميدان التحرير» والتي يقدمها مركز باربيكان ويشارك فيها فنانون ساهموا في الثورة المصرية بما في ذلك فرقة «الطنبورة» والمغنية عزة بلبع.

كما يشهد شباك افتتاح معهد الموسيقى الشرق أوسطية المعاصرة الجديدة بجامعة برونيل وهو الأول من نوعه في العالم ويتضمن الاحتفال عروضا لأعمال مؤلفين موسيقيين من مصر ولبنان وفلسطين وسوريا وتركيا.

كما يقدم ساوثبانك سنتر قراءة مشتركة للفائزين بجائزة بوكر العربية رجاء عالم ومحمد الأشعري، ويتاح لجمهور المعرض أيضا الاطلاع على أعمال الفائزين بجائزة جميل للفنون بمتحف فيكتوريا وألبرت طوال أيام المهرجان.